تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والمحبة مع الله التي فيها صرف أي نوع من أنواع العبادة لغير الله عز وجل هي المحبة الشركية.فالمحبة في الله إيمان, والمحبة مع الله شرك .. ودعني أقول لك: إنكم تركتم المحبة الشرعية وأحببتم هؤلاء محبة شركية فشيدتم لهم القبور وطلبتم منهم قضاء الحوائج واستغثتم بهم عند الشدائد .. وصرفتم لهم جل أنواع العبادة من الدعاء والإستغاثة والذبح والنذر وشددتم الرحال إلى قبورهم وجعلتم قبورهم أعيادا وعكفتم عليها وهذا عين الشرك وسبب ضلال الأولين؟ عند ذلك قاطعني قائلا: لقد قلت في بداية حديثك إن الذي له حق التحريم والتحليل هو الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ,وأراك تخالف ذلك حيث حرمت هذه الأمور التي ذكرتها ووصفتها بالشرك والضلال فما حجتك على ما تقول؟

قلت له: حسنا لقد قصرت عي المسافة وأشكرك على حرصك على معرفة الحجه والدليل, ولكن لا تقاطعني إلا إذا وجدت في كلامي خللا أو مجانبة للصواب ...

القول في تشييد القبور

أما تشييد القبور فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنه وأمر بتسويتها فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي الهياج الأسدي رضي الله عنه قال: قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى اله عليه وسلم:"لا تدع تمثالا إلا طمسته ولا قبرا مشرفا إلا سويته", وفي صحيح مسلم أيضا عن ثمامة بن شفي قال: كنا مع فضالة بن عبيد بأرض الروم برودس فتوفي صاحب لنا, فأمر فضالة بقبره فسوي ثم قال:"سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بتسويتها"فهذا كلام النبي صلى الله عليه وسلم الذي بالغتم في مخالفته ,فرفعتم القبور عن الأرض كالبيوت وجعلتم عليها القباب وكل ذلك مخالف لما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم من تسوية القبور. بل إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن تجصيص القبر والبناء عليه والقعود عليه والصلاة إليها, فعن جابر قال:"نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجصص القبر وأن يُقعد عليه وأن يبنى عليه".وعن أبي مرثد الغنوي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول"لا تصلوا إلى القبور ولا تجلسوا عليها".وقال إبراهيم النخعي: كانوا يكرهون الآجرَّ على قبورهم.وأوصى أبو هريرة حين حضرته الوفاة ألا تضربوا عليَّ فسطاطا.

بناء المساجد على القبور والصلاة إليها

وأما بناء المساجد على القبور فالأمر فيه أشد فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك ولعن فاعله .. فعن عائشة وابن عباس رضي الله عنهما قالا:"لما نُزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة له على وجهه فإذا اغتم بها كشفها عن وجهه فقال وهو كذلك:"لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد"يحذر مما صنعوا".وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"قاتل الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد".وعن عائشة رضي الله عنها قالت:"قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي لم يقم منه: لعن اله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد".ولولا ذلك لأُبرز قبره, غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا. فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن اتخاذ القبور مساجد في آخر حياته, ثم إنه لعن وهو في سياق الموت من فعل ذلك من أهل الكتاب ليحذ أمته أن يفعلوا ذلك وقد حصل ما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم فشيدت القبور واتخذت مساجد وصار الذي ينكر ذلك متهم بالتعصب والغلو.

وأبلغ من هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة إلى القبر فلا يكون القبر بين المصلي وبين القبلة فقال عليه الصلاة والسلام:"لا تجلسوا إلى القبور ولا تصلوا إليها",كل ذلك سدا لذرائع الشرك وغلقا لخفي أبوابه ودقيق طرقه.

اتخاذ القبور أعيادا

وأما اتخاذ القبور أعيادا بحيث يقصدها الناس في أوقات معينة فيذهبون إليها بأبنائهم وذراريهم بطعامهم وشرابهم ويجعلونها أماكن للتجمع من أجل الطعام والشراب ,أو حتى من أجل العبادة, فهذا من البدع الشركية التي أبطلها الإسلام ونهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير