تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والحقيقة أن قولهم هذا يتضمن طعناً ظاهراً ـ لو كانوايعلمون ـ في جميع السلف، لأن إدخال القبر إلى المسجد منكر ظاهر عند كل من علم بتلكالأحاديث المتقدمة وبمعانيها، ومن المحال أن ننسب إلى جميع السلف جهلهم بذلك، فهم، أو على الأقل بعضهم يعلم ذلك يقيناً، وإذا كان الأمر كذلك فلا بد من القول بأنهمأنكروا ذلك، ولو لم نقف فيه على نص، لأن التاريخ لم يحفظ لنا كل ما وقع، فكيفيقال: إنهم لم ينكروا ذلك؟ اللهم غفرا.

ومن جهالتهم قولهم عطفاً على قولهمالسابق: "وكذا مسجد بني أمته دخل المسلمون دمشق من الصحابةوغيرهم والقبر ضمن المسجد لمن ينكر أحد ذلك "! إن منطق هؤلاء عجيب غريب! إنهمليتوهمون أن كل ما يشاهدونه الآن في مسجد بني أمية كان موجوداً في عهد منشئه الأولالوليد بن عبد الملك ن فهل يقول بهذا عاقل؟! كلا لا يقول ذلك غير هؤلاء! ونحننقطع ببطلان قولهم، وأن أحداً من الصحابة والتابعين لم ير قبراً ظاهراً في مسجدبني أمية أو غيره، بل غاية ما جاء فيه بعض الروايات عن زيد بن أرقم بن واقد أنهمفي أثناء العمليات وجدوا مغارة فيها صندوق فيه سفط (وعاء كامل) وفي السفط رأسيحيى بن زكريا عليهما السلام، مكتوب عليه: هذا رأي يحيى عليه السلام، فأمر بهالوليد فرد إلى المكان وقال: اجعلوا العمود الذي فوقه مغيراً من الأعمدة، فجعلعليه عمود مسبك بسفط الرأس. رواه أبو الحسن الربعي في فضائل الشام (33) ومن طريقهابن عساكر في تاريخه (ج2ق9/ 10) وإسناده ضعيف جداً، فيه إبراهيم بن هشام الغسانيكذبه أبو حاتم وأبو زرعة، وقال الذهبي " متروك ". ومع هذا فإننا نقطع أنه لم يكنفي المسجد صورة قبر حتى أواخر القرن الثاني لما أخرجه الربعي وبن عساكر عن الوليدبن مسلم أنه سئل أين بلغك رأس يحى بن زكريا؟ قال: بلغني أنه ثم، وأشار بيده إلىالعمود المسفط الرابع من الركن الشرقي، فهذا يدل على أنه لم يكن هناك قبر في عهدالوليد بن مسلم وقد توفي سنة أربع وتسعين ومائة.= وأما كون ذلك الرأس هو رأس يحى عليهالسلام فلا يمكن أن إثباته، ولذلك اختلف المؤرخون اختلافاً كثيراً، وجمهورهم علىأن رأس يحيى عليه السلام مدفون في مسجد حلب ليس في مسجد دمشق، كما حققه شيخنا فيالإجازة العلامة محمد راغب الطباخ في بحث له نشره في مجلة المجمع العلمي العربيبدمشق (ج1ص 41ـ 1482) تحت عنوان " رأس يحيى ورأس زكريا" فليراجعه من شاء. ونحنلا يهمنا من الوجهة الشرعية ثبوت هذا أو ذاك، سواء عندنا أكان الرأس الكريم في هذاالمسجد أو ذاك، بل لو تقينا عدم وجوده في كل من المسجدين، فوجود صورة القبر فيهماكاف في المخالفة، لأن أحكام الشريعة المطهرة إنما تبنى عل الظاهر، لا الباطن كماهو معروف، وسيأتي ما يشهد لهذا من كلام بعض العلماء، وأشد ما تكون المخالفة إذاكان القبر في قبلة المسجد، كما هو الحال في مسجد حلب، ولا منكر لذلك من علمائها!. واعلم أنه لا يجدي في رفع المخالفة أن القبر في المسجدضمن مقصورة كما زعم مؤلفوا الرسالة، لأنه على كل حال ظاهر، ومقصود من العامةوأشباههم من الخاصة بما لا يقصد به إلا الله تعالى، من التوجه إليه، والاستغاثةبه من دون الله تبارك وتعالى، فظهور القبر هو سبب المحذور كما سيأتي عن النوويرحمه الله. وخلاصة الكلام أن قول من أشرنا إليهم أن قبر يحيى عليهالسلام كان ضمن المسجد الأموي منذ دخل دمشق الصحابة وغيرهم لم ينكر ذلك أحد منهم إنهو إلا محض اختلاق].انتهى كلامه – رحمه الله تعالى -.

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[05 - 07 - 07, 11:02 م]ـ

قال العلامة الشيخ عبد القادر بدران في كتابه الماتع: " منادمة الأطلال ومسامرة الخيال ": ص 357

حرف الهمزة

الجامع (الأموي)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير