· الإستواء صفة من صفات الله تعالى – أنكرها البعض، وأولها آخرون – كيف نبين ذلك وما تأويلهم؟ وكيف نرد عليهم بإثباتها من الأدلة.
قد ورد إثبات صفة الإستواء على العرش لله تعالى في ستة مواضع من كتاب الله تعالى،
قال تعالى {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [سورة طه، الآية: 5].
قال تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [سورة الأعراف، الآية: 54].
وقال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [سورة الرعد، الآية: 2]،
و قال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [سورة السجدة، الآية: 4].
وقال عز وجل: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ} [سورة الحديد، الآية: 4].
وقال تعالى: {الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} [سورة الفرقان، الآية: 59].
وهذه الآيات تدل على استواء الله على عرشه وعلوه على خلقه تبارك وتعالى، وكلها بلفظ استوى المتعدي بعلى، وقد فسره أئمة السنة كأبي العالية ومجاهد وغيرهم بالعلو والارتفاع كما ذكر ذلك الامام البخاري في صحيحه
أما تأويل الاشاعرة للإستواء فهم يقولون انه الإستيلاء , و هذا باطل لا يُعرف من لغة العرب
و قد ورد عن أئمة العربية إنكار ذلك - يُراجع اجتماع الجيوش لابن القيم و العلو للذهبي -
و استند الاشاعرة على بيت منسوب للأخطل حيث يقول:
قد استوى بشر على العراق * من غير سيف ودم مهراق
و لا يقال استوى على الشئ إذ كان ذلك الشئ عاصيا عليه قبل استيلائه عليه، [/ COLOR] كاستيلاء بشر على العراق، واستيلاء الملك على المدينة بعد عصيانها عليه، وعرش الرب لم يكن ممتنعا عليه نفسا واحدا، حتى يقال استوى عليه، أو معنى الاستواء الاستيلاء
قال الحافظ ابن كثير في البداية و النهاية ج 9 ص290:
" وكان الاخطل من نصارى العرب المتنصرة، قبحه الله وأبعد مثواه، وهو الذي أنشد بشر بن مروان قصيدته التي يقول فيها:
قد استوى بشر على العراق * من غير سيف ودم مهراق
وهذا البيت تستدل به الجهمية على أن الاستواء على العرش بمعني الاستيلاء، وهذا من تحريف الكلم عن مواضعه، وليس في بيت هذا النصراني حجة ولا دليل على ذلك، ولا أراد الله عز وجل باستوائه على عرشه استيلاءه عليه، تعالى الله عن قول الجهمية علوا كبيرا.
فإنه إنما يقال استوى على الشئ إذ كان ذلك الشئ عاصيا عليه قبل استيلائه عليه، كاستيلاء بشر على العراق، واستيلاء الملك على المدينة بعد عصيانها عليه، وعرش الرب لم يكن ممتنعا عليه نفسا واحدا، حتى يقال استوى عليه، أو معنى الاستواء الاستيلاء، ولا تجد أضعف من حجج الجهمية، حتى أداهم الافلاس من الحجج إلى بيت هذا النصراني المقبوح وليس فيه حجة والله أعلم. "
· إذا سئلت " أين الله "؟ بم نجيب؟ وما الأدلة على صدق ما نذهب إليه؟
الله في السماء
و الدليل حديث الجارية الذي في صحيح مسلم
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[09 - 06 - 07, 12:33 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
ذكر الأخ الفاضل المقدادي إجابة بعض الأسئلة وهذا جواب البقية:
قولك:
(يتهم الأشاعرة أهل السلف بأنهم مؤولة للنصوص – بدليل قوله عليه الصلاة والسلام: " الحجر الأسود يمين الله في الأرض، فمن استلمه بحق فكأنما صافح الله " – فأولوه بأن هذا العبد موفق من الله تعالى، وظاهر الحديث يدل على أن العبد يصافح الله – فكيف نرد عليهم وندحض حجتهم وافترائهم على أهل السلف مع ذكر الأدلة)
¥