تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وظل العلماء الحريصون على استعادة مكانة العلم الشرعي يعانون من الإقصاء والإبعاد ومصادرة الحقوق والاضطهاد الفكري، وربما القمع والمحاكمات بتهمة الشذوذ والتطرف!! وأخيراً تم تعميم مصطلح الإرهاب وقائمة الإرهاب من أجل مزيد من الملاحقات والاختطافات وحتى الاغتيالات؛ وذلك من أجل مزيد من الإرهاب لهذه الشريحة، حتى في مؤسساتها التعليمية المتبقية القليلة.

ومع اتساع دوائر العداء والابتلاء وانحسار دائرة العلماء وطلاب العلم الشرعي؛ تضافرت الطاقات لتسديد الضربات على العلماء ومن معهم من كل حدب وصوب، وانطلقت مؤامرة القوى الأجنبية مع حلفائها من العلمانيين على معظم المثقفين في بلاد المسلمين، بمن فيهم كثير من مثقفي الحركات الإسلامية كما ذكرنا من قبل، ولم يُعد الأمر في الفترات الخيرة مقتصراً على التقليل من أهمية العلماء ومرجعيتهم، وإنما تعداه عند بعض الحركات إلى حد إهمال الدفاع عن هؤلاء العلماء وخذلانهم، وتركهم يواجهون الدعايات والتهم الكاذبة بمفردهم، واتخاذ مواقف شبيهة بالتبرؤ منهم والله المستعان.

.............................. .............................

خطوات مطلوبة من العلماء والمثقفين لإعادة العلاقة السلمية:

فإن أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل -كما في الحديث الصحيح- وأن يصبروا ويزدادوا ثباتاً على ذلك المنهج، فإن العاقبة في الآخرة بإذن الله لهم، وكذلك في الدنيا إن شاء الله لمن طال بهم العمر؛ لأن الدلائل والإرهاصات والتمايز إلى فسطاطين وإفلاس كل الطروحات، كل ذلك يشير إلى أن الالتزام بالمنهج الشرعي السليم هو الملاذ للأمة، وأنها تُدفع إليه دفعاً، هذا بالإضافة إلى النصوص القرآنية والنبوية المبشرة بظلم في آخر الزمان، وبعودة الخلافة الراشدة التي قوامها مرجعية العلم الشرعي، وأنها سوف تعم الأرض كلها، ويظهر الإسلام على الدين كله بصورة لم يسبق لها مثيل ((لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ)) [التوبة:33]، {ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزًّا يعز الله به الإسلام، وذلاً يذل الله به الكفر} رواه أحمد والحاكم وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، وذكر البنا في (الفتح الرباني) أن سنده جيد، وذكر الوادعي أن بعض رجاله ليسوا عند البخاري في صحيحه، ولم يعترض على التصحيح.

.............................. .............................

ثانياً: المطلوب من العلماء المسايرين للأوضاع:

أن يتقوا الله؛ فإنهم سوف يندمون في الدنيا قبل الآخرة على تساهلاتهم وتنازلاتهم ومسايراتهم للتيار في غير مواضع الرخصة، وأن يدركوا أن التأصيل من بعضهم للانحراف هو نوع من التحريف لدين الله، وإذا لم يقدروا على قول كلمة الحق؛ فلا يجوز لهم أن يقولوا الباطل باسم الدين، ولن نسوق لهم الأدلة من النصوص؛ فهم على علم بها، وليعلموا أنه لن يتحقق غرضهم في الدنيا بتمكين الدين بغير منهجية الدين، وإذا لم يرضوا الله؛ فلن يرضوا الناس، ولا يمكن أن يهادنهم الأعداء، ولا أن يقبلوا منهم، ولا يليق بهم أن يصيروا بتساهلاتهم وفتاواهم فتنة للناس، ومن فقد الاتزان صار في النهاية عبرة للآخرين.

فهرول ما بين هذا وذا فلا ذا تأتىَّ ولاَ ذَا حصل

ويجب على العلماء جميعاً في ديار المسلمين -العاملين في جهات رسمية، أو المنتظمين في جماعات ظلوا معتزلين- أن يمدوا الجسور فيما بينهم، وأن يكثفوا الحوارات في أوساطهم، دون أن يستأذنوا في أداء واجبهم من أحد أو ينتظروا توجيهاته؛ فإن الله كلفهم ومنحهم الإمامة في الدين، وأخذ عليهم الميثاق، وحذرهم من التهاون، فإذا اجتمعوا جمعوا كلمتهم أو قاربوا، وإذا فعلوا ذلك؛ وحدوا الخطاب الديني أو كادوا، وأغلقوا الطريق على الذين يزعمون تمثيل هذا الخطاب وليست لهم شرعية كافية ولا أهلية وافية.

إن اجتماع العلماء أو معظمهم مع تحررهم من التبعية الرسمية والحزبية يجعل الناس تلقائياً تبعاً لهم، فيأخذون بأيديهم بأذن الله إلى سواء السبيل.

.............................. ...................

ثالثاً: المطلوب من المثقفين:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير