متى يكون الخوف من غير الله شركاً؟!
ـ[أبو محمد الزياني]ــــــــ[25 - 07 - 07, 05:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني كثيراً الإنضمام إلى هذا المنتدى المبارك لكي أنفض الغبار عن نفسي وأشارك في مذاكرة العلم التي أحبها أهل الحديث كثيراً
لدي مذكرة عن مقاصد أبواب كتاب التوحيد وقد عرضتها على فضيلة الشيخ عبد الله الدميجي حفظه الله وقد صحح كثير من الأغلاط التي وقعت فيها والحمد لله.
وبقيت لدي مسألة مشكلة وسبب إشكالها تعقيدات العصر الحاضر، عصر الفتن، عصر القابضين على الجمر.
جاء في المذكرة:
والخوف ثلاثة أقسام:
الأول: الخوف من الله في السر والعلانية، وهو خوف يحمل على فعل الطاعات وترك المحرمات، وهذا يجب الإخلاص فيه، وهو أعلى المقامات.
فإن خاف غير الله في السر كأن يخاف من وثن أو طاغوت أن يصيبه بما يكره، فهذا شرك أكبر مخرج من الإسلام وهو الواقع من عباد القبور.
وإذا خاف غير الله في العلانية كخوفه عند ملك أو رجال الشُّرَط أو أهل السوء فأفضى الخوف منهم إلى الوقوع في الكفر والشرك، ففعله هذا كفر، وهذا الخوف شرك أكبر.
الثاني: أن يترك ما يجب عليه لغير عذر خوفاً من بعض الناس، فيرضيهم بسخط الله، كترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهذا محرم وهو شرك أصغر منافٍ لكمال التوحيد الواجب.
الثالث: الخوف الطبيعي من عدو أو سبع ونحوه، فالمعتاد منه لا يذم.
وبهذا تعلم أن الخوف لا يكون عذراً في فعل المعاصي وترك الطاعات، بل يعذر بالإكراه، فعلى الإنسان أن يعتز بدينه ويظهره ويصبر على البلاء، ولا يترك ذلك إلا بإكراه.
وقد ابتليت الأمة بحكامٍ ظلمة منعوا إقامة الدين، ومنعوا الهجرة أو استقبال من هاجر بدينه، وامتحنوا المسلمين في دينهم فإلى الله نشكوا بعدنا عن الشرع، وهواننا على الناس.
إنتهى المراد نقله.
المسألة هي: إذا علم المسلم أنه إن أظهر دينه كما أوجبه الله عليه في الظاهر، كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ورفع الإزار وإعفاء اللحية، والمحافظة على الصلاة، وصلاة الفجر، وغيرها، إذا علم أنه إن أظهرها ابتلي في عرضه ودينه، وضيق عليه وسجن.
والمختار في هذه الحالة أن يوطِّن الإنسان نفسه على العزلة كما جاءت النصوص بذلك، ولكن يشكل على هذا أنه يعيش بين مسلمين فلا بد له من الخروج والاختلاط لضرورة الحصول على حوائجه، فهل يساير السلطان فيما يريده فيحلق لحيته، وما إلى ذلك مما يريده أعوان الظلمة، أم يجب عليه أن يظهر ما أوجبه الله عليه ويصبر.
لا شك أن الأفضل هو الإظهار والصبر لم قدر على ذلك حتى يكون في نهاية الأمر إماماً أو من أعظم الناس شهادة عند الله.
ولكن من لا يستطيع الصبر ليس لضعف جسده ولكن لضعف إيمانه، يعني أن المسألة بين الخوف - المتوهّم - والإكراه فهو لم يصل إلى درجة الإكراه، ولكنه إن أظهر ما لا يريده المتسلط فلا شك في حصول ما يكرهه، وهذه المسألة ليست في السر ولكنه بين الناس والناس ونحن في زمن لا يأمن الرجل جليسه.
فنستطيع تقسيم الخوف إلى خوف من مكروه غير متحقق أي متوهم، وخوف من مكروه متحقق أي لا شك في وقوعه لما يراه من الوقائع من حوله.
فهل الخوف الثاني يأخذ حكم الإكراه، الذي أميل إليه أنه يدخل في الإكراه.
فما حكمه بارك الله فيكم
أرجو التكرم بالإجابة منكم وإبداء النصيحة في هذه القضية.
نسأل الله يعصمنا من الزلل ويقينا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[26 - 07 - 07, 02:00 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو محمد الزياني]ــــــــ[27 - 07 - 07, 02:46 ص]ـ
أنا لم أذكر فائدة، أنا أسأل بارك الله فيكم فهل من مجيب، فتح الله عليكم.
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[27 - 07 - 07, 04:18 م]ـ
الخوف الذي يقدح في التوحيد نوعان:
الأول: معصية دون الشرك وهو ما أشرت إليه في مشاركتك .. ومن عده شركا فإنما من باب التوسع في مسمى الشرك الأصغر والخلاف فيه معروف.
الثاني: شرك أكبر وهو خوف السر.
ـ[أبو محمد الزياني]ــــــــ[27 - 07 - 07, 06:00 م]ـ
أخي [أبو عبد الرحمن السعدي] جزاك الله خيراً على هذا الاختصار والمساهمة في رفع الموضوع.
ما جواب سؤالي في المشاركة الأولى ما خط بالأحمر منها؟
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[29 - 07 - 07, 03:47 ص]ـ
من قال ان الخوف من بطش الطواغيت والظلمه عموما يعتبر شرك اكبر فقد ضيق واسعا حتى لو كان الخطر مجرد احتمال الخائف هنا لم يتخذ الطاغوت شريكا لله فى سلطانه وعظمته انه فى نفسه يحتقره ويعلم انه لايقوى على مواجهة بعوضه ان سلطها الله عليه
ولكن خوفه يعود الى الضعف البشرى الغريزى
ان الله تعالى حينما امر موسى الكليم بالذهاب الى فرعون كان موسى صادقا فى قول مايشعر به
(قال رب انى قتلت منهم نفسا فأخاف ان يقتلون)
وفى موضع آخر كان معه نبى كريم آخر هو هارون ماذا قالا لله سبحانه
(قالا ربنا اننا نخاف ان يفرط علينا او ان يطغى)
يا سبحان الله هذان نبيان كريمان يعلنان انهما يخافا من بطش فرعون
ماذا يقول المتسرعون فى تكفير الناس عن هذين النبيين اتراهم يرمونهم بالخوف الشركى حاشاهم الا يدعونا هذا ان نعذر رجلا يترك بعض مظاهر التدين من اجل مايسمعه عما يفعله الظلمه بمن يتمسك بتلك المظاهر وكم راينا كثيرا من الملتزمين قد فقدوا التزامهم بعد مامروا بتجربة الصدام مع الظلمه
الخلاصه
المسئله تتفاوت فيها القدرات الايمانيه والصبر على البلاء فمن يجد فى نفسه القدره على التمسك ولايبالى بما يمكن ان يحدث له فنسأل الله له الثبات وعليه ان يستمر
اما من يجد نفسه خائفا متوترا دائما وربما منعه الخوف من ارتياد بعض حلق العلم او غير ذلك من الاعمال الصالحه وهو بداخله حزين ويتألم لحاله
هل نتهمه بالشرك لنزيد عذابه وألمه وهل اخراج الناس من المله بهذه السهوله
¥