تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[لفظة: فأستأذن على ربي في - داره -]

ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[23 - 06 - 07, 03:41 م]ـ

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم:

أخرج البخاري في صحيحه:

وقال حجاج بن منهال حدثنا همام بن يحيى حدثنا قتادة

عن أنس رضي الله عنه

: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (يحبس المؤمنون يوم القيامة حتى يهموا بذلك فيقولون لو استشفعنا إلى ربنا فيريحنا من مكاننا فيأتون آدم فيقولون أنت آدم أبو الناس خلقك الله بيده وأسكنك جنته وأسجد لك ملائكته وعلمك أسماء كل شئ لتشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا. قال فيقول لست هناكم قال ويذكر خطيئته التي أصاب أكله من الشجرة وقد نهي عنها ولكن ائتوا نوحا أول نبي بعثه الله إلى أهل الأرض فيأتون نوحا فيقول لست هناكم ويذكر خطيئته التي أصاب سؤاله ربه بغير علم ولكن ائوا إبراهيم خليل الرحمن قال فيأتون إبراهيم فيقول إني لست هناكم ويذكر ثلاث كلمات كذبهن ولكن ائتوا موسى عبدا آتاه الله التوراة وكلمه وقربه نجيا قال فيأتون موسى فيقول إني لست هناكم ويذكر خطيئته التي أصاب قتله النفس ولكن ائتوا عيسى عبد الله ورسوله وروح الله وكلمته قال فيأتون عيسى فيقول لست هناكم ولكن ائتوا محمدا صلى الله عليه وسلم عبدا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فيأتوني فأستأذن على ربي في داره فيؤذن لي عليه فإذا رأيته وقعت ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني فيقول ارفع محمد وقل يسمع واشفع تشفع وسل تعط قال فأرفع رأسي فأثني على ربي بثناء وتحميد يعلمنيه فيحد لي حدا فأخرج فأدخلهم الجنة - قال قتادة وسمعته أيضا يقول فأخرج فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة - ثم أعود فأستأذن على ربي في داره فيؤذن لي عليه فإذا رأيته وقعت ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقول ارفع محمد وقل يسمع واشفع تشفع وسل تعط قال فأرفع رأسي فأثني على ربي بثناء وتحميد يعلمنيه قال ثم أشفع فيحد لي حدا فأخرج فأدخلهم الجنة - قال قتادة وسمعته يقول فأخرج فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة - ثم أعود الثالثة فأستأذن على ربي في داره فيؤذن لي عليه فإذا رأيته وقعت له ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقول ارفع محمد وقل يسمع واشفع تشفع وسل تعطه قال فأرفع رأسي فأثني على ربي بثناء وتحميد يعلمنيه قال ثم أشفع فيحد لي حدا فأخرج فأدخلهم الجنة - قال قتادة وقد سمعته يقول فأخرج فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة - حتى ما يبقى في النار إلا من حبسه القرآن). أي وجب عليه الخلود. قال ثم تلا هذه الآية {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا}. قال وهذا المقام المحمود الذي وعده نبيكم صلى الله عليه وسلم.

قال ابن حجر - رحمه الله -:

وقال حجاج بن منهال حدثنا همام كذا عند الجميع إلا في رواية أبي زيد المروزي عن الفربري فقال فيها حدثنا حجاج , وقد وصله الإسماعيلي من طريق إسحاق بن إبراهيم وأبو نعيم من طريق محمد بن أسلم الطوسي قالا حدثنا حجاج بن منهال فذكره بطوله وساقوا الحديث كله إلا النسفي فساق منه إلى قوله خلقك الله بيده ثم قال فذكر الحديث.

الفتح (13

429)

وقد اختلف العلماء في هذه اللفظة بين مثبت وناف ومؤول

1 - فقد حكم شيخنا الألباني رحمه الله في مختصر العلو (88) على هذه اللفظة (فأستأذن على ربي في داره) بالشذوذ.

فقد تفرد بهذه اللفظة همام بن يحيى.

وعليه يدل كلام ابن حجر في الفتح (11

436)

فقد أخرج البخاري الحديث بدون هذه الزيادة - داره -من طريق

أ- هشام حدثنا قتادة عن أنس

ب-أبي عوانة عن قتادة عن أنس

ت-معبد بن هلال العنزي قال: اجتمعنا ناس من أهل البصرة فذهبنا إلى أنس بن مالك وذهبنا معنا بثابت البناني إليه يسأله لنا عن حديث الشفاعة

ث- وأخرج أحمد الحديث في مسنده من طريق ابن أبي عروبة ثنا قتادة عن أنس بن مالك - بدون هذه اللفظة أيضا وقد روى الحديث غير أنس أبو هريرة وأبو سعيد وحذيفة

وابن عباس ولم يأت في حديثهم هذه اللفظة.2 - وعلى فرض ثبوتها فقد أجاب العلماء عن ذلك

قال ابن حجر:

والإذن له إنما هو في دخول الدار وهي الجنة وأضيفت إلى الله تعالى إضافة تشريف , ومنه {والله يدعو إلى دار السلام} على القول بأن المراد بالسلام هنا الاسم العظيم وهو من أسماء الله تعالى.

الفتح (11

436)

وقال الخطابي: وإنما معناه في داره الذي اتخذها لأوليائه وهي الجنة وهي دار السلام وأضيفت إليه إضافة تشريف مثل بيت الله وحرم الله.

الفتح (13

429)

وقال ابن القيم رحمه الله:

وفي بعض ألفاظ البخاري في صحيحه فاستأذن على ربي في داره فيؤذن لي عليه.

قال عبد الحق في الجمع بين الصحيحين هكذا قال في داره في المواضع الثلاث يريد مواضع الشفاعات التي يسجد فيها ثم يرفع رأسه.

اجتماع الجيوش الإسلامية (53)

والله أعلم

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[23 - 06 - 07, 11:29 م]ـ

جزاك الله خيرا.

وقال الشيخ العلامة ابن عثيمين في شرحه على كتاب التوحيد من صحيح البخاري على هذا الحديث:

[هذا الحديث ليس فيه إشكال إلا قوله: " أستأذن على ربي في داره "، فيقال: إن دار الله عزوجل التي جاءت في هذا الحديث لا تشبه دور البشر، تكنه من الحر ومن البرد ومن المطر، ومن الرياح، لكن هي دار الله أعلم بها، ولعلها – والله أعلم – حُجُب النور التي احتجب بها الله – عز وجل – كما جاء في الحديث الصحيح " حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه "].

وقال الشيخ الغنيمان في شرحه لكتاب التوحيد من صحيح البخاري:

[ ... وسيأتي في باب الرؤية في هذا الحديث " فأستأذن على ربي في داره " وقد قيل: إن المراد بداره هنا الجنة. فالله أعلم].

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير