تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

< P class=MsoNormal dir=rtl style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt"> وما زلت حتى أعثرني الله على المفتري الكذوب، وبدهي أن أشنع الكذب ما كانت الماديات المحسة تكذبه، وما كانت حقائق التاريخ الجلية ترميه بالبهتان .. < o:p>

ها هو كتاب ((مهذب رحلة ابن بطوطة)) في يدي، وهأنذا أطالع من جزئه الأول ما يأتي: ((وصلت يوم الخميس التاسع من شهر رمضان المعظم عام ستة وعشرين إلى مدينة دمشق الشام)) (1)، ثم أطالع بعدها فأجد ابن بطوطة يقول: ((وكان بدمشق من كبار فقهاء الحنابلة تقي الدين بن تيمية كبير الشام يتكلم في الفنون إلا أن في عقله شيئاً (2)، وكان أهل الشام يعظمونه أشد التعظيم ويعظهم على المنبر)) ثم يقول: ((حضرته يوم الجمعة وهو يعظ الناس على منبر الجامع ويذكرهم، فكان من جملة كلامه أن قال: إن الله ينزل إلى السماء الدنيا كنزولي هذا، ونزل درجة من درج المنبر)) (3) ... < o:p>

هذا هو بيت القصيد كما يعبرون، فابن بطوطة الحقود على الإمام يريد رميه بما ابتدعه المبتدعة: بالتجسيم، يريد رميه بأنه يشبه صفات الخالق بصفات المخلوق، وأن هناك حركة متجسدة محسة يتحركها الإله، وبأن هنالك مسافات تطوى وتجشه جهدا كالإنسان، سبحان ربنا وتعالى.< o:p>

تلك هي فرية الحقد وبهتان الحسد، ويقيني أنها المصدر الأول لكل حاقد مبغض لابن تيمية ولمقدريه، ولكن الله الذي يؤيد بالنصر أولياءه، ويقيم بالحق أود الحق، ويشيع نور العدل في حوالك الجور، أقول: إن الله العدل الخبير جعل لنا من الحقائق المادية التي يكاد يلمسها الحس حجة على ابن بطوطة تدمغه بالإفك، وتجعل من بهتانه فرية ((مُسَيلميّة)) النسب، ((بهائية)) الدعوى ... < o:p>

يقول ابن بطوطة: إنه وصل دمشق في يوم الخميس التاسع من شهر رمضان عام ستة وعشرين وسبعمائة هجرية، فهو يحدد تحديدا دقيقا باليوم، وبالشهر وبالسنة، وقت دخوله دمشق، ولا ريب أنه سمع ابن تيمية –كما يفتري- بعد ذلك، لأنه سمعه يوم الجمعة، فلا ريب يكون مراده أنه سمعه يوم العاشر من رمضان، إن لم يكن بعد ذلك، وإنه بهذا التحديد الدقيق أقام الحجة على كذبه الكذوب، وإليك الدليل:< o:p>

هاهو كتاب العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام أحمد بن تيمية (4) بيدي، وهأنذا أقرأ فيه: ((فلما كان في سنة ست وعشرين وسبعمائة وقع الكلام في مسألة شد الرحال وإعمال المطي إلى قبور الأنبياء والصالحين، وظفروا للشيخ بجواب سؤال في ذلك كان قد كتبه من سنين كثيرة يتضمن حكاية قولين في المسألة وحجة كل قول منهما، وكان للشيخ في هذه المسألة كلام متقدم أقدم من الجواب المذكور بكثير ذكره في كتاب ((اقتضاء الصراط المستقيم)) (5) وغيره وفيه ما هو أبلغ من هذا الجواب الذي ظفروا به)).< o:p>

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير