و ذُكِر أن النبي عليه السلام كتب رسالة إلى 'ضغاطر' الأسقف ـ و كلمة "ضغاطر " تعريب لكلمة أوتوكراتور autocrator, وهي كلمة إغريقية تعني 'الحبر الأعظم'،أي: خلَفُ السيد المسيح على الأرض ـ بعد أن علم من مبعوثه بموقفه وإعلان إسلامه قبل قتل النصارى له، وهذا نصها:'إلى ضغاطر الأسقف• سلام على من آمن• أما على إثر ذلك فإن عيسى بن مريم روح الله وكلمة ألقاها إلى مريم الزكية• وإني أومن بالله وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون• والسلام على من اتبع الهدى'•
ـ كما أن هناك رسالة أخرى من رسائل النبي بنفس المناسبة إلى حكام الأقطار المجاورة، يكاد نصها ـ و ردُّ الفعل الذي أثارته ـ يتطابقان مع الرسالة التي بعثها إلى هرقل وما تولد عنها من ردود الفعل، و هي رسالته عليه السلام إلى المقوقس حاكم الإسكندرية، واسمه جريج بن مينا، حملها إليه حاطب بن أبي بلتَعة على رأس وفد من ستة أشخاص• وفيما يلي نص الرسالة التي تم العثور على أصلها قرب أخميم في صعيد مصر.
نص رسالة النبي إلى المقوقس:
'بسم الله الرحمن الرحيم• من محمد عبدالله ورسوله إلى المقوقس عظيم القبط سلام على من اتبع الهدى• أما بعد: فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم، يؤتك الله أجرك مرتين• فإن توليت فعليك إثم القبط• 'يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلا نَعْبُدَ إِلا اللَّهَ ولا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضا أَرْبَابا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ' (آل عمران 64) •
و هذا نص جواب المقوقس:
'لمحمد بن عبدالله من المقوقس سلام، أما بعد، فقد قرأت كتابك وفهمت ما ذكرت وما تدعو إليه، وقد علمت أن نبيا قد بقي، وقد كنت أظن أنه يخرج بالشام• وقد أكرمت رسلك وبعثت إليك بجاريتين لهما مكان في القبط عظيم، وبكسوة، وأهديت إليك بغلة لتركبها، والسلام'•
فكانت إحدى الجاريتين هي مارية القبطية التي ولدت للنبي ابنه إبراهيم•
ومما يجدر ذكره في هذا الصدد أن أتباع أريوس قد تمكنوا من نشر دعوتهم في جهات مختلفة من حوض البحر الأبيض المتوسط، فكان لها حضور قوي في إسبانيا، إذ استطاع الأريوسيون تحويل الفزيقوط سكانها إلى الأريوسية بقيادة الكاهن أولفيلا (أو وولفيلا) 311 - 383 Ulfila, Ulfilas ou Wulfila الذي اعتنق مذهب أريوس وترجم التوراة إلى لغة الفيزيقوط• وقد اتخذت الأريوسية في إسبانيا طابعا سياسيا فاستقلت عن الإمبراطورية الرومانية عندما سقطت روما سنة 476م تحت ضغط ثوار النواحي (الباربار)، وقام هؤلاء الثوار في كل مكان بعزل الأساقفة التابعين لكنيسة الدين الرسمي للدولة ونصبوا مكانهم أساقفة من أتباع أريوس
استمر المذهب الأريوسي قائما في إسبانيا ولم يتم القضاء عليه فيها إلا عندما اعتنق الملك ريكاريد الأول الكاثوليكية عام 559م• ويرى بعض الباحثين في هذا التغلغل لمذهب أريوس في إسبانيا عاملا كان له تأثير كبير في تحولها إلى الإسلام بسهولة عندما فتحها طارق بن زياد عام 92هـ الموافق لـ 711 ميلادية•
تعرف المسلمون على مذهب أريوس وسموا أصحابه بـ''الموحدين'' كما أفاض بعض المؤرخين المسلمين في الحديث عنه وعلى رأسهم ابن خلدون الذي نقل في تاريخه صفحات طويلة من كتاب لمؤرخ روماني قريب العهد بالفترة التي نتحدث عنها، وكان هذا الكتاب قد ترجم إلى العربية في الأندلس•
الأيدي اليهودية كانت وراء ظهور المذهب البروتستانتي
لا شك أن كان من أهداف اليهود القديمة ـ بقدم النصرانية نفسها ـ التوغل في الدين النصراني و تحويره من أجل قيادة العالم المسيحي إلى أهداف يهودية صهيونية بحتة.
بدءاًُ بجهود بولس المضنية في هذا المجال، و مروراً بتوجيه و دعم ما سُمِّي بحركة الإصلاح الديني المسيحي.
¥