تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[05 - 08 - 07, 11:26 م]ـ

الحمد لله وحده ...

أخي الفاضل ..

أنا إلى الآن أعلق على مشاركتك السابقة، وقد حبسني الانشغال فالمرض عن الموضوع سابقًا!

وسوف يأتي الكلام على ما في مشاركتك الأخيرة بعد ذلك في وقته على ما يسمح به الحال إن شاء الله.

ـــــــــــــــــــــ

ولا أعلم من قال من المتكلمين أن الله أوجد العالم بلا إرادة حتى يلزم القول بوجود الممكن بلا مرجح،

أولا: لم أنسب إلى المتكلمين القول بترجيح أحد طرفي الممكن المتساوي بلا مرجّح من باب الإلزام ..

بل هو صريح قولهم، وهو مشهور جدًُّا في ردودهم، وعليه كثير من مشاهير المتكلمين.

ثانيًا: قولهم إن الله أوجد الممكن بلا مرجّح ليس ملزومًا للقول بأنه خلق بلا إرادة فحسب.

فأمّا أولاً فقد ذكره الرازي صريحًا من قول المتكلمين فيما أورده ونقلتُ لك طرفًا منه سابقًا، وهو الوجه السادس عنده، فقال:

(وسادسها: أن القادر المختار يمكنه أن يرجّح أحد المقدورين على الآخر من غير مرجح، كما أن الهارب من السبع إذا عنّ له طريقان متساويان من جميع الوجوه، فإنه يختار أحدهما على الآخر من غير مرجّح ... ) إلخ!!

بل هذا أحد جوابين ذكرهما الغزالي ـ وهو من هو عندهم ـ في التهافت، بل ونظّر لذلك فقال:

(قولكم إن هذا أي: الترجيح بلا مرجّح لا يتصوّر.

عرفتموه ضرورة أو نظرًا؟؟

ولا يمكن دعوى واحد منهما ... ) إلخ!

وأمّا ثانيًا: فإن قول المتكلمين بالترجيح بغير مرجّح ليس ملزوما عندهم للقول بأن الخالق خلق بغير الإرادة والاختيار!

ولذلك كان القول بأن (نفس الإرادة القديمة رجّحت أحد طرفي الممكن) أحد مسالكهم في الإجابة على سؤال الفلاسفة.

وهذا المسلك يختلف مع المسلك الآخر (الترجيح من غير مرجّح)، وقد عدّهما الرازي وجهين مختلفين، وهما عنده الأول والسادس.

والمقصود:

أن القول بأنّ الإرادة الأزلية هي نفسها المرجّح للممكن لا في الأزل هو في حقيقته قول بالترجيح بغير مرجّح أو قول بتخلّف المعلول عن علته!

وسوف يأتي ذلك إن شاء الله في التعليق على مشاركتك الأخيرة متى تيسّر ذلك.

لكن المقصود من هذه المشاركة والتي قبلها نقل بعض ما لم تقف عليه من أقوال المتكلمين ولم تعلمه وإن كان من مشهور أقوالهم ..

ـ[أبو الحسن التلمساني]ــــــــ[06 - 08 - 07, 10:57 ص]ـ

إذا استطعت أن تفهم الفرق بين الترجيح بلا مرجح والترجيح من غير مرجح ربما تنجلي عنك بعض الشبهات ..

بيان ذلك أن ترجيح أحد المتساويين على الآخر بلا سبب مرجح من خارج ضروري البطلان، وهذا متفق عليه بين العقلاء، وإذا كنت تصر على نسبة ذلك للمتكلمين فذلك شأنك ... أما الترجيح من غير مرجح والمقصود من ذلك من غير داع فليس بمحال، بل المؤثر إذا كان مختارا فهو يرجح بإرادته أي مقدور شاء، ولا تحتاج تلك الإرادة إلى إرادة أخرى وإلا تسلسل، وما تسلسل لا يتحصل فلا يوجد المراد وهو خلف بالعيان، فتعلق الإرادة الأزلية بأحد المتساويين هو من باب الترجيح من غير مرجح خارج عن حقيقة الإرادة، وليس من باب الترجيح بلا مرجح أصلا، والخلط بينهما يؤدي إلى الخبط، والحاصل أن تعلق الإرادة بالمراد لذاتها من غير افتقار إلى مرجح آخر خارج عن حقيقتها لأنها صفة شأنها وحقيقتها التخصيص والترجيح ولو للمساوي - بل المرجوح - وليس هذا من وجود الممكن بلا موجد كما بينت لك، وليس من ترجيحه بلا مرجح كما وضحت لك، والله الهادي إلى سديد الأقوال والأفعال والاعتقادات ...

ـ[أبو الحسن التلمساني]ــــــــ[06 - 08 - 07, 10:59 ص]ـ

لكن المقصود من هذه المشاركة والتي قبلها نقل بعض ما لم تقف عليه من أقوال المتكلمين ولم تعلمه وإن كان من مشهور أقوالهم ..

هذا يا أخي الكريم من باب القول بغير علم، فهل عرفتني حتى تحكم علي بذلك؟

ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[06 - 08 - 07, 11:05 ص]ـ

وقد قال الرازي في الأربعين إنّ هذا الدليل هو العمدة الكبرى للقوم.

ثم شرع في ذكر المسالك ـ (وهي ستّة) ـ التي ردّ بها المتكلمون على هذه الشبهة، وضعّفها كلها!

ثم ذكر ردًّا سابعًا متناقضًا، وليس هذا موضع بيان ذلك.

الحمد لله وحده ...

هذا سبق ذهن!

بل ردّ الرازي الذي أورده صحيح، وقد كنتُ أحدّث بعض الإخوة بصحّته أمس قبل وضع المشاركة!

ولكن سبق ذهني إلى الأرموي في (لُبابه) حيث لم يفهم كلام الرازي وأورد إجابة هي من خزايا المتكلمين!

وعلى كل حال فالأمر قريب، إذ هذا الجواب من الأرموي مأخوذ من كتاب آخر للرازي!

ولعلي أفرد موضوعًا لاحقًا إن شاء الله أذكر فيه هذا القول للرازي والآمدي.

ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[06 - 08 - 07, 11:17 ص]ـ

هذا يا أخي الكريم من باب القول بغير علم، فهل عرفتني حتى تحكم علي بذلك؟

الحمد لله وحده ...

أخي الفاضل ..

أي قول من غير علم؟؟

أنت قلتَ أيها الفاضل

لا أعلم من قال من المتكلمين أن العالم كان مستحيلا فصار ممكنا،

وقلتَ:

ولا أعلم من قال من المتكلمين أن الله أوجد العالم بلا إرادة حتى يلزم القول بوجود الممكن بلا مرجح،

فنقلتُ لك ما يدل على أن هذين القولين من الأقوال الصريحة المشهورة لبعض المتكلمين.

ولم أُحلك إلا على أشهر المتكلمين وأشهر كتبهم.

وكنتُ أظنّ أنك حين قلت (لا أعلم) أنك كنتَ بالفعل لا تعلم!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير