تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لا يوجد دليل معتبر على أن قيام دولة الموحدين البدعية أدى إلى سقوط الأندلس بعد ذلك بقرون. بل المعروف من كتب التاريخ أن المسلمين بالأندلس كانوا بغاية القوة زمن الموحدين، وحققوا انتصارات عسكرية هائلة، في عهد الملوك الثلاثة: عبد المؤمن بن علي، وابنه يوسف، وابنه يعقوب المنصور.

وينبغي أن يعلم أن مساحة الأندلس تقلصت كثيرا في أواخر العصر الأموي وعهد دول الطوائف، ولم يستطع يوسف بن تاشفين رحمه الله أن يسترجع ما ضاع من الأراضي الأندلسية الهامة مثل مدينة طركونة، وبراغة وقلمرية ووادي الحجارة ومجريط (مدريد) وطليطلة، فضلا عن المدن التي ضاعت قبل هذا العهد. إذ من المعلوم أن النفوذ الإسلامي كان يقارب تخوم فرنسا الحالية في زمن الولاة، ثم تقلص زمن الأمويين، ثم تقلص أكثر في أواخر الدولة الأموية بالأندلس.

أما بين عهد المرابطين وعهد الموحدين فلا يوجد كبير فرق في المساحة الإجمالية للأندلس.

يقول الدكتور الصلابي:

في هذا الوقت استطاع ابن تومرت بواسطه المؤمنين بمهديته ان يطيحوا بدوله المرابطين فأثلج ذلك قلوب النصاري الذين ادركوا ان الخلاص من الوجود الاسلامي في الاندلس اضحي وشيكا (دوله الموحدين في الاندلس) ص 181

هذا صحيح.

ثم لم يلبث الموحدون بعد استقرار الوضع لهم بالمغرب أن عاودوا الاهتمام بالأندلس، فكان عبور عبد المؤمن ومن بعده مرات إلى العدوة الأخرى بقصد الجهاد. وتوج ذلك بوقعة الأرك المشهورة زمن يعقوب المنصور، وقد كان من نتائجها أن وصلت عساكر المسلمين إلى حدود طليطلة، في قلب الأراضي القشتالية. وهذا أمر بالغ الخطورة بالمقاييس العسكرية لذلك الوقت.

بل حتى بعد وقعة العقاب المشؤومة، لا يمكن الجزم بأن (الوجود الاسلامي في الاندلس اضحي وشيكا)، فكيف يقال هذا بعد سقوط المرابطين - مع ما تبع ذلك من انتصارات باهرة للمسلمين هناك؟

وبالجملة، فالدراسات التاريخية تحتاج إلى كثير من الإنصاف.

ويشهد الله أننا نحب الدولة المرابطية السنية كثيرا، ونبغض دوة ابن تومرت أشد البغض. لكن لا علاقة لذلك بسقوط الأندلس، إلا بكثير من التعسف والتكلف.

والله أعلم.

ـ[أبو عبد الله وعزوز]ــــــــ[04 - 07 - 07, 02:28 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله

ماذا عن كتاب ابن تومرت اعز ما يطلب

ـ[أبو عبد الله وعزوز]ــــــــ[08 - 07 - 07, 12:54 ص]ـ

في الإنتظار

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير