قال ابن القيم: فعناصر العالم ومواده منقادة لربها وفاطرها وخالقها يصرفها كيف يشاء، ولا يستعصي عليه منها شيء أراده. بل هي طوع مشيئته مذللة منقادة لقدرته ومن أنكر هذا فقد جحد رب العالمين وكفر به وأنكر ربوبيته. إنتهى من طريق الهجرتين.
لو عرف الطبائعيون هذا وآمنوا به ما لجأوا إلى نظرياتهم الضالة المضلة.
وقال رحمه الله: وأن الأمر ليس كما يظنه أعداؤه الجاحدون له الكافرون به من أن ذلك أمر طبيعي لم يزل هكذا ولا يزال. وأنه ليس للنوع أب ولا أم. وأنه ليس إلا أرحام تدفع وأرض تبلع وطبيعة تفعل ما يرى ويشاهد ولم يعلم هؤلاء الجهال الضلال أن الطبيعة قوة وصفة فقيرة إلى محلها محتاجة إلى حامل لها، وأنها من أدل الدلائل على وجود من طبعها وخلقها وأودعها الأجسام وجعل فيها هذه الأسرار العجيبة. فالطبيعة مخلوق من مخلوقاته ومملوك من مماليكه وعبيده مسخرة لأمره تعالى منقادة لمشيئته.
ودلائل الصنعة وأمارات الخلق والحدوث وشواهد الفقر والحاجة شاهدة عليها بأنها مخلوقة مصنوعة لا تخلق ولا تفعل ولا تتصرف في ذاتها ونفسها فضلا عن إسناد الكائنات إليها .. انتهى من طريق الهجرتين ص 152.
الأرض خلقت قبل الشمس والنجوم والسماء
تقدم خلق الأرض يكفي لهدم بنيانهم وهو بنص القرآن.
قال ابن كثير رحمه الله في تفسير قوله تعالى: ((قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين)) الآيات. قال: فذكر أنه خلق الأرض أولا لأنها كالأساس والأصل أن يبدأ بالأساس ثم بعده بالسقف. انتهى.
أما قوله تعالى: ((والأرض بعد ذلك دحاها)) فقد ذكر ابن كثير رحمه الله: أن الأرض خلقت قبل السماء ولكن إنما دحيت بعد خلق السماء بمعنى أنه أخرج ما كان فيها بالقوة إلى الفعل.
وهو قول ابن عباس رضي الله عنهما الذي ذكره البخاري رحمه الله في صحيحه أن خلق الأرض كان قبل خلق السماء وأن دحيها كان بعد خلق السماء ودحوها مفسر بقوله تعالى: ((أخرج منها ماءها ومرعاها)) فهو ذلك.
وقد تأول الزنداني هذه الآية كغيرها لمجاراة علوم الملاحدة ففسر قوله تعالى: ((والأرض بعد ذلك دحاها)) بدورانها، تدحرجها في مسارها وأنها لا تزال تتدحرج وتتقلب في فلكها ومسارها، نسأل الله العافية.
فهذا الذي تقدم من خلق الأرض قبل السماء والشمس والكواكب يكفي وحده لإبطال خيال الدهرية من أن الأرض انفصلت عن الشمس ومازالت تدور حولها على السيرة التي بينتها قبل.
فالشمس خلقت مع السماوات تبعا لها بعد خلق الأرض.
في هذا الرسم رقم (2) يظهر شكل السماء والأرض حسب معتقد أهل الإسلام المطابق للكتاب والسنة، كذلك يتبين دوران الشمس والقمر والكواكب حول الأرض وهو الذي يصدقه العقل السليم.
السماء الدنيا على شكل الكرة والأرض في جوفها وإنما رسمتها نصفين لتظهر صورة الأرض لأنها محيطة بها من كل جانب إحاطة الكرة بما في وسطها.
انظر الآن إلى الفضاء الصغير المحدود بالسماء الدنيا من بعض كل جانب يتبين لك ثبات الأرض وعدم مغادرتها موضعها لكن بعض الناس يقول: لو دارت حول نفسها يعني التي يسمونها الدورة اليومية لم تغادر موضعها وقد لا يكون في هذا معارضة.
فنقول:
أولا: لا يقصدون هذا وحده فإنهم يقولون تدور الدورة اليومية حول نفسها لتعاقب الليل والنهار والدورة السنوية حول الشمس لتعاقب الفصول الأربعة. فالدورة السنوية معناها الطيران في الفضاء.
ثانيا: دورانها ولو حول نفسها فقط معارض لنصوص الكتاب والسنة كما سنذكر ذلك إن شاء الله وكذلك هو فاسد في العقل. لكن عقولا كثيرة إعتادت قبول المحالات.
ـ[وليد بن محمد الجزائري]ــــــــ[29 - 07 - 07, 02:53 ص]ـ
صدقت أخي العوضي
لا يظهر التحقق من الأقوال في رسالة الشيخ هذه و الله المستعان فقد خلط فيها بين نظريات عدة ليس لها صلة احداها بالأخرى.
نطلب جواب الاخوة ممن يعتقدون قول الشيخ الاجابة عن بعض الاشكالات في نظريته هذه
1_طريقة حصول الكسوف
2_تعاقب الفصول
3_عدم وصول نور الشمس الى القطبين مدة ستة أشهر في السنة.
نسأل الله لنا و لكم الهداية و الثبات على الطريق المستقيم.
ـ[المجدد]ــــــــ[29 - 07 - 07, 04:37 ص]ـ
الأخ / وليد بن محمد الجزائري
1 - طريقة حصول الكسوف يختلف باختلاف النظريتين المتضادتين فعلى سبيل القائلين بثبات الأرض
يرون بأن القمر والشمس يدوران حول الأرض فعند وقوع القمر في جهة والشمس في جهة أخرى يحدث خسوف القمر، وعند وقوع القمر والشمس بطرف واحد وعلى خط واحد مع الأرض يحدث كسوف الشمس.
2 - بالنسبة لتعاقب الفصول فللفلكيين في حدوثه طريقين:
الأول: هو بسبب دوران الأرض حول الشمس.
الثاني: هو بسبب ميلان الأرض 23.5، وهو ما يؤيده كثير من الفلكيين.
3 - أما بالنسبة لعدم وصول الشمس إلى أحد القطبين مدة ستة أشهر فهو بسبب ميلان الأرض
وليس لدوران الأرض دخل في ذلك، فيما أعرف.
ولدي نظرة تختلف قليلا عن النظريتين، أو هو مزج بينهما وهو أن الأرض تدور ولا تدور؟
الأرض تدور حول محورها فقط فيحدث الليل والنهار.
الأرض لا تدور حول الشمس بل الشمس والقمر يدوران حول الأرض.
فلو أن إنسانا تحرك حول نفسه بشكل دائري فهل يقال له أنه تحرك أم أنه ثابت؟ (أترك لك الإجابة)
والله أعلم، والرد إليه أسلم
¥