تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فالشيء كل أمر أراده الله الفعال لما يريد، وإذا كان كل ما أراده الله فعله، فإن كل شيء يكون، وليس كل شيء يكون أو لا يكون.

انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون ( http://**********:showAya(36,82)) يس (آية:82) ( http://**********:showAya(36,82))

والمشيئة هنا هي مشيئة الله لأننا في موضوع خلق العالم، أما ما يريده العبد فقد يكون أو لا يكون فذلك مرتبط بأمر الله تعالى، وما أراده العبد ولم يأمر به الله فهو باطل وليس حق؛ كأرض أخرى في الفضاء أو رجال الفضاء ...

وقولك:

اما المادة الأولى التى خلق منها الكون فكانت معدومة

في حديث النحات الذى سيقال له: أحى ما خلقت؟ فقد خلق مثلا صنما فهذا الصنم مخلوق لكنه لم يكن، فهناك فرق بين الخلق والكينونة التي تكون بعد الخلق، وكذلك سيدنا عيسى يخلق من الطين كهيئة الطير قبل أن يكون، ويكون بعد أن ينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله.

واذ قال ربك للملائكه اني خالق بشرا من صلصال من حما مسنون ( http://**********:showAya(15,28)) الحجر (آية:28) ( http://**********:showAya(15,28))

فاذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ( http://**********:showAya(15,29))

الحجر (آية:29 ( http://**********:showAya(15,29)))

فهل ما قصدته بالعدم أن السماوات والأرض كانت دون أن تخلق؟ فالخلق كما بينا يكون من مادة معلومة، أي أن الله سبحانه وتعالى قال للسماوات والأرض كن فكانت دون أن يسبق ذلك خلق؟ وهذا يتناقض مع ما جاء في الكتاب والسنة من أن الله خلق السماوات والأرض في ستة أيام خلقا وإبداعا.

وهو الذي خلق السماوات والارض في سته ايام وكان عرشه على الماء ليبلوكم ايكم احسن عملا ولئن قلت انكم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا ان هذا الا سحر مبين ( http://**********:showAya(11,7)) هود (آية:7) ( http://**********:showAya(11,7))

وقد ذكرتَ الماء والعرش؛ فمن سبق؟ خلق الماء والعرش أم خلق السماوات والأرض؟

قلت: يا رسول الله أيما أنزل عليك أعظم، قال: آية الكرسي، ثم قال: يا أبا ذر ما السموات السبع مع الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة.

والحديث الآخر: يبين أن سؤال أهل اليمن كان حول السماوات والأرض، لذلك قال لهم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يكن شيء غيره أي من السماوات والأرض.

وَرَوَى الْبُخَارِيّ عَنْ عِمْرَان بْن حُصَيْن. قَالَ: كُنْت عِنْد النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ قَوْم مِنْ بَنِي تَمِيم فَقَالَ: (اِقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا بَنِي تَمِيم) قَالُوا: بَشَّرْتنَا فَأَعْطِنَا [مَرَّتَيْنِ] فَدَخَلَ نَاس مِنْ أَهْل الْيَمَن فَقَالَ: (اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا أَهْل الْيَمَن إِذْ لَمْ يَقْبَلهَا بَنُو تَمِيم) قَالُوا: قَبِلْنَا , جِئْنَا لِنَتَفَقَّه فِي الدِّين , وَلِنَسْأَلك عَنْ هَذَا الْأَمْر مَا كَانَ؟ قَالَ: (كَانَ اللَّه وَلَمْ يَكُنْ شَيْء غَيْره وَكَانَ عَرْشه عَلَى الْمَاء ثُمَّ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَكَتَبَ فِي الذِّكْر كُلّ شَيْء) ثُمَّ أَتَانِي رَجُل فَقَالَ: يَا عِمْرَان أَدْرِكْ نَاقَتك فَقَدْ ذَهَبَتْ , فَانْطَلَقْت أَطْلُبهَا فَإِذَا هِيَ يَقْطَع دُونهَا السَّرَاب ; وَاَيْم اللَّه لَوَدِدْت أَنَّهَا قَدْ ذَهَبَتْ وَلَمْ أَقُمْ.

وهذا حديث من تفسير الطبري يذكر أن الماوات والأرض خلقتا من صفاء الماء:

حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ: ثَنَا إِسْحَاق , قَالَ: ثَنَا إِسْمَاعِيل بْن عَبْد الْكَرِيم , قَالَ: ثني عَبْد الصَّمَد بْن مَعْقِل , قَالَ: سَمِعْت وَهْب بْن مُنَبِّه يَقُول: إِنَّ الْعَرْش كَانَ قَبْل أَنْ يَخْلُق اللَّه السَّمَوَات وَالْأَرْض , ثُمَّ قَبَضَ قَبْضَة مِنْ صَفَاء الْمَاء , ثُمَّ فَتَحَ الْقَبْضَة فَارْتَفَعَ دُخَان , ثُمَّ قَضَاهُنَّ سَبْع سَمَوَات فِي يَوْمَيْنِ , ثُمَّ أَخَذَ طِينَة مِنْ الْمَاء فَوَضَعَهَا مَكَان الْبَيْت , ثُمَّ دَحَا الْأَرْض مِنْهَا , ثُمَّ خَلَقَ الْأَقْوَات فِي يَوْمَيْنِ وَالسَّمَوَات فِي يَوْمَيْنِ وَخَلَقَ الْأَرْض فِي يَوْمَيْنِ , ثُمَّ فَرَغَ مِنْ آخِر الْخَلْق يَوْم السَّابِع

ومن سورة فصلت:

قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ {9}

وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ {10}

ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ {11}

فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ {12}

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير