وقيل في قوله: {وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ} نزلت في أبي عبيده قتل أباه يوم بدر {أَوْ أَبْنَاءَهُمْ} في (1) الصديق، هَمَّ يومئذ بقتل ابنه عبد الرحمن، {أَوْ إِخْوَانَهُمْ} في مصعب بن عمير، قتل أخاه عبيد بن عمير يومئذ {أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} في عمر، قتل قريبا له يومئذ أيضًا، وفي حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث، قتلوا عتبة وشيبة والوليد بن عتبة يومئذ، والله أعلم.
قلت: ومن هذا القبيل حين استشار رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين في أسارى بدر، فأشار الصديق بأن يفادوا، فيكون ما يؤخذ منهم قوة للمسلمين، وهم بنو العم والعشيرة، ولعل الله أن يهديهم. وقال عمر: لا أرى ما رأى يا رسول الله، هل (2) تمكني من فلان-قريب لعمر-فأقتله، وتمكن عليًا من عقيل، وتمكن فلانًا من فلان، ليعلم الله أنه ليست (3) في قلوبنا هوادة للمشركين ... )) أ. هـ
فبعد هذه النقول أين تضع تلك المقولة الخبيثة؟! ولم التكلم عنها؟! أتريد أن يقال إن الإسلام دين باطل ومتناقض وليس من عند الله تعالى؟! وهل نحن عملنا بما في الشرع وحملنا هم الأمة وإرجاعها إلى الالتزام بالشرع بدءًا من الفرد المسلم وانتهاءً بعالمية الإسلام؟! وهل البحث عن تلك الأمور هو الدور المرتقب لك كمسلم يؤمن بالبعث وباليوم الآخر وله رسالة غيره كرس كل طاقاته في سبيل إعلائها والأمر كما قال الله تعالى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} الأحزاب 23
الشبهة الثالثة: حول أبي هريرة رضي الله عنه
بسم الله الرحمن الرحيم
أبو هريرة رضي الله عنه
قبل الكلام حول الشبهة الموجهة ضد أبي هريرة رضي الله عنه أقول:
### الطاعنون [كأمثال جولد تسيهر والعاملي ومحمود أبي رية و ... ] يريدون هدم الأصول أو زعزعتها فإن تم لهم ذلك دخلواوهدموا الدين .... هذا معتقدهم والله تعالى يقول في كتابه العزيز: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} الصف 8 ويقول تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} الصف9 ويقول تعالى:
{يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} التوبة32 ويقول سبحانه: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} التوبة33 ويقول سبحانه: {لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ} الأنفال8 ويقول تعالى: {وَيُحِقُّ اللّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ} يونس82 ويقول تعالى: {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} غافر14
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو ذل ذليل عزا يعز الله به الإسلام وذلاً يذل الله به الكفر.)) رواه ورواه ابن حبان في صحيحه وأبو عروبة في المنتقى من الطبقات وله شاهد من حديث أبي ثعلبة الخشني مرفوعا نحوه أخرجه الحاكم وصححه.
فهم يريدون هدم الباب فإذا تسنى لهم ذلك دخلوا حيث يشاؤون ويتضح ذلك من خلال ما يلي:
1 - الطعن في سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ..... فيعتقدون أنه لو تم لهم ذلك يستطيعون إنكار من وراءه من الأنبياء والمرسلين عليهم صلوات الله وسلامه.
2 - الطعن في القرآن الكريم .... فيعتقدون أنه لو تم لهم ذلك يستطيعون إنكار ما وراءه من كتب الله تعالى.
3 - الإسلام ... فيعتقدون أنه لو تم لهم ذلك يستطيعون إنكار ما وراءه من الأديان.
4 - سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه ... فيعتقدون أنه لو تم لهم ذلك يستطيعون إنكار من وراءه من حفاظ الأحاديث.
5 - الإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى ... فيعتقدون أنه لو تم لهم ذلك يستطيعون إنكار من وراءه من أئمة الإسلام.
¥