تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ردّ العلامة عبد الرحمن بن ناصر البراك في قول بندر العتيبي و قياسه للمشرّع بالمصوّر

ـ[عبدالله البلجيكي]ــــــــ[14 - 06 - 07, 06:37 م]ـ

السؤال من أبي الحسن من بلجيكا: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته أرجو أن تكونوا على صحّة و بخير ثم سؤالي هو: قرأت من رجل يقول إنّ حكم من يشرّع من دون الله هو نفس حكم المصوّر فإنّ المصوّر جعل نفسه مصوّرا و خالقا مع الله لقوله صلّى الله عليه و سلّم: الذين يضاهون بخلق الله. فالمصوّر صاحب كبيرة إلا إن اعتقد أنه يضاهي الله فكذلك المشرّع فإنه يرتكب كبيرة إلا إن أعلن أنه يستحق التشريع و التقنين فما صحّة هذا؟

الجواب: لا إله إلا الله ... من يشرّع تشريعات تناقض شرع الله, فهذا قد جعل نفسه شريكا لله في الحكم: يحلّ و يحرّم. أما إذا شرع أحكاما, يعني وضع نظاما أو تنظيمات يرى أن فيها مصلحة من غير أن يجعل لها حرمة الشرع و وجوب الأخذ بها, فهذا مجتهد بحسب حاله و في نظره. أما من يشرّع تشريعات يضاد بها شرع الله و يجعلها بدلا عن شرع الله: ليس هذا بكبيرة, هذا هو ما جاء في تفسير قوله تعالى: اتّخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله ... يحلّون لهم الحرام و يحرّمون عليهم الحلال.

و أما التصوير, فهو يضاهي بتصويره الصورة التي خلقها الله. و ما أحد يعتقد أنه عندما يصوّر صورة إنه يبلغ أن يخلق خلق الله. لكن هذا مضاهات فقط, صحيح جاء في الحديث القدسي قوله تعالى و من أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي. فهذه دلالة على تحريم التصوير فقط. و لا يصل التصوير إلى درجة دعوى المشاركة, الشركة في الربوبية.

حين لا يمكن لأحد يصوّر صورة إنسان أو حيوان يعتقد و يقول إني خلقت مثل خلق الله و إني أصل إلى أن أخلق كخلق الله. لكن مضاهات لهذه الصورة, مضاهات ... فالمصوّر مرتكب لكبيرة فقط, و لا أرى أن يكون فيه تقسيم و أحد يكون شرك و كفر و واحد يكون مرتكب كبيرة, لا! هذا أبدا كلّ مصوّر فإنه يضاهي بخلق الله: إن أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله. هم يضاهون بخلق الله, (كلمة غير واضح) و هذا حرام عليه. بل أشكال أخرى مثل الشجرة كرسم الشجرة, الشجرة من خلق الله أيضا! لكن إنما جاءت التحريم في تصوير ما له روح على قول جماهير أهل العلم, ما له روح! بل الشجرة نفسها هل يستطيع أحد يصنع شجرة تنمو من صنعة؟ لا! مثال فقط, شكل, فقط! هي ميّتة: الحياة كلّها, مادة الحياة لا يقدر البشر على إيجادها في شيء. مادة الحياة. الحياة النمو أو حياة الحس و الحركة ... و الله أعلم

و كان هذا السؤال عرض على الشيخ في هذا الصباح الخميس / 28 - 5 - 1428 هـ - 14/ 06/2007 م في الساعة 4:20 فجزاه الشيخ خير الجزاء

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير