السلام. - ومن أبرز سمات هذه المرحلة الأخيرة - القرون الوسطى - الفساد، ومحاربة العلم والعلماء والتنكيل بهم والاضطهاد لهم، وتقرير أن البابا معصوم له حق الغفران، مما دفع إلى قيام العديد من الحركات الداعية لإصلاح فساد الكنيسة، وفي وسط هذا الجو الثائر ضد رجال الكنيسة انعقد مؤتمر تزنت عام 1542 - 1563م لبحث مبادئ مارتن لوثر التي تؤيدها الحكومة والشعب الألماني،وانتهى إلى عدم آراء الثائرين أصحاب دعوة الإصلاح الديني. ومن هنا انشقت كنيسة جديدة هي كنيسة البروتستانت ليستقر فارب النصرانية بين أمواج المجامع التي عصفت بتاريخها على ثلاث كنائس رئيسية لها النفوذ في العالم إلى اليوم، ولكل منها نحلة وعقيدة مستقلة، وهي: الأرثوذكس، الكاثوليك، البروتستانت، بالإضافة إلى الكنائس المحدودة مثل: المارونية، والنسطورية، واليعقوبية، وطائفة الموحدين، وغيرهم وأهم الأفكار والمعتقدات يمكن إجمال أفكار معتقدات النصرانية بشكل عام فيما يلي: علماً بأنه سيفصل فيما بينهم من خلاف في المباحث التالية: • الألوهية والتثليث: مع أن النصرانية في جوهرها تعني بالتهذيب الوجداني، وشريعتها هي شريعة موسى عليه السلام.
اضطهاد الرومان لللنصرانية:عانت الدعوة النصرانية أشد المعاناة من سلسلة الاضطهادات والتنكيل على أيدي اليهود الذين كانت لهم السيطرة الدينية، ومن الرومان الذين كانت لهم السيطرة والحكم، ولذلك فإن نصيب النصارى في فلسطين ومصر كان أشد من غيرهم، حيث اتخذ التعذيب والقتل أشكالاً عديدة، ما بين الحمل على الخشب، والنشر بالمناشير، إلى التمشيط ما بين اللحم والعظم، والإحراق بالنار. - من أعنف الاضطهادات وأشدها:
1 - اضطهاد نيرون سنة 64م الذي قتل فيه بطرس وبولس.
2 - واضطهاد دمتيانوس سنة 90م وفيه كتب يوحنا إنجيله في أفسس باللغة اليونانية.
3 - واضطهاد تراجان سنة 106م وفيه أمر الإمبراطور بإبادة النصارى وحرق كتبهم، فحدثت مذابح مروعة قتل فيها يعقوب البار أسقف أورشليم.
4 - ومن أشدها قسوة وأعنفها اضطهاد الإمبراطور دقلديانوس 284م الذي صمم على أن لا يكف عن قتل النصارى حتى تصل الدماء إلى ركبة فرسه، وقد نفذ تصميمه، وهدم الكنائس وأحرق الكتب، وأذاقهم من العذاب صنوفاً وألوناً، مما دفع النصارى من أقباط مصر إلى اتخاذ يوم 29 أغسطس 284ن بداية لتقويمهم تخليداً لذكرى ضحاياهم.
- وهكذا استمر الاضطهاد يتصاعد إلى أن استسلم الامبراطور جالير لفكرة التسامح مع النصارى لكنه مات بعدها، ليعتلي قسطنطين عرش الإمبراطورية.
- سعى قسطنطين بما لأبيه من علاقات حسنة مع الشرق، فأعلن مرسوم ميلان الذي يقضي بمنحهم الحرية في الدعوة والترخيص لديانتهم ومساواتها بغيرها من ديانات الإمبراطورية الرومانية، وشيد لهم الكنائس، و بالرغم من أن أغلب كتب التاريخ التي تتعلق بتلك الفترة تؤكد أن الإمبراطور فيليب "العربي" و الذي تولَّى عرش الامبراطورية عام 244م أي قبل تولِّي قسطنطين بثمانين عام كان مسيحياً منذ صغره وبالمقابل قسطنطين لم يتعمد إلا قبل وفاته بأيام إلاَّ أن التواريخ الرومانية تجعل من حدث إعلان قسطنطين للنصرانية مذهبا رسميا للدولة تاريخا لاقتران الامبراطورية الرومانية بالمسيحية، وبذلك انتهت أسوأ مراحل التاريخ النصراني قسوة، التي ضاع فيها إنجيل عيسى عليه السلام، وقتل الحواريين والرسل، وبدأ الانحراف والانسلاخ عن شريعة التوراة.
اضطهاد الرومان لأقباط مصر خاصة:
كان من المفروض أن تنتهي الاضطهادات الرومانية للأقباط بدخول قسطنطين في المسيحية، إلاَّ أن الاضطهادات الرومانية زادت حِدَّتُها بعد أن اتخذت منحىً آخر.
حيث أوجدت الصراعات المسيحية العقدية بين كنيسة الإسكندرية وكنيسة روما والقسطنطينية، الأمر الذي انتهى إلى انقسام الكنيسة بعد مؤتمر خليقودنية عام 451م وخلال حكم الإمبراطور البيزنطي مرقيانوس 450 - 457م الى مذهبين: مذهب الطبيعة الواحدة للمسيح بزعامة كنيسة الإسكندرية ومذهب الطبيعتين وتتزعمه كنيستا روما والقسطنطينية. وتسمى الكنيسة القبطية المصرية بكنيسة الإسكندرية، لأن الإسكندرية كانت أول بلد نزل به القديس مرقس وتكونت فيه أول جماعة مسيحية مصرية.
¥