وأما الحفصية فهم أصحاب حفص بن أبي المقدام قالوا: من عرف الله تعالى وكفر بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فهو كافر وليس بمشرك وان جهل الله تعالى أو جحده فهو حينئذ مشرك
قال الشهرستاني عنهم قالوا: (إن بين الشرك والإيمان خصلة واحدة وهي معرفة الله تعالى وحده فمن عرفه ثم كفر بما سواه من رسول أو كتاب أو قيامة أو جنة أو نار أو ارتكب الكبائر من الزنا والسرقة وشرب الخمر فهو كافر لكنه بريء من الشرك) الملل والنحل (1/ 133)
وقال الإيجي عنهم: (زادوا أن بين الإيمان والشرك معرفة الله تعالى فمن عرف الله وكفر بما سواه أو بارتكاب كبيرة فكافر لا مشرك) المواقف (3/ 694)
وقال ابو الحسن الشعري: (ومن الخوارج الاباضية فالفرقة الاولى منهم يقال لهم الحفصية كان امامهم حفص بن ابى المقدام زعم ان بين الشرك والايمان معرفة الله وحده فمن عرف الله سبحانه ثم كفر بما سواه من رسول او جنة او نار او عمل بجميع الخبائث من قتل النفس واستحلال الزنا وسائر ما حرم الله سبحانه من فروج النساء فهو كافر برىء من الشرك وكذلك من اشتغل بسائر ما حرم الله سبحانه مما يؤكل ويشرب فهو كافر برىء من الشرك ومن جهل الله سبحانه وأنكره فهو مشرك) مقالات الإسلاميين (ص 102)
يتبين من هذه النقول أن الحفصية يجعلون الأسماء ثلاثة:
1 – الإيمان 2 – الشرك 3 – الكفر
والكفر عندهم مرتبة بين الإيمان والشرك وهو ما يوجد فيه المعرفة فقط وهذا كمعرفة إبليس وفرعون وهو ما يسمى الإيمان عند جهم وهم يصفون بالكفر من فعل كبيرة ومن فعل كفرا كالكفر بالنبي صلى الله عليه وسلم أو الجنة أو النار أو استحل المحرمات و بهذا نعلم أن قولهم ليس كقول المعتزلة في القول بالمنزلة بين المنزلتين فالخلاف ليس لفظياً كما يدعي بعضهم؛ إذ المعتزلة يكفرون من أتى مكفراً ويخرجونه عن الملة وهو ما يوازي الشرك عند هؤلاء.
وأما أصحاب طاعة لا يراد الله بها فهم يوافقون في التكفير بالمرتبة المتوسطة التي هي كفر النفاق
قال البغدادي وهو يتكلم عن الإباضية عموما: (واختلفوا في النفاق على ثلاثة أقوال فقال فريق منهم إن النفاق براءة من الشرك والإيمان جميعا واحتجوا بقول الله عز وجل في المنافقين مذبذين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء وفرقة منهم قالت كل نفاق شرك لأنه يضاد التوحيد وفرقة ثالثة قالت لا نزيل اسم النفاق عن موضعه ولا نسمى بالنفاق غير القوم الذين سماهم الله تعالى منافقين ومن قال منهم بأن المنافق ليس بمشرك زعم أن المنافقين على عهد رسول الله كانوا موحدين وكانوا أصحاب كبائر فكفروا وإن لم يدخلوا في حد الشرك) الفرق بين الفرق (ص 84) وينظر مقالات الإسلاميين (ص 105)
فالكفر الذي هو مرتبة بين الإيمان والشرك وهو المسمى عندهم كفر النعمة هو كفر النفاق وهم مختلفون في النفاق على ثلاثة أقوال ترجع إلى قولين:
احدهما أن النفاق شرك وبهذا يوافقون بقية الخوارج في التكفير بالكبيرة صراحة.
والثاني: أن النفاق منزلة بين الشرك والإيمان وهو الكفر وهو ما سبق بيانه من قصره على مجرد المعرفة والذي هو في حقيقته كفر مخرج عن الملة.
الوجه الثالث:
أنهم قالوا بلوازم التكفير كاستحلال الدم في الدنيا والخلود بالنار وإنكار الشفاعة في الآخرة.
ـ[هشام أبو يزيد]ــــــــ[04 - 07 - 07, 05:43 م]ـ
الأخ الكريم أبو حازم الكاتب جزاك الله كل خير على إفادتك التي تدل على عمق فهمك وحدة ذكائك.
والحقيقة التي ربما لا يوافقني عليها بعض الإخوة أن للأخ أبي ريحانة مقصدًا يرمي إليه أحببت ألا أصرح به إلا بعد أن يبين ضابطه لمعرفة الخوارج وتمييزهم عن غيرهم وبعدها. . يظهر المخبوء. .