[(بروتوكولات الفريسيين) ـ الحلقة الثانية.]
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[30 - 06 - 07, 02:13 ص]ـ
[الحلقة الثانية:
[
CENTER]( بروتوكولات الفريسيين داخل الديانة النصرانية) [/ CENTER]
" قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ
أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا
بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ
بِأَنَّا مُسْلِمُونَ "
النصرانية هي الرسالة التي أُنزلت على عيسى عليه الصلاة والسلام، مكمِّلة لرسالة موسى عليه الصلاة والسلام، ومتممة لما جاء في التوراة من تعاليم، موجهة إلى بني إسرائيل بعد أن انحرفوا وزاغوا عن شريعة موسى عليه السلام، وغلبت عليهم النزعات المادية، وافترقوا بسبب ذلك إلى فرق شتى،.
فأرسل الله عز وجل عيسى عليه السلام داعياً إلى التوحيد والفضيلة والتسامح.
فالمسيح عليه السلام هو رسولٌ كريم مِن أولي العزم من الرسل، أرسل إلى بني إسرائيل يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ ?116? مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ... ) المائدة.
و قد رفع الله المسيح عليه السلام من بين أيدي اليهود إلى السماء كما هو مصرح في القرآن (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا ?157? بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ?158? سورة النساء
وكذلك ً صرَّح الإنجيل: (فقاموا وأخرجوه خارج المدينة وجاءوا به إلى حافة الجبل الذي كانت مدينتهم مبنية عليه حتى يطرحوه أسفل. أما هو فجاز في وسطهم ومضى) لوقا 4: 29 - 30، و كذلك أيضا ورد في الانجيل: (مكتوب أنه يوصي ملائكته بك فعلى أيادِيهم يحملونك (متى 4: 6، ولوقا 4: 10 - 11
ولكن النصرانية لقيت مقاومة واضطهاداً شديداً، فسرعان ما فقدت أصولها، مما ساعد على امتداد يد التحريف إليها، فابتعدت كثيراً عن أصولها الأولى لامتزاجها بمعتقدات وفلسفات وثنية.، و لقد مرت النصرانية بعدة مراحل وأطوار تاريخية مختلفة، انتقلت فيها من رسالة منزلة من عند الله تعالى إلى ديانة مُحرَّفة ومبدلة، تضافر على صنعها بعض الكهان ورجال السياسة، و امتدت إليه أيدي اليهود بالتحريف و التبديل.
اليهود الفريسيون و تحريف النصرانيه:
بعدما رفع المسيح عليه السلام، اشتد إيذاء اليهود الفريسيين " الربانيين" للنصارى، وللحواريين بوجه خاص، و استعانوا على ذلك بالدولة الرومانية التي كانت تسيطر آنذاك على غالبية الشام و مصر، وكان من أكبر المحرضين على الحواريين و تلامذتهم شيطان من شياطين الإنس يقال له:" شاول" الطرسوسي اليهودي الفريسي المولود لأبوين يهوديين في مدينة طرسوس في آسيا الصغرى (تركيا القديمة) في العام الرابع للميلاد تقريبا و"تلميذ أشهر علماء اليهود في زمانه "عمالائيل".
و كان شاول على علم كبير و دراية بمختلف الثقافات والمدارس الفلسفية والحضارات في عصره، و كان معادياً للنصرانية بشكل رهيب جداً، و كان فبل دخوله في النصرانية بشكلٍ مفاجئ يتولى مسؤولية تعذيب النصارى الأوائل؛ فيحكي سفر الأعمال أيضا عن اضطهاد شاول للكنيسة فيقول:
(َأَمَّا شَاوُلُ فَكَانَ يَسْطُو عَلَى الْكَنِيسَةِ وَهُوَ يَدْخُلُ الْبُيُوتَ وَيَجُرُّ رِجَالاً وَنِسَاءً وَيُسَلِّمُهُمْ إِلَى السِّجْن)، و على الرغم من أن شاؤول كان من معاصري المسيح عليه السلام، ألا أنهما لم يلتقيا أبدا.
¥