تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هداية الحيران في مسألة الدوران]

ـ[أبو عبدالله الغربي]ــــــــ[27 - 07 - 07, 01:41 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أقدم لكم هذا الكتاب القيم للشيخ عبدالكريم الحميد حفظه الله بعدما وجدته موضوعا في احدى المنتديات على الشبكة بعد طول بحث ... وهو يتكلم عن مسألة مهمة هي في الكتاب والسنة وأقوال العلماء محسومة لكن ضل فيها جل المسلمين بسبب جهلهم بدينهم وافتتانهم بأقوال الملاحدة ... أسأل الله ان يهدينا ويثبت على الحق قلوبنا.

هذا وسأعرض الكتاب مجزأ في حلقات بإذن الله لانه اسهل علي واشوق لكم ...

ملاحظة: هذه الطبعة (نحو 50 صفحة) طبعة قديمة للكتاب و الطبعة الثالث والاحدث تحتوي على نحو 200 صفحة كما ذكر الاخوة في المنتدى ..


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فإن مما عمت به البلوى في هذا الزمان: دخول العلوم العصرية على أهل الإسلام، من أعدائهم الدهرية المعطلة، ومزاحمتها لعلوم الدين، وهذه العلوم قسمان:

القسم الأول:

هي علوم مفضولة، زاحمت علوم الشريعة وأضعفتها. وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: إن العولم المفضولة إذا زاحمت العلوم الفاضلة فأضعفتها فإنها تحرم.

القسم الثاني:

علوم مفسدة للإعتقاد مثل: القول بدوران الأرض، وغيره من علوم الملاحدة، لكن موضوع البحث هنا هو: القول بدوران الأرض.
جاءت هذه النظرية الفاسدة الباطلة من قوم لا يقرون بوجود الله الخالق، فهم لا يعتمدون على وحيه لمعرفة مخلوقات الله، فعمدتهم في ابحاثهم عقولهم القاصرة، وفهومهم الخاسرة، وقد فتن بهم المسلمون أي فتنة، ومن طلب الهدى في غير وحي الله عز وجل فقد ضل، وإن ادعى أنه وأنه.

فحقيقة الأمر أنه طلب الهداية لمعرفة مخلوقات الله ممن لا يعرف الله ولا يعترف بوجوه، كما يصرحون بذلك فهم دهرية معطلة. كيف يوفقون لعلم صحيح في أشياء لا تعرف حقائقها إلا بواسطة العلم الذي أنزله خالقها وموجدها وخالق كل شيء؟!

والنبي صلى الله عليه وسلم ينزل عليه الوحي من ربه سبحانه صباحا ومساء، كما أنه صلى الله عليه وسلم صعد إلى فوق السماوات، وهبط نازلا إلى الأرض، ورأى من آيات ربه الكبرى، ولم يقل كملة واحدة تدل على دوران الأرض وحركتها. فقد أخبر عن الزلازل، والخسوف التي تحدث لها، وتعرض لها وعما يحدث لها يوم القيامة، وما ذكر أنها تدور، بل ورّث لنا من العلم اليقين بثباتها، ما يدحض حجة كل مبطل، وذلك مما أوحاه إليه خالقها.
و والله، لو أن ربنا عز وجل لم يخبرنا بثبات الأرض، ولا أخبرنا نبيه صلى الله عليه وسلم بذلك، لكان من البديهيات والضروريات ألا نشك بثباتها، كيف وبين أيدينا كلام ربنا وكلام نبينا.

أيظن ظان أن هؤلاء الملاحدة علموا علما خفي على محمد صلى الله عليه وسلام وأصحابه؟! وهل هؤلاء إلا مادة فساد العالم اليوم ووسيلة ضلاله. ولا شك أن من قلدهم في ضلالهم أنه مفتون.

القول بدوران الأرض يقود إلى التعطيل

ومما ينبغي أن يعلم: أن اعتقاد دوران الأرض ليس هو شيئا هينا، ولا مسألة جانبية لا علاقة لها بالإعتقاد كما يزعم ذلك من يوفق، وقد وجد في زماننا كثيرون ينكرون على من ينكرها، ويبين بطلانها، ويحذر المسلين من عظيم خطرها. وعلى كل حال، فليس هذا مانعا لنا إن شاء الله من قول الحق فيها، وكيف تكون مسألة أصلها التعطيل وتؤول إليه كما سأوضح ذلك إن شاء الله مسالة جانبية لا علاقة لها بالإعتقاد، ويذم من حذر عنها.

وإنما يعرف حقيقة ما أقول من نظر الأصل الذي بدأت منه في البداية، ونظر ما تؤول إليه في النهاية أما من يقول: الأرض تدور أو لا تدور الله على كل شيء قدير، أو من يقول: ليس في الكتاب والسنة دليلا على دورانها ولا على ثباتها، فهؤلاء لم يأتوا الأمر من وجهه، وما بذلوا من أجله كبير جهد.

فكون ربنا سبحانه على كل شيء قدير ليس مما نشك فيه، ولا يورد هذا الكلام إلا لو أن النافي لدورانها يقول: ما يقدر الرب على جعلها تدور، فيكون ذلك جوابا له.

إذا القدرة ليست هي مورد النزاع، وإنما المطلوب هو معرفة الحق في ذلك.

كذلك الذي يقول: ليس في الكتاب والسنة ما ينفي ولا ما يثبت دوران الأرض.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير