[كرسي الاعتراف لقائي مع (أعظم قساوسة أوسلو) عام 2001]
ـ[علي الابنوي]ــــــــ[06 - 06 - 07, 01:25 ص]ـ
جُبِل ابن آدم على الندم والاستغفار بعد الذنب متى عاد إلى فطرته، فيجد صوت الضمير يؤنبه من الداخل، ولربما ظهر على بعض جوارحه من الخجل والاستحياء ما يجعله يمتنع من مقابلة أحد من الناس، أو مقابلة من يتصور منه أنه سيلَُومه، أو اطلع على معاصيه.
وقد استغلت الديانة النصرانية هذه الفطرة السليمة، وقادتها لمآربها الدنيئة،فاخترع البابا وأعوانه ما يسمى بكرسي الاعتراف بالذنوب، وغفرانها لمرتكبيها، مقابل رسوم مادية يدفعها طالب المغفرة، وكم كنت أتشوق عند تدريسي لهذه الجزئية أن أراها كواقع عملي ملموس، لأن الممارسة أثبت من القول المجرد، وأتقن عند التحدث وبيان الواقع.
وشاء الله جل جلاله أن اخرج في رحلة للتعرف على أحوال إخواني من المسلمين في القارة الأوربية، فوضعت رحالي في أوسلو عاصمة النرويج، أقصى دولة في شمال العالم، وكان الثلج آنذاك يرتفع على شوارعها أكثر من مترين، وكادت مياه البحر أن تتجمد لتتوقف حركة البواخر وتسير السيارات على المياه المتجمدة، فترتبط جزر النرويج بعضها ببعض عن طريق السيارات، وطالبني الإخوة بالبقاء في النرويج لمدة أسبوعين لأرى السيارات وهي تسير على المياه المتجمدة في القطب الشمالي.
ففي 7/شوال/1421 هـ 3/ 1/2001 م طلبت من أعظم قساوسة أوسلو أن يجري معي طقوس الاعتراف للقسيس فكانت كالتالي ـ وقد عَمِلْتُ ذلك بناءً على القواعد الشرعية حاكي الكفر ليس بكافر، إنما الأعمال بالنيات .... ، ولو لم امتثل لما تمكنت من ذكر الدقائق التفصيلية، ولما تحقق قول الحق تبارك وتعالى (ولتستبين سبيل المجرمين) ــ
أدخلني إلى غرفة منتحية في الكنيسة، فدخلتها ومعي مترجم نرويجي مسلم، فلبس القسيس جلباباً خاصاً مطرزاً أشبه ما يكون بالجبة الأزهرية، إلا أنها مغلقة من الأمام، وأجلسني على كرسي وجلس هو على كرسي آخر عن يساري،ووضع يده اليمنى على رأسي، وأمامي صورة ورقية للمسيح عيسى ابن مريم،مبروزة في زجاج، موضوعة بميلانٍ على طاولة، وأخذ يقرأ فقرأت من الإنجيل باللغة النرويجية، مفادها أني أغفر لك ذنوبك بموجب ما أعطيت من السلطات الروحية من الإله المسيح.
ثم توقف برهة من الزمن، وأمرني بالقيام والانحناء أمام الصورة،كحالة ركوع للمصلى،وكانت أمامي منضدة صغيرة بارتفاع 30سم،وأمرني بوضع ركبتي عليها، ثم أخذ يقرأ فقرأت من الإنجيل باللغة النرويجية مرة أخرى، وأمرني بإعادتها خلفه، مفادها أني معترف بكل ذنوبي، وأطلب المسيح أن يغفر زلتي وذنوبي، وأمرني بعدم رفع البصر إلى الصورة.
ثم عاد فأجلسني على الكرسي مرة أخرى، ووضع يمنى يديه على رأسي، وأخذ يقرأ فقرات من العهد الجديد {الإنجيل} ما يقرب من ثلاث دقائق، ثم خاطبني بقوله لقد انتهى أداء هذه الشعيرة.
هذا وقد وجدت داخل الغرفة ما يقرب من عشرين كرسياً، فسألته عنها، فقال تأتينا أحياناً أفواج وجماعات تريد التوبة الجماعية، فنجلسهم على هذه الكراسي، ونقبل اعترافاتهم، وما اقترفوه من الآثام، ويجب علينا سترها، وعدم كشفها أمام أحد، بل نخلوا ببعضهم أحيانا لكبر الذنب وضخامته، بعد استيفاء الرسوم المطلوبة.
ولا شك أن الناس ترقب وتلاحظ، وتحلل الحدث من منطلق العقل، ويروي التاريخ الأوربي في القرن السابع عشر، أن أحد النصارى أدرك أضحوكة الاعتراف للقسيس وغفران الذنوب، فدفع الرسوم ودخل على القسيس فأجلسه على الكرسي، وطالبه بالاعتراف، فقال إنه لم يرتكب ذنبا حتى يغفر له، بل جاء لشراء النار لتصبح مُلْكُه.
فطالبه القسيس بتغيير الطلب، فألَّحَ عليه بتلبية البيع، فحرر له القسيس صكاً ببيع النار، وأنها مُلْكُه، فخرج على الناس وخاطب طالبي المغفرة المنتظرين للدخول بقوله لماذا تدخلون على القسيس؟ لغفران الذنوب وضمان دخول الجنة؟
ها إني قد شريت النار، فهي ملكي، لن أدخل أحدكم النار فكلكم إلى الجنة ونعيمها.
فالبابا والكرادلة والقساوسة والرهبان ..... يضحكون على الناس والناس تضحك عليهم، استغفال متبادل، تضحك علَيَّ أضحك عليك.
ما أعظمك ربي حين حَصَرْتَ غفران الذنوب فيمن يملك ويخلق، ولا مالك ولا خالق إلا أنت، فأنت الحكم وأنت الغافر إهد عبادك إلى توحيدك (والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون) سورة آل عمران آية 135.
كتبه المشرف على موقع صوت الحق
د/ خادم حسين إلهي بخش
www.soutulhaq.com
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[06 - 06 - 07, 04:21 ص]ـ
لا حول و لا قوة إلا بالله , أي ضوابط شرعية و أي نيات يتحدث عنها صاحب المقال و هو قد ركع لطاغوت يُعبد من غير الله مختاراً ذلك بنفسه. إنا لله و إنا إليه راجعون.
¥