تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و كل ما ذكر عن برنابا وبطرس في رسائل بولس فإنما هو قبل الافتراق، حيث كان لتلاميذ بولس من أمثال لوقا ويوحنا دور كبير في إخفاء تاريخها بعد الخلاف بينهما، وهذا ما أيدته دائرة المعارف البريطانية من أن قوة نفوذ وأتباع بولس أخفت تاريخ كل من يعارض بولس مثل برنابا وبطرس.

- هناك رسالتان تنسبان لبطرس يوافق فيهما أفكار بولس، أثبتت دائرة المعارف البريطانية أنهما ليستا له وأنهما مزورتان عليه حيث تتعلق بتاريخ ما بعد موته، ولم تقبلها كنيسة روما إلا في سنة (264م) بينما اعترفت بهما الإسكندرية في القرن الثالث.

- بل إن هناك نصوصاً عديدة في الرسائل تثبت زيف زعم بولس بأنه يوحى إليه، وتبين كذلك تناقضه مع نفسه ومع عيسى عليه السلام.

ـ وكذلك بالنسبة للرسالة المنسوبة ليعقوب السرياني، حيث يؤكد المؤرخون عدم صحة نسبتها إليه أيضاً، إذ أن يعقوب كان ينتقد بولس كثيرا لعدم عدم عمله بشريعة التوراة، و يلزمه بأداء الكفارة لمخالفته لها، بينما هذه الرسالة المزعومة تخالف ما هو ثابتٌ عن يعقوب.

ـ لم تعرف الأناجيل الأربعة المتفق عليها عند النصارى اليوم المعرفة الكاملة قبل مجمع نيقية (335م) حيث تم اختيارها من بين عشرات الأناجيل، وأما الرسائل السبع فلم يعترف المجمع المذكور بالكثير منها، وإنما تم الاعتراف فها فيما بعد.

- إن تلاميذ المسيح عليه السلام ليسوا بكتاب هذه الأناجيل فهي مقطوعة الإسناد، والنصوص الأصلية المترجم عنها مفقودة، بل ونصوص الإنجيل الواحد متناقضة مع بعضها فضلاً عن تناقضها مع غيرها من نصوص الأناجيل الأخرى مما يبطل دعوى أنها كتبت بإلهام من الله تعالى.

- هناك مئات النصوص في الأناجيل الأربعة تدل على أن عيسى إنسان وليس إلها، وأنه ابن الإنسان وليس ابن الله، وأنه جاء رسولاً إلى بني إسرائيل فقط، مكملاً لشريعة موسى وليس ناقضاً لها.

- وهناك نصوص أخرى تدل على أن عيسى لم يصلب وإنما أنجاه الله ورفعه إلى السماء، وتدحض كذلك عقيدة الغفران، وتبين أن الغفران يُنال بالتوبة وصلاح الأعمال.

ـ هناك نصوص إنجيلية تؤكد بشارة عيسى بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

ـ لقد تدخلت السياسة والحكام في تقرير عقائد الكنيسة وتبديلها من خلال المجامع المختلفة، وأن الأصل في الخلاف بين الكنيستين الشرقية والغربية لا ينشأ عن موقف عقدي يقدر ما هو محاولة إثبات الوجود والسيطرة.

ـ للقارئ أن يقارن هذا الاضطهاد المسيحي المسيحي داخل الديانة الواحدة بروح التسامح التي باشر بها الفاتحون المسلمون فتح تلك الممالك النصرانية فعلى سبيل المثال فحين افتح عمر رضي اله عنه بيت المقدس كتب لأهل بيت المقدس من النصارى عهدا ـ و الذي يُعد نصا تاريخيا هاماً و مرجعاً تشريعيا لدى المسلمين ـ، هذا نصُّه:

(?بِسْمِ اللهِ الرّحْمَنِ الرّحيمِ

هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل?إيلياء من الأمان - وإيلياء هي القدس - أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم، ولكنائسهم?وصلبانهم، وسقيمها وبريئها وسائر ملتها، أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم، ولا?ينتقص منها ولا من حيزها، ولا من صليبهم، ولا من شيء من أموالهم، ولا يكرهون على?دينهم، ولا يضارَّ أحد منهم)

و أما عن تسامح عمر رضي الله عنه مع يهود بيت المقدس فإنه لما فتح بيت المقدس أمر بتحقيق موضع الصخرة، فلما وجدت أمر بإزالة ما عليها من?الكناسة حتى قيل أنه كنسها بردائه، و كان النصارى لما حكموا بيت المقدس?قبل البعثة بنحو من ثلثمائة سنة طهَّروا مكان القمامة واتخذوه كنيسة هائلة بنتها هيلانة أم?الملك قسطنطين، ثم أمرت ابنها فبنى للنصارى بيت لحم على موضع الميلاد، و اتخذ النصارى مكان قبلة اليهود مزبلة أيضا في مقابلة ما صنعوا من قبلُ بالنصارى.

محمد بن حسن المبارك 16/ 7/1428هـ.

ـ[محمد المبارك]ــــــــ[14 - 03 - 08, 11:25 م]ـ

للرفع.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير