تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو عبدالله الغربي]ــــــــ[27 - 07 - 07, 11:24 م]ـ

المجرة في السماء المبنية

المجرة واحدة وهي التي نراها في السماء الدنيا وهي معروفة، وقد ذكر ابن عباس أنه منها تنشق السماء يوم القيامة.

لقد ضلوا بهذه المجرة ضلالا بعيدا، حيث يتخيلون أنها ملايين من الشموس سابحة في الفضاء الذي لا نهاية له في خيالهم.

يقولون: إن هناك بليون من المجرات ويقولون إن من النجوم ما هو أعظم من حجم شمسنا بمائة مليون مرة ولا يزال الكون يتسع بتكاثر المجرات.

إذا تبين أن حقيقة القول بدوران الأرض معناه: أن الفضاء لا نهاية له، كما يصرحون بذلك، فهذا يعني نفي وجود الرب الخالق سبحانه، ونفي وجود السماوات السبع والكرسي والعرش والملائكة والجنة.

فإذا قال الرب فوق. قيل له: ليس عندك فوق شيئا ومن اعتقد أن الفضاء لا نهاية له وأراد أن يثبت وجود الرب العالمين، فأحسن أحواله أن يقع في معتقد أهل وحدة الوجود، وهو أن يكون الرب سبحانه هو هذه المخلوقات، وإلا فإنه يتناقض، وهذا يتضح لك إذا تأملت ما سوف أذكره إن شاء الله من عقيدة المسلمين في هذه الأشياء.

وأنا كتبت في هذا الموضوع في " إنارة الدرب لما في تفسير قطب من آثار الغرب " سوف أنقل منه هنا بعض المواضيع ليتبين للناظر مناقضة هذه العقيدة الضالة لمعتقد أهل الإسلام وأثرها في من قلد الملاحدة.

قال قطب في تفسير سورة غافر عند قوله تعالى: ((لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس)) قال:

وهذه الشمس واحدة من نحو مائة مليون من الشموس في المجرة القريبة منا، والتي نحن منها، وقد كشف البشر حتى اليوم مائة مليون من هذه المجرات متناثرة في الفضاء الهائل من حولها، تكاد تكون تائهة فيه.

والذي كشفه البشر جانب ضئيل صغير لا يكاد يذكر من بناء الكون، وهو على ضآلته شاسع يدير الرؤوس مجرد تصوره، فالمسافة بيننا وبين الشمس نحو من ثلاثة وتسعين مليونا من الأميال، ذلك رأس أسرة كوكبنا الأرضي بل هي على الارجح أم هذه الأرض الصغيرة.

أما المجرة التي تتبعها الشمس فقطرها نحو من مئة ألف مليون سنة ضوئية، والسنة الضوئية تعني مسافة ستمائة مليون ميل. وأقرب المجرات الأخرى إلى مجرتنا تبعد عنا بنحو خمسين وسبعمائة ألف سنة ضوئية. ونذكر مرة أخرى أن هذه المسافات وهذه الأبعاد وهذه الأحجام هي التي استطاع علم البشر الضئيل أن يكشف عنها وعلم البشر هذا يعترف أن ما كشفه قطاع صغير في هذا الكون العريض. انتهى.

ولذلك لما قلدهم قطب في هذه العلوم الفاسدة لم يستطع إثبات السماوات المبنية المحيطة لانه ليس لها ذكر في علومهم. وإثبات وجودها وصفاتها والذي فوقها إنما جاء به الأنبياء. والملاحدة لا يردون هذا المشرب كما قدمنا. كذلك لم يعرف العرض كما ينبغي. فتأمل الآن بعض ما تأوله قطب من الآيات غير ما تقدم، يتبين لك أنه ما راج هذا الباطل إلا بالتأويل الفاسد. وأن من اعتقد هذا المعتقد ضل عن معرفة السماء المبنية وما فوقها بطريق اللزوم.

قال قطب في تفسير سورة فصلت عند قوله تعالى: ((فقضاهن سبع سماوات)) قال: أما ما هي السماء المقصودة فلا نملك تحديد فقد تكون درجة البعد سماء وقد تكون المجرات التي على أبعاد متفاوته سماوات وقد يكون غير ذلك مما تحتمله لفظ سماء وهو كثير. انتهى.

وهذا واضح أنه لا يعرف السماوات السبع المبنية لتقليده الملاحدة في الفضاء الذي لا ينتهي.

وقال عند قوله تعالى: ((وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا)) قال: والسماء الدنيا هي كذلك ليس لها مدلول واحد محدد فقد تكون هي أقرب المجرات إلينا وهي المعروفة بسكة التبان والتي يبلغ قطرها مئة ألف مليون سنة ضوئية، وقد يكون غيرها مما ينطبق عليه لفظ سماء وفيه النجوم والكواكب المنيرة لنا كالمصابيح. انتهى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير