ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[22 - 07 - 07, 03:19 م]ـ
الحمد لله وحده ...
هذا من أخطاء الشيخ ولم يكن من المحررين في هذه المسائل، وأقتبس عبارة الشيخ فأقول: كم كنا نود ألا يلج الألباني رحمه الله هذا المولج، فيوافق المتكلّمين الأشاعرة والكرامية والمعتزلة فيعطّل الله عن بعض صفاته.
ثم الألباني رحمه الله يقول أيضًا عن شيخ الإسلام ابن تيمية: (يقول بتسلسل الحوادث إلى ما لا بداية له. كما يقول هو و غيره بتسلسل الحوادث إلى ما لا نهاية، فذلك القول منه غير مقبول) أهـ
وظاهره أنه لا يقول أيضًا بالتسلسل في المستقبل، وهذا منه غير مقبول، وحينها سيخالف الألباني رحمه الله الفلاسفة وأئمّة السنة والمتكلمين ولن يبقى له موافق غير الجهم بن صفوان وأبو هذيل العلاف المعتزلي.
ولأننا ننزّه الشيخ عن مثل هذه الأقوال نرجو من الإخوة ألا ينقلوا كلامه في مثل هذه المباحث.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[22 - 07 - 07, 03:30 م]ـ
الحمد لله وحده ...
وبخصوص الحديث يكفي مطالعة الكتاب الذي وضع رابطه أخونا أبو مالك.
ـ[العيساوي منصور]ــــــــ[24 - 07 - 07, 01:52 ص]ـ
هذا مما قاله ابن تيمية رحمه الله:
وأما جنس الحوادث شيئاً بعد شيء تنازع فيه الناس فقيل أن ذلك ممتنع في الماضي والمستقبل كقول الجهم وأبي الهذيل فقال الجهم: بفناء الجنة والنار.
وقال أبو الهذيل: بفناء حركات أهلهما وقيل بل هو جائز في المستقبل دون الماضي لأن الماضي دخل في الوجود دون المستقبل وهو قول كثير من طوائف النظار.
وقيل بل هو جائز في الماضي والمستقبل وهذا قول أئمة أهل الملل وأئمة السنة كعبد الله بن المبارك وأحمد بن حنبل وغيرهما ممن يقول بأن الله لم يزل متكلماً إذا شاء وإن كلمات الله لا نهاية لها وهي قائمة بذاته وهو متكلم بمشيئته وقدرته. وهو أيضاً قول أئمة الفلاسفة لكن أرسطو وأتباعه مدعون ذلك في حركات الفلك ويقولون إنه قديم أزلي وخالفوا في ذلك جمهور الفلاسفة مع مخالفة الأنبياء والمرسلين وجماهير العقلاء فإنهم متفقون على أن الله خلق السموات والأرض بل هو خالق كل شيء وكل ما سوى الله مخلوق حادث كائن بعد أن لم يكن.
وإذا كان التسلسل هو اعتقاد أهل الملل فإنه اعتقاد الصحابة رضي الله عنهم، وعندما يخاطبهم الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بالحديث المذكور آنفا:
133 - " إن أول شيء خلقه الله تعالى القلم و أمره أن يكتب كل شيء يكون ".
فإنهم ولا بد عالمون أي بداية خلق يعنيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، -لأنه سبحانه وتعالى يبدأ الخلق ثم يعيده- هل هي بداية خلق الانسان؟ أم هي بداية خلق الدواب، أم هي بداية خلق السماوات والأرض، أم أنه في أي بداية خلق، يخلق الله القلم.
وخلق الله القلم ليكتب القدر، والقدر أتت في القرآن مرتبة بعد خلق الأشياء {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا} قال القرطبي: أَيْ قَدَّرَ كُلّ شَيْء مِمَّا خَلَقَ بِحِكْمَتِهِ عَلَى مَا أَرَادَ , لَا عَنْ سَهْوَة وَغَفْلَة , بَلْ جَرَتْ الْمَقَادِير عَلَى مَا خَلَقَ اللَّه إِلَى يَوْم الْقِيَامَة , وَبَعْد الْقِيَامَة , فَهُوَ الْخَالِق الْمُقَدِّر ; فَإِيَّاهُ فَاعْبُدُوهُ. {مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ - ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ}
" فَقَدَّرَهُ " فِي بَطْن أُمّه. كَذَا رَوَى الضَّحَّاك عَنْ اِبْن عَبَّاس: أَيْ قَدَّرَ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ وَعَيْنَيْهِ وَسَائِر آرَابِهِ , وَحَسَنًا وَدَمِيمًا , وَقَصِيرًا وَطَوِيلًا , وَشَقِيًّا وَسَعِيدًا.
وَقَالَ أَبُو بَكْر بْن طَاهِر يَسَّرَ عَلَى كُلّ أَحَد مَا خَلَقَهُ لَهُ وَقَدَّرَهُ عَلَيْهِ ; دَلِيله قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام: [اِعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّر لِمَا خُلِقَ لَهُ].
وفي هذا الحديث الصحيح من تاريخ الطبري:
عن ابن عباس قال أول شيء خلق الله تعالى القلم فقال له اكتب فكتب ما هو كائن إلى أن تقوم الساعة ثم خلق النون فوق الماء ثم كبس الأرض عليه
يتضح أن الله سبحانه وتعالى خلق القلم قبل خلق الدواب وهذا بعد خلق الأرض وتصدقه الآية الكريمة: {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ {9}
وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ {10} أي أن الله سبحانه وتعالى قدر في الأرض أقواتها بعد أن خلقها.
أما ما ذكره الأخ الحبيب ابو محمد المصرى الأثرى:
1_ (هل الله شىء؟) اقول: نعم؛ قال الله تعالى: (قل: أى شىءاكبر شهادة؟ قل: الله).
فأقول له والله الموفق؛ أنه لا يجوز قول _الله شيء_على العموم، لأن الآية التي استشهد بها مقيدة بالشهادة؛ أي أن شيء تنوب عن الشهداء -أي الشهداء أكبر شهادة- {لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا} وكلمة شيء تكون دائما مقيدة بصفة فقد تنوب عن المخلوقين {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ} -خالق كل مخلوق- وقد يقال مثلا -أي شيء أكثر نوما أو أكلا- وغيره مما لا يجوز في الله تعالى.
¥