تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأما السنة: فهي طافحة بالأحاديث الدالة على علو الله على خلقه بصيغ متعددة وبنحو سبعة أنواع من الأساليب المتنوعة، والتي لا تحتمل التأويل أصلا

النوع الأول: تصريح الرسول – صلى الله عليه وسلم - بنزول الله تعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا، والنزول المعقول عند جميع الأمم يقتضي علو من نزل. مثل قوله صلى الله عليه وسلم: «يَنْزل ربُّنا إِلى السماءِ الدُّنْيا كلَّ ليلة، حين يَبْقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يَدعوني، فأستجيب له؟ مَنُ يسألني، فأعطيه؟ من يَستغفرني، فأغفرَ له؟» ().

النوع الثاني: إخباره صلى الله عليه وسلم بأن الله تعالى في السماء: قال – عليه الصلاة والسلام - «ألا تَأْمنوني وأنا أمين مَنْ في السَّماء» ().

النوع الثالث: التصريح برفع الأيدي إلى الله تعالى، كقوله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفرا.» ()

النوع الرابع: الإشارة إليه حسا إلى العلو، كما أشار إليه من هو أعلم بربه وبما يجب له ويمتنع عليه من جميع البشر، لما كان بالمجمع الأعظم الذي لم يجتمع لأحد مثله، في اليوم الأعظم، في المكان الأعظم، يوم أن خطبهم في حجة الوداع خطبته البليغة فبين لهم ما أوجب الله عليهم وما حرم عليهم وأوصاهم بكتاب الله إلى أن قال لهم: «وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون». قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت. فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس: «اللهم اشهد اللهم اشهد ثلاث مرات» ()

النوع الخامس: التصريح بلفظ " الأين " في حديث الجارية وهو – صلى الله عليه وسلم - أعلم الخلق بربه، وأكملهم إيمانا، وأعرفهم بما يجوز وما يمتنع في حقه تعالى، وأنصحه الخلق لأمته، وأفصحهم بيانا عن المعنى الصحيح، وقد قال بلفظ لا يوهم باطلا بوجه: " أين الله "، في حديث الجارية الطويل وهو في صحيح مسلم فقد قال- صلى الله عليه وسلم- للجارية: «أينَ الله؟ قالت: في السماء، قال: مَنْ أنا؟ قالت: أنتَ رسول الله، قال: أعتِقها فإِنَّها مؤمِنةٌ» ().

النوع السادس: شهادته صلى الله عليه وسلم لمن قال إن ربه في السماء – بالإيمان كما في الحديث المتقدم

النوع السابع: إخباره صلى الله عليه وسلم: أنه تردد بين موسى عليه السلام وبين ربه ليلة المعراج بسبب تخفيف الصلاة، فيصعد إلى ربه ثم يعود إلى موسى عدة مرار.

النوع الثامن التصريح بعروج الملائكة إليه سبحانه وصعود الكلم الطيب إليه كما في قوله عليه السلام: في حديث تعاقب الملائكة: «ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم بهم» (). الحديث، وقوله صلى الله عليه وسلم: «من تصدق بعدل ثمرة من كسب طيب ولا يصعد إلى الله إلا الطيب» الحديث ()

وللصحابة والتابعين ومن سار على نهجهم آثار كثيرة جدا عن عُلُوِ الله وفوقِيَّتِه، جمعها الذهبي في ((العُلُو)) وابن القيم في اجتماع الجيوش وابن قدامة في إثبات صفة العلو وفيما ذكرناه من الأدلة كفاية.

إجماع السلف الصالح وأئمة الهدى على علو الباريء سبحانه فوق عرشه وتضليلهم لقول الجهمية والمعتزلة بأن الله في كل مكان:

وقد أجمع السلف الصالح رضي الله عنهم على الإيمان بما دلت عليه هذه الآيات والأحاديث المتقدمة وأطبقوا كلهم على التصديق بأن الله تعالى في السماء عال على عرشه المجيد وفوق جميع المخلوقات وقطعوا الطمع عن إدراك كنه ذلك أو كيفيته، ومما تلقاه المسلمون بالقبول قول مالك وأئمة الهدى الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، ومن الله الرسالة، وعلى الرسول البلاغ، وعلينا التصديق والتسليم، وهكذا قولهم في جميع آيات الأسماء والصفات وأحاديثها: {آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا}، {آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}.

وقد ضلل السلف –رضي الله عنه- الجهمية والمعتزلة الذين أنكروا علو الله على خلقه حتى

ـ[العارض]ــــــــ[04 - 02 - 08, 07:57 م]ـ

أود التنبيه بأن الشيخ رحمه الله أعتبر العمل شرط كمال في الإيمان فليتنبه لذالك بارك الله فيكم

ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[05 - 02 - 08, 12:00 ص]ـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير