[حكم الوقف على رؤوس الآي و تخريج الحديث]
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[27 - 02 - 03, 08:51 م]ـ
مرحبا و أهلا
هنا سؤال مهم: هل الوقف على رؤوس الآي سنة؟ و ما هو الدليل على ذلك؟ و هل الوقف على رؤوس الآي سنة بإطلاق حتى وإن اشتد تعلق الآية بما بعدها؟. و ما هي أقوال المحققين من علماء الوقف و الابتداء في ذلك؟ ...
فهذا بحث في حكم الوقف على رؤوس الآيات: أي الوقف على آخر الآية عند انقضائها.
و بناء على رغبة الإخوة في ملتقى أهل الحديث فسأذكر هذه المسألة و أفصل فيها القول متوكلا على الله.
وقد لخصته من كتابي الذي سيطبع قريبا إن شاء الله في فضل علم الوقف و الابتداء و حكم الوقف على رؤوس الآيات.
وقد قسمت البحث هنا إلى مطلبين أو قل مبحثين:
المبحث الأول: في تخريج الحديث المستدل به على ذلك تفصيلا و بيان مرتبته و إيضاح معناه
المبحث الثاني: في حكم الوقف على رؤوس الآي عند علماء الوقف وغيرهم.
فائدة: تعريف الوقفُ والسَّكت والقَطع.
الوقف، والسكت، والقطع، عبارات يختلف مقصود القراء بها، والصحيح عند المتأخرين التفريق بينها. فالقطع: ترك القراءة رأسا. فإذا قلنا قطع القراءة فمعنى ذلك انتقاله إلى حالة أخرى غير القراءة كترك القراءة بالكلية أو الركوع أو الكلام بغير القرآن. وهذا يستعاذ بعده للقراءة.
والوقف: (قطع الصوت زمنا يتنفس فيه عادة بنية استئناف القراءة).
وهو المقصود بهذا البحث وهو المراد في فن الوقف والابتداء.
تخريج حديث أم سلمة الذي استدل به على سنية الوقف على رؤوس الآي
روى الإمام أحمد () والترمذي () وأبو داود () والنسائي () وابن خزيمة () وابن حبان () والحاكم () والدارقطني () وأبو عبيد في فضائل القرآن () و الفريابي في فضائل القرآن () وابن أبي شيبة () والطحاوي () والبيهقي في الكبرى وفي شعب الإيمان وفي معرفة السنن والآثار (): عن أم سلمة [أنها سُألت عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وصلاته؟ فقالت: ما لكم وصلاته؟،كان يصلي، ثم ينام قدر ما صلى، ثم يصلي قدر ما نام، ثم ينام قدر ما صلى حتى يصبح، ثم نعتت قراءته، فإذا هي تنعت قراءة مفسّرة حرفا حرفا].
واللفظ للترمذي.قال الترمذي: (حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث ليث بن سعد عن ابن أبي مليكة عن يعلى بن مَمْلك عن أم سلمة -وقد روى ابن جريج هذا الحديث عن ابن أبي مليكة عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم ((كان يقطع قراءته)). وحديث الليث أصح) اهـ. ()
وقال في موضع آخر:
(غريب وليس إسناده بمتصل لأن الليث بن سعد روى هذا الحديث عن ابن أبي مليكة عن يعلى بن مَمْلك عن أم سلمة وحديث الليث أصح) اهـ. ().
فهذا الحديث عمدة العلماء الذين قالوا إن الوقف على رؤوس الآي سنة،فقد استدلوا بلفظ: (كان يقطع قراءته آية آية). كما هو في بعض الروايات لكن الاستدلال بهذه الرواية من الحديث اكتنفه أمور منها: الاضطراب في ألفاظها اضطرابا لا يبقى معه حجة في هذا اللفظ دون غيره مع كون مخرج الرواية واحدا؟. فإن الحديث يدور على التابعي الجليل عبد الله ابن أبي مليكة رحمه الله تعالى () وقد اختلف الثقات في ألفاظه اختلافا كبيرا، يوهّن الاستدلال بهذه الرواية.
ومنها: الاختلاف على ابن أبي مليكة في سنده. ولذا ضعف الإمام الترمذي والإمام الطحاوي هذه الرواية. كما سأبينه وأوضحه بجلاء إن شاء الله تعالى.
سند الحديث والحكم عليه
هذا الحديث يدور على التابعي الجليل عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة بحسب ما أشار إليه الترمذي رحمه الله تعالى، وبحسب ما اطلعت عليه من طرقه،وقد اختلف عليه فيه فرواه الليث بن سعد - وهو من الأئمة الأثبات () - عنه عن يعلى بن
¥