ثم إنه فسره بذلك التفسير العجيب الذي لم يدل عليه اللفظ لا حقيقة ولا مجازا هو من جنس ما فعله في كتابه الكبير الذي سماه المطالب العالية وجمع فيه من مباحث الفلاسفة والمتكلمين وذكر فيه كتابا مفردا في تفسير المعراج فرواه بسياق لا يعرف في شيء من كتب الحديث، وفسره بتفسير الصابئين / والمنجمين، وهذه الأمور تلقاها من زنادقة الفلاسفة الجهال بالمعقول والمنقول، وهي عندهم من أسرار الحقائق كما يدعي ذلك القرامطة ونحوهم من الداخلين في هؤلاء
ص 158
وأما تخصيص الضدين بأنهما العضران اللذان لا يجتمعان في محل واحد فهذا عرف اصطلاحي للمتكلمين ... لم يجز حمل كلام الله ورسوله / على اصطلاحهم الحادث هذا لو كان الشارع نطق بلفظ الضد وإنما جاء بلفظ الحجاب
ص 162
فلا فرق في الحقيقة بين تنافي الأجسام وتنافي الجسم والعرض إذ المنافاة والمضادة تختص ببعض هذه الأقسام الثلاثة دون بعض بحسب خصوص ذات المتضادين.
......
وأيضا فإنهم كثيرا ما يغلطون في أحكام الأجسام / والأعراض كاعتقاد بعضهم تماثلها، أو امتناع بقاء الأعراض وغير ذلك مما ليس هذا موضعه
فإذا سمع هذه الكلمات من لا يكون عارفا بحقيقة معانيها يحسب أنها من القضايا المقبولات بمنزلة الأخبار الصحيحة والأحكام المجمع عليها بين المسلمين ولا يعلم أن النزاع بين الناس فيها عظيم وغلط هؤلاء فيها جسيم وأنه عند الاستفصال ينكشف الحال.
ص 169
ولا يجوز تفسير ما علم أنه كذب بتقدير ثبوته ولا سيما في مثل هذا الباب، فإنه جعل للكذب معنى صحيحا، وهذا التقدير منتف، فيكون المعلق عليه منتفيا وهو إثبات معنى صحيح له.
وقد بينا فيما تقدم أن التأويل بيان مراد المتكلم ليس هو بيان ما يحتمله اللفظ في اللغة
........
ولكن العلم بالموضوع المختلق وبالصحيح الثابت هو من بيان أهل العلم بالحديث والسنة وأما هذا المؤسس وأمثاله فلا يميزون بين هذين حتى قد يكذبوا بالأحاديث التي يعلم أهل العلم أنها صدق ويصدقوا أو يجوزوا صدق الأحاديث التي يعلم أنها كذب.
ص 172
وفي القرآن مما فيه وصف ذهاب بعض الأشياء إليه نفسه أو صعودها إليه أو نزولها من عنده وما يشبه ذلك نحو خمسمائة آية أو أكثر
ص 202
هذا الذي ذكره لا ريب أنه من / باب حذف المضاف وإقامة المضاف إليه حيث قال: قوله فيدنيه منه أي من رحمته وأمانه وتعطفه، ومن المعلوم بالاضطرار من لغة العرب أن هذا لا يجوز عندهم إلا إذا كان قد اقترن بالكلام ما يبين المضاف المحذوف إذ لا يقولون جاء زيد يعنون ابنه أو غلامه أو رسوله إلا بقرينة.
.............. يُتبع إن شاء الله
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 - 07 - 07, 12:46 ص]ـ
210
فإن هؤلاء الاتحادية وإن كانوا جهمية فلهم فروع أقوال، انفردوا بها عن غيرهم من الجهمية، ولكن نذكر ما يلزم غيرهم / من الجهمية
213
فإن قلتم هذا لم يكن لكم طريق إلى إفساد قول أولئك الاتحادية، إذ قولكم من جنس قولهم، إلا أنهم توسعوا في ذلك فجعلوا كل من دعا إلى شيء أو وصل إليه أو سلك إليه فإنما دعا إلى الله، ووصل إليه وسلك إليه، وأنتم تخصون ذلك ببعض المخلوقات دون بعض، فالفرق بينكم وبينهم فرق ما بين العموم إلى الخصوص.
217
فمن قال: إن القرآن يجوز أن يشتمل على ما لا سبيل لبعض الناس إلى العلم به فقد أصاب وذلك لعجزه لا عن نقص في دلالة القرآن، فكثير من الناس لا سبيل له إلى أن يعلم كثيرا من العلوم كالطب والنجوم والتفسير والحديث وإن كان غيره يعلم ذلك.
وإن أراد أنه لا سبيل لأحد إلى معرفة تفسيره فقد غلط.
وإن قال لا سبيل لأحد إلى معرفة حقيقته وكيفيته وهيئته ونحو ذلك فقد أصاب.
240
وقال: إني تارك فيكم الثقلين ... ففيه أمر باتباع القرآن وأنه وصى الأمة بأهل بيته، وأما قوله: ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعده كتاب الله وعترتي فقد رواه الترمذي وضعفه أحمد / وغيره وقوله كتاب الله وسنتي روي في حديث ضعيف
[لم يخرجه المحقق]
243
¥