تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ويقول علي يحي معمر _ وهو من علماء الإباضية _ في كتابه الإباضية في موكب التاريخ (1/ 38): (و الإباضية حسب أصولهم العلمية و حسب تعاملهم مع بقية المسلمين ممن خالفهم، وحسب السيرة الواقعية التي سجلها لهم التاريخ في مختلف العصور يعتبرون أبعد الفرق الإسلامية جميعاً عن الخوارج)

ويقول عوض خليفات في كتابه " الأصول التاريخية للفرقة الإباضية " (ص53): " ويمكن للباحث المطلع على ما كتب عن الأحداث أن يسجل الملاحظات التالية حول بعض الأمور التي لا تزال محل نقاش وجدل بين الباحثين المفكرين:

- أن الإباضيين ليسوا خوارج كما تزعم بعض كتب المقالات و الملل والنحل، كما يدعي بعض الكتاب المحدثين الذين قلدوا هذه المؤلفات دون تدقيق وتمحيص، و الواقع أن الإباضية لا يجمعهم بالخوارج سوى إنكار التحكيم)

وذكر من يرى هذا الرأي أنهم يفارقون الخوارج في أمور:

1 – أنهم لم يرفعوا السيف على أحد كما صنع الخوارج.

2 – أنهم يتزاوجون مع غيرهم بخلاف الخوارج.

3 – في مصادر الاستدلال يقولون بحجية القياس خلافا للخوارج. درء تعارض العقل والنقل (3/ 370)

كما يذكر أصحاب هذا القول نصوصا تدل على براءة عبد الله بن إباض من مذهب نافع الأزرق وعقائده كما في رسالته لعبد الملك بن مروان والتي يقول فيها: (و كتبت إليّ تحذّرني الغلوّ في الدّين أعوذ باللّه من الغلوّ، و سأبيّن لك الغلوّ إذا جهلته. الغلوّ في الدّين أن يقال على اللّه غير الحقّ، و يعمل بغير كتاب اللّه الذي بيّن، و سنّة نبيّه التي سنّ ... "، ثمّ يقول: " إنّنا براء إلى اللّه من ابن الأزرق و صنيعه و أتباعه، لقد كان حين خرج على الإسلام فيما ظهر لنا، و لكنّه أحدث و ارتدّ و كفر بعد إسلامه، فنبرأ إلى اللّه منهم) الجواهر المنتقاة لإبراهيم البرادي (ص164)

و قال الشيخ محمد رشيد رضا تعليقا على شرح رسالة التوحيد لمحمد عبده (ص12) عندما قال محمد عبده: (و غلا الخوارج فكفّروا من عداهم ... و بقيت منهم بقيّة في أطراف إفريقيا و ناحية من جزيرة العرب) قال الشيخ محمد رشيد رضا: (إنه يعني بهذه البقية الإباضية و لكنّ الإباضية يتبرّءون من الخوارج الذين يكفّرون من يخالفهم كالصّفرية والأزارقة)

ويشكك كثير من هؤلاء بما كتبه أبو الحسن الشعري وكل من جاء بعده مقلدا له كالشهرستاني والبغدادي والأسفراييني وابن حزم في إدراجهم الإباضية ضمن الخوارج:

يقول علي يحي معمر الإباضي: (إن أبا الحسن الأشعري رغم أنه كتب عن الإباضية كثيراً فإنه لا يعرف عن الإباضية شيئاً) الإباضية بين الفرق الإسلامية (ص 19)

فهذا الاضطراب في إدراج الإباضية ضمن الخوارج يهز قوة انتمائهم إليهم وإن كان الأظهر أنهم خوارج لأمور:

1 - أن كثيراً ممن ذكر فرق الخوارج ذكر الإباضية ضمنهم كالأشعري والشهرستاني والبغدادي والأسفراييني وابن حزم وغيرهم.

2 - موافقتهم لهم في كثير من مسائل العقيدة.

3 - موافقتهم لهم في الفقه.

4 - شعرهم وادبهم يمثل شعر وأدب الخوارج.

5 - مواقفهم من الصحابة والخلفاء كمواقف الخوارج.

6 - حتى في مسألة التكفير بالذنب قولهم يرجع إلى قول الخوارج كما سيأتي.

الوجه الثاني: ان الإباضية أربع فرق كما ذكر المتقدمون ممن تكلم عنهم كأبي الحسن الأشعري والشهرستاني والبغدادي والأسفراييني وابن حزم وغيرهم وهي:

1 – اليزيدية 2 – والحارثية 3 – والحفصية 4 – وأصحاب طاعة لا يراد الله بها.

أما اليزيدية وهم أتباع يزيد بن أبى أنيسة فهم غلاة كفار أخرجهم الإباضية وغيرهم من الفرق من الإسلام لما قالوا به من معتقدات كفرية، وحالهم كحال الميمونية من العجاردة فهاتان الفرقتان من الخوارج غلاة كفار بالاتفاق. التبصير في الدين للأسفراييني (ص 24) الفرق بين الفرق للبغدادي (ص 18، 55، 263)

ومع هذا فهم يقولون: (كل ذنب صغير أو كبير فهو شرك) الملل والنحل (1/ 133) المواقف للإيجي (3/ 694)

قال أبو الحسن الأشعري: (خالفوا الحفصية في الإكفار والتشريك وقالوا بقول الجمهور) مقالات الإسلاميين (ص 103)

وأما الحارثية فهم أتباع الحارث بن مزيد الأباضي وكانوا يقولون بقول القدرية في القدر والإستطاعة وسائر الأباضية كانوا يكفرونهم بسبب ذلك.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير