بعد ذلك سأذكر بعض ما ورد من ذكر السماء في القرآن، ودلالة ذلك في كل موضع، وأنه ليس المراد منها دائما مطلق العلو، بل معناها بحسب ما يقترن باللفظ، حيث هي اسم جنس للعالي. ولتعلم أن الملاحدة ومن قلدهم قد ضلوا عنها مع قربها، وذهب بهم الخيال إلى مالا وجود له، وإنما هو مجرد تصور. وسنذكر فيما بعد إن شاء الله الفرق بين التصور الخيالي، والوجود الخارجي العيني، ليزول الاشتباه، قال تعالى: ((فليمدد بسبب إلى السماء)) المقصود بلفظ السماء في هذا الموضوع سقف البيت.
قال تعالى: ((الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء)) المقصود بلفظ السماء هنا موضع السحاب وهو بين السماء والأرض مبسوط، مثل قوله تعالى: ((وأنزل من السماء ماء)) وقد قال تعالى: ((أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون)) وهي السحاب.
قال تعالى: ((وجعلنا السماء سقفا محفوظا)) المقصود بلفظ السماء هنا السماء الدنيا المبنية المحيطة بالأرض إحاطة الكرة بما في وسطها لأنه اقترن بلفظ السماء السقف وهو السماء المبنية وهي سقف الأرض بأجمعها كذلك قوله تعالى: ((وزينا السماء الدنيا بمصابيح)) اقترن بلفظ السماء هنا لفظ الدنيا فتبين أن المراد السماء المبنية المشاهدة، وكل ما يشبه هذه الآية التي يقترن فيها لفظ الدنيا مع لفظ السماء.
قال تعالى: ((وبنينا فوقكم سبعا شدادا)) وفي مواضع يذكر ربنا عز وجل السبع السماوات فيصفها مرة بأنها شدادا ومرة بأنها طباقا وأنها بناء ويذكر أبوابها. ولا تجد كلمة واحدة من هذا كله في علوم الملاحدة.
قال تعالى: ((أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض)) المقصود بلفظ السماء هنا العلو المطلق فوق السماوات فوق العرش، لأن المراد هو الرب سبحانه.
ومما يوضح بطلان زعم الملاحدة وأتباعهم أن الفضاء لا نهاية له و تاويلاتهم لفظ السماء بالتأويلات الفاسدة الكاذبة أن الله ذكر للسماء أحوالا وصفاتا لا يصح انطباقها على الفضاء مثل قوله تعالى: ((إذا السماء انشقت)) وهذا يكون يوم القيامة والفضاء لا يوصف بالانشقاق ومثله قوله تعالى: ((ويوم تشقق السماء بالغمام)) الآية. يعني يوم القيامة فلولا أنها بناء لما وصفها بالتشقق. وقال تعالى: ((فارجع البصر هل ترى من فطور)) يعني شقوق ولا يقال انظر إلى الفضاء هل ترى فيه من شقوق؟
وهذا يدل على أنها بناء محكم، وقد ورد في آيات عديدة وصف السماء بأنها مبنية ولها أبواب.
كذلك قوله تعالى: ((يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب)) والفضاء لا يقال إنه يطوى.
أما الفضاء فهو المسافة بين السماء والأرض وفي مواضع من القرآن يذكر الرب عز وجل السماء والأرض وما بينهما، فلولا أن للفضاء نهاية وللسماء جرم لما قال الرب: وما بينهما.
ـ[أبو عبدالله الغربي]ــــــــ[27 - 07 - 07, 11:33 م]ـ
التطور
يزعم الملاحدة أن الأرض قد انفصلت عن الشمس كما ذكرت قبل ولكن ليست حالها آنذاك يعني في بداية انفصالها كحالها عندما نشأت فيها الكائنات الحية حيث كانت في الأول مادة غازية شديدة الحرارة كأمها الشمس لأنها جزء منها وإنما وصلت إلى ما هي عليه اليوم من الكثافة والبرودة بالتدرج والتطور بعد ملايين السنين التي يحيل عليها الملاحدة.
يقولون أنه بعد ملايين السنين والأرض تدور بردت وتصلبت وصارت صالحة للحياة ومن هنا تبدأ نظرية داروين لنشوء وارتقاء الكائنات الحية بعدما صارت الأرض صالحة للحياة حيث زعم أن بداية ذلك كان الأميباء ذو الخلية الواحدة فما زال التطور حتى وصل إلى القرد ومنه تطور الإنسان والذي اضطرهم إلى هذه الخيالات إعراضهم عن العلم الذي أنزله خالق هذه المخلوقات، وجحودهم له ولقدرته، وأنه سبحانه يقول للشيء كن فيكون.
فجميع ما يذكرون من هذا التدريج والتطور في المخلوقات سواء الأجرام العلوية مع الأرض أو الكائنات الحية ما هو إلا ثمرة من ثمار ضلالهم لما جحدوا الخالق ولم يعتمدوا على وحيه في علمهم.
¥