قال المخالف: العلم والسمع وما من جنسهما معاني لا يترتب على اثباتها فساد ولا مماثلة بل يترتب على نفيها اثبات ضدها لعدم جواز خلو المحل من النقيضين وهو الفساد بعينه, وهي صفات تتفاوت بالكمال والنقص فيثبت الكمال في حق الله تعالى والنقص في حق المخلوق.
ولكن اليد والوجه نفيه لا يخل بالكمال, ولايتفاوت بالكمال والنقص, وهي اعيان لا معاني. فان قلت لي:النص ورد بها؟ قلت تأولها.
فبماذا يرد السلفي؟
ـ[المقدادي]ــــــــ[01 - 07 - 07, 03:40 م]ـ
اذا قال السلفي:انا اثبت لله تعالى العلم والسمع واليد والوجه.
قال المخالف: انا اثبت العلم والسمع دون اليد والوجه لانه لا يعلم منه الا ماهو مشاهد
قال السلفي: السمع والعلم واليد والوجه اما ان تنفي الجميع او تثبت الجميع
قال المخالف: العلم والسمع وما من جنسهما معاني لا يترتب على اثباتها فساد ولا مماثلة بل يترتب على نفيها اثبات ضدها لعدم جواز خلو المحل من النقيضين وهو الفساد بعينه, وهي صفات تتفاوت بالكمال والنقص فيثبت الكمال في حق الله تعالى والنقص في حق المخلوق.
ولكن اليد والوجه نفيه لا يخل بالكمال, ولايتفاوت بالكمال والنقص, وهي اعيان لا معاني. فان قلت لي:النص ورد بها؟ قلت تأولها.
فبماذا يرد السلفي؟
الجواب على هرطقته من وجوه كثيرة
فمنها:
أن يقال له: إعترافك بأن الوجه و اليد و غيرها صفات في حد ذاته أمر جيد و لذلك تذهب بها الى التأويل هو في حد ذاته عليك لا لك
و من مسألة التأويل يُناقش في تأويله لليد و الوجه و عليك بالصواعق المرسلة للإمام المحقق ابن القيم فقد ذكر أوجهاً كثيرة تزيد عن 30 وجها في الرد على من تأول الوجه و اليد
و منها: أن يقال له: ما أنا وصفته تعالى باليد و الوجه لتأتي بلوازمك الباطلة , بل هو وصف نفسه بذلك
فإما أن يكون تعالى قد وصف نفسه بالنقص و العياذ بالله
و إما ان يكون قد وصف نفسه بصفات الكمال
و منها: أن يقال له: نفيك للوجه و اليد تعطيل و على هذا السلف رحمهم الله تعالى , و النصوص في هذا كثيرة جدا لا تُحصر
و قد ذكر سلفنا الصالح عن الجهمية انهم يقولون ان الله تعالى لم يخلق آدم بيده! و ان اليد معناها القوة!
و هذا المخالف ينحو نحو هؤلاء الجهمية و لا فرق! فتأصيله من تأصيلات الجهمية بشهادة سلفنا رضي الله عنه
و منها: أن يقال له: أن إثباتك لله تعالى و وجوده وصفاته كلها , هو إثبات معنوي لا حقيقي , و هذه حقيقة كل جهمي لأنه ينفر مما أثبته الله تعالى لنفسه من صفات فيفرّق بين هذه و تلك لأنه عقل هذه في الخلق فشبّه ثم عطّل , و لو آمن بأن الله تعالى ليس كمثله شيء و ان وجهه و يده تعالى ليست كأيدي أحد من خلقه لما قال بهذه الهرطقات
فالإثبات عندهم في أذهانهم فقط فلا يُثبتون وجود خالق على الحقيقة له الصفات العلا و يباين الخلق
و منها: ان قوله " نفي الوجه و اليد لا يخل بالكمال " كذب و إفتراء فهذا الكلام من أين عرفه؟ و من أين علمه؟
رب العالمين يُثبت ذلك لنفسه و هذا المخالف يتجشم عناء النفي بدعوى انه لا يخل بالكمال!!
فإن قالها من عند نفسه فهو كذاب ضال , يفتري على الله تعالى و كأنه يقول: أنا أعلم بالله تعالى من نفسه! - و العياذ بالله من سوء الأدب و بما يفضي الى الكفر -
و ان نقلها من أشياخه فهو مقلد لهم في هذا الضلال
و هذه الجملة لا يُسلّم لها عاقل من المسلمين , لأنه كقول القائل: نفي الرحمة و الإرادة لا يخل بالكمال
و لا فرق , فهذه أتت مثبتة لله تعالى و تلك - أي صفات الوجه و اليد و غيرها - أتت مثبتة لله تعالى
بل و حتى في معقول المخلوقات - و لله المثل الأعلى إنما نقرّب للجهمية لعلهم يفهمون - لو كان الطائر مكسور الجناج او لا جناح له لكان أنقص من غير من الطيور
و كذا إن كان مسلوب الإرادة لكان أنقص من غيره
فإن كان هذا في معقول المخلوقات يُسمى نقصا لا كمالا - بالنسبة لبعضها البعض - فما بالك بالجبار - جل في علاه - رب السموات و الأرض؟؟؟
فكيف تنفي صفاته تعالى التي وصف نفسه بها ثم تدّعي انه لا يخل بالكمال؟؟؟
و منها: أن تفريقه بين الصفات لم يُعرف عن السلف الصالح فمن سلفه في ذلك و من قدوته؟
و يُناقش في سلفه الذين قالوا بنفي هذه الصفات عن الله تعالى لأنها صفات نقص عندهم لا كمال
¥