تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[رسالة الشيخ مرعي الكرمي رحمه الله .. غير معتمدة في معرفة مذهب السلف في الصفات]

ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[11 - 06 - 07, 11:12 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

لعل كثيرًا من طلبة العلم قرأ رسالة الشيخ مرعي الكرمي - رحمه الله - " أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات "، التي حققها الشيخ شعيب الأرنؤوط، وطبعتها مؤسسة الرسالة عام 1406هـ. ولقد تبين لي من قراءتها:

1 - أن الشيخ مرعي يخلط بين مذهب السلف في الصفات (تفويض الكيفية)، ومذهب المفوضة (تفويض المعنى)، وهو مذهب كثير من الأشاعرة، ولهذا اضطربت عباراته ونقولاته.

مثلا: في ص 61 يقول: (إن مذهب السلف هو عدم الخوض في مثل هذا، والسكوت عنه، وتفويض علمه إلى الله تعالى). وفي ص 65 يقول: (وجمهور أهل السنة، منهم السلف وأهل الحديث على الإيمان بها، وتفويض معناها المراد منها إلى الله تعالى، ولا نُفسرها، مع تنزيهنا له عن حقيقتها)، وفي ص 200 ينقل عن البيهقي قوله: ( .. التفويض أسلم)، ثم يُتبعه بقوله: (قلتُ: وبمذهب السلف أقول، وأدين الله تعالى به، وأسأله سبحانه الموت عليه). وانظر: ص 118و181و197.

2 - أنه – رغم ذلك – يُجيز التأويل! فينقل – مثلا – عن ابن الهمام الحنفي ص 132قوله عن صفة الاستواء: (أما كون الاستواء بمعنى الاستيلاء على العرش مع نفي التشبيه فأمر جائز ... – إلى أن قال – إذا خيف على العامة عدم فهم الاستواء إلا بالاتصال ونحوه من لوازم الجسمية، فلا بأس بصرف فهمهم إلى الاستيلاء)!!

3 - أنه ينقل تأويلات بعض الأشاعرة كابن فورك وغيره دون تعقب. انظر مثلا: ص 141 و 151 و155.

4 - أنه يجعل صفات الله من المتشابه، انظر: ص 149و 173و182.

5 - أنه ينقل كلامًا خطيرًا لابن الجوزي مؤيدًا له. وهو قوله ص 210: (وأكثر الخلق لا يعرفون من الإثبات إلا بما يعلمون من الشاهد، فيُقنع منهم بذلك إلى أن يفهموا معنى التنزيه)!! والتنزيه عنده هو التأويل. وهذا يُذكرني بمذهب بعض فلاسفة المسلمين، الذين يجعلون للشريعة ظاهرًا للعوام، وباطنًا لأهل الحكمة!

الغريب بعد كل هذا أن محقق الرسالة (شعيب الأرنؤوط) لم يُعلق على كثير من أخطائه السابقة، والسبب في نظري أن المحقق نفسه كالمصنف يخلط بين مذهب السلف؛ فيظنه التفويض، ودليل هذا أنه ينقل في المقدمة رجوع بعض الأشاعرة؛ كالجويني والشهرستاني إلى مذهب السلف، وهم إنما رجعوا إلى مذهب التفويض، وهو المذهب الثاني للأشاعرة. (ومن الغريب أيضًا أن للشيخ خالد الشايع كتابًا فيه تعقبات على الأرنؤوط لتأويله الصفات في مواضع كثيرة من تعليقاته على الكتب! وهذا مناقض لدعوته في مقدمة رسالة الكرمي القارئ إلى اعتناق مذهب السلف وأنه " أمثل المناهج وأقومها وأهداها "! ص 8).

ثم اطلعت على تحقيق الأستاذ جميل القرارعة لرسالة الكرمي (وهي رسالة جامعية لم تُطبع حسب علمي)، فوجدته يقول ص 39: (دأب المصنف على ترجيح رأي السلف أو ما يعتقد أنه كذلك، ولكننا رغم ذلك نخالفه في بعض مما رجح، وفي كون هذا الذي رجحه هو رأي السلف على التحقيق، وقد أشرنا إلى ذلك في مواضع من الرسالة، والذي نريد أن ننبه عليه هنا أن المصنف رحمه الله قد اضطربت عبارته في تحديد رأي السلف في الصفات، فعلى حين نجده قد حدد رأي السلف من خلال نقوله عن شيخ الإسلام ابن تيمية 90، 181، 305 ومن خلال نقله عن غيره من العلماء 101، 297، 298 ومن كلامه هو أحياناً أخرى، على حين نجده يحدد رأي السلف في هذا المواضع وفي سواها أيضاً بأنه وصف الله بما وصف به نفسه وبما وصف به رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل وأنهم كانوا يثبتون لله حقائق هذه الصفات، فإننا نجده في أماكن أخرى كما في نقوله عن الرازي 72 والسيوطي 82 والنووي ..... وغيرها –يجعل رأي السلف كون الظاهر غير مراد وأنهم كانوا يفوضون علم المعنى المراد لله تعالى).

الخلاصة: أن رسالة الشيخ مرعي غفر الله له غير معتمدة في معرفة مذهب السلف وتقريره، بل إنها ستكون " مُشوشة " لذهن القارئ. والله أعلم.

ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[11 - 06 - 07, 12:55 م]ـ

جزاك الله خيرا

وهذا داء كثير من متأخري الحنابلة الذين لم يلتزموا من مذهب احمد الا ما ترجح عند متاخري فقهاء المذهب "في الغالب"اما في العقيدة فقد سلكوا مذهب الاشاعرة والمفوضة وتلطخوا بطرق الصوفية, الا من رحم الله.

قال شيخ مشايخنا الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمهم الله –:

(في تعليقه على قول البهوتي في الروض المربع شرح زاد المستنقع (الرحمن الرحيم) قال: الموصوف بكمال الإنعام أو بإرادة ذلك). هذا جرى فيه الشارح على آثار الشرّاح، وهذا من اعتقاد الأشاعرة، ومن المعلوم أنه شعبة من المذهب الجهمي الوبي.

وقد اشتهر في النفي مذاهب أربعة: المعتزلة، والأشاعرة، والجهمية، والماتريدية. والماتريدية قريبة من الأشعرية إلا أن بينها فروق مذكورة في مواضعها. {فتاوى ابن إبراهيم (1/ 201)}.

وقال الشيخ العلامة سليمان بن سحمان – رحمهما الله-

((وكان من المعلوم أيضاً عندنا أن آل الشطي من أئمة الضلال وممن يدعون إلى دعاء الأنبياء والأولياء والصالحين ويجيزون الاستغاثة بهم في المهمات والملمات، ومن كان هذا سبيله فليس هو عندنا من الأئمة الأعلام ولا من أفاضل أهل الإسلام وإن كانوا من الحنابلة. (تنبيه ذوي الألباب السليمة ص3).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير