أحدها: أن يسأل مالا يقدر عليه إلا الله مثل أن يسأله أن يزيل مرضه أو يقضي دينه أو ينتقم له من عدوه فهذا شرك صريح يجب أن يستتاب صاحبه فإن تاب وإلا عد مرتدا.
الثانية: أن يقول: إنما أسأله لكونه أقرب إلى الله تعالى مني ليشفع لي في هذه الأمور فأنا أسأله ليسأل لي ربه كما يُتوسل إلى السلطان بخواصه وأعوانه, فهذا من أفعال المشركين والنصارى فإنهم قالوا: {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى}.فهذا أيضا جهل وضلال ,فمن أعظم الشرك أن يستغيث الرجل بالرجل الميت عند المصائب والشدائد.
الثالثة: أن يقول: أنا لا أسأله أن يفرج هو بنفسه كربتي أو ينقذني من شدتي وغنما أطلب منه الدعاء إلى الله تعالى فإن دعاءه لي أفضل من دعائي لنفسي ,وهذا أيضا منتهى الجهل ,لأن الميت قد انقطع عمله فلا يستطيع أن يدعو لنفسه فضلا عن غيره , فطلب الدعاء من الميت سواء أكان من الأنبياء أو الصالحين ليس بمشروع, بل هو بدعة منكرة ووسيلة إلى الشرك والعياذ بالله.
6 - ومن مفاسد اتخاذ القبور أعيادا: الذبح والنذر فالذبح والنذر عبادتان لا يجوز صرفهما إلا لله تعالى ولا ملك ولا صاحب قبر, فالذبح للأموات أو للقبور شرك , قال تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}.والذبح عند القبر محرم ومنهي عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم:"لا عقر في الإسلام".
قال عبد الرزاق في معنى الحديث: كانوا يعقرون عند القبر بقرة أو شاة. وقال الإمام أحمد في تفسيره: كانوا إذا مات لهم الميت نحروا جزورا على قبره , فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك , وقال النبي صلى الله عليه وسلم:"لعن الله من ذبح لغير الله ".
أما النذر فإنه منهي عنه فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:"إنه لا يأتي بخير وإنما يستخرج به من البخيل" فإذا كان نذر الطاعات لله المعلقة بشرط لا فائدة فيه, ولا يأتي بخير كما قال الصادق المصدوق ,فما الظن بالنذر لما لا يضر ولا ينفع؟ وما الظن بالنذر للقبور أو لشجرة أو لصخرة فلا شك أن هذا نذر معصية لا يجوز, بل على الإنسان أن يتوب ويستغفر الله تعالى منه.
شد الرحال إلى القبور
7 - ومن المفاسد أيضا شد الرحال إلى القبور والسفر إليها فإنه محرم لقول النبي صلى الله عليه وسلم:"لا تشد الرحال إلا لثلاثة مساجد: المسجد الحرام, والمسجد الأقصى ومسجدي هذا".أما زيارة القبور بدون شد الرحال ,فإنها مستحبة للرجال, لقول انبي صلى الله عليه وسلم:"كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها".
فهذا اعتقادنا - يا صاحبي - وهو كما ترى مبني على ثوابت قوية من الكتاب والسنة وليس كما زعمت أننا نحلل ونحرم بأهوائنا فإذا كان فيما سمعت خطأ, فأفدني وإن كان هناك خلل فأرشدني أرشدك الله إلى الصواب.
قال صاحبي: بل أنت الذي أرشدتني ومحضت لي النصح وإن الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل فجزاك الله خيرا وزادك علما وتوفيقا وهدى.
ـ[ابو مصعب القاهري]ــــــــ[27 - 05 - 07, 12:09 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[28 - 05 - 07, 02:05 ص]ـ
وفيك بارك وجزاك الله كل خير.
ـ[مهند شيخ يوسف]ــــــــ[31 - 05 - 07, 08:34 م]ـ
المقامات عندنا في فلسطين لا تزال شامخة محمية: منها مقام الشيخ مشرف ومقام الشيخ الدسوقي ومقام سيدنا علي وغيرها كثير، وبلغ من ضعف المسلمين هنا أنهم لم يستطيعوا إلى الآن هدم هذه المقامات .. وإن نهدمها فسيقولون هدموا معلمًا تاريخيًّا أثريًّا. حسبنا الله.
ـ[مهند شيخ يوسف]ــــــــ[31 - 05 - 07, 08:37 م]ـ
والعجب أني وجدت نصّا في المذهب الشافعي وأنا شافعي يجعل بناء المشاهد على قبور الأولياء مندوبًا، وهو في كتاب (التقريرات السديدة في المسائل المفيدة) لحسن الكاف اليمني الحضرمي.
فواعجبا للتقليد الأعمى كيف يبلد الذهن ويضل عن سواء السبيل.