تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مَمْلك () عن أم سلمة، ورواه ابن جريج عنه عن أم سلمة رضي الله عنها عن النبي فلم يذكر يعلى بن مَمْلك، ووصله بذكر أم سلمة، واختلف عليه في إسناده، وألفاظه، وقد أعل الترمذي رواية ابن جريج برواية الليث بن سعد وقال: (إنها أصح) كما تقدم. ويضاف إلى العلة التي ذكرها الإمام الترمذي علل منها: أن ابن جريج مدلس ولم يصرح بالسماع، وقد وصفه جماعة بالتدليس () وممن وصفه بالتدليس الإمام أحمد رحمه الله تعالى وقال: (إذا قال ابن جريج ((قال)) فاحذره، وإذا قال: ((سمعت)) أو ((سألت)) جاء بشيء ليس في النفس منه شئ) ().

ومنها: أنه اختلف عليه في إسناد الحديث فرواه في أكثر الروايات كما ذكر الترمذي عن ابن أبي مليكة عن أم سلمة، بإسقاط الواسطة بين ابن أبي مليكة وأم سلمة فلم يذكر يعلى بن مَمْلك، ورواه مرة أخرى، فزاد فيه ذكر يعلى بن مَمْلك، ولفظ هذه الرواية عن ابن أبي مليكة أن يعلى بن مَمْلك أخبره:

((أنه سأل أم سلمة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: كان يصلي العتمة ثم يسبح ثم يصلي بعدها ما شاء الله من الليل، ثم ينصرف فيرقد مثل ما صلى، ثم يستيقظ من نومه ذلك فيصلي مثل ما نام وصلاته تلك الآخرة تكون إلى الصبح)). ()

ولا يقال إنها رواية أخرى لأن بين الروايتين توافق واضح في الإسناد وفي المتن وليست فيما يظهر اختصارا لبعض الحديث فقط فإن فيها سؤال يعلى -وهو مقل من الرواية جدا - لأم سلمة رضي الله عنها.

وأما يعلى بن مَمْلك فهو: حجازي يروي عن أم الدرداء وأم سلمة رضي الله عنها ويروي عنه ابن أبي مليكة () وقال فيه النسائي: (ليس بذلك المشهور) اهـ. () وذكره ابن حبان في الثقات، ولم أجد فيه توثيقا عند غيره ()، وفي ميزان الاعتدال: (ما حدث عنه سوى ابن أبي مليكة). وفي التقريب: (مقبول) ().

فلم يثبت فيه أكثر من رواية ابن أبي مليكة عنه ففيه جهالة، وأحسن مراتبه أن يكون مقبولا إذا توبع، ولهذا وصفه بذلك الحافظ ابن حجر في التقريب، ورواه ابن جريج مرة عن أبيه عن ابن أبي مليكة ومرة عن ابن أبي مُلَيكة من غير واسطة () فهذا الاختلاف على ابن جريج في إسناد الحديث. وأما والد ابن جريج وشيخه في هذه الطريق فهو عبد العزيز بن جريج القرشي المكي فيه ضعف، فقد قال البخاري فيه: (لا يتابع في حديثه). () وذكره ابن حبان في الثقات () وفي التقريب: (لين الحديث) ().

وقد اختلفت ألفاظ الحديث وقد مضى بعضها، ففي رواية عن ابن جريج أن النبي: (كان يقطع قراءته آية آية) وفي رواية: (كان يصلي في بيتها فيقرأ {بسم الله الرحمن الرحيم} {الحمد لله رب العلمين * الرحمن الرحيم * ملك يوم الدين …الخ) () وفي لفظ: (كان يقطع قراءته الحمد لله رب العلمين} ثم يقف، {الرحمن الرحيم} ثم يقف ... ) (). وفي لفظ (فقطعها وعدها آية آية وعدها عد الأعراب وعد بسم الله الرحمن الرحيم آية ولم يعد ((عليهم))) ()، وهذا اللفظ الأخير من رواية عمر بن هارون () عن ابن جريج وهي طريق ضعيفة لضعف عمر بن هارون ولذا ضعفها الإمام البيهقي ()، وابن الجوزي () والذهبي ()، والزيلعي () وابن التركماني () وفي بعض روايات الحديث عن ابن جريج:

(فوصفت قراءة بطيئة) (). وأما في رواية الليث بن سعد: (فإذا هي تنعت قراءة مفسرة حرفا حرفا).وقد تقدمت فهذه علل أخرى تضاف إلى مخالفته لرواية الليث بن سعد فرواية الليث بن سعد أرجح كما قال الترمذي للاختلاف على ابن جريج ولأن الليث إمام ثقة ولم يختلف عليه وقد زاد رجلا في الإسناد وهو يعلى بن مَمْلك وذلك دال على أن ابن أبي مليكة لم يسمع الحديث من أم سلمة، وتجويز صاحب تحفة الأحوذي لكون ابن أبي مليكة سمعه أولا من يعلى ثم سمعه من أم سلمة بلا واسطة ضعيف في هذا الموطن لا يلتفت إليه أرباب العلل.

والاختلاف على ابن جريج في لفظه كبير فهذا اضطراب تضعف به رواية ابن جريج

و المقصود أن في بعض طرق الحديث ما يدل على أن ابن جريج قد دلسه ولم يسمعه من شيخه ابن أبي مليكة كما أن فيها مخالفة في كثير من الألفاظ.

طريق أخرى للحديث:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير