تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

في هذه الآية درس عملي للفئة المؤمنة؛ التي تحرص على دينها وعلاقاتها بإخوانها المؤمنين، بأن تتوثَّق من كل إشاعة ترمي إلى خلخلة الصف، وبذر الشحناء، وإتاحة الفرصة للفرقة (2).

وما زال أعداء (الشيخ محمد بن عبدالوهاب) –رحمه الله- يحاولون بشتى الطرق والوسائل تشويه (دعوته الإصلاحية)؛ وبضاعتهم مزجاة، ليس فيها إلا (الكذب) و (الافتراء)، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

فيا طالب الحق! رسائل الإمام المجدد (محمد بن عبدالوهاب) –رحمه الله- ومؤلفاته مطبوعة على النحو التالي:

القسم الأول: العقيدة؛ مجلد. القسم الثاني: الفقه؛ مجلدان. القسم الثالث: "مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم"، والفتاوى؛ مجلد. القسم الرابع: التفسير، ومختصر "زاد المعاد"؛ مجلد. القسم الخامس: الرسائل الشخصية؛ مجلد. قسم الحديث: خمس مجلدات. ملحق المصنفات؛ جلد.

فهذه (اثنا عشر مجلداً)، جمعَتها لجنة علمية متخصصة، منبثقة من جامعة (الإمام محمد بن سعود الإسلامية)، وصنَّفها وأعدَّها للتصحيح تمهيداً لطبعها: الدكتور (عبدالعزيز بن زيد الرومي)، والدكتور (محمد بلتاجي)، والدكتور (سيد حجاب)، وطبعت (بمطابع الرياض).

فمن كان طالباً للحقِّ؛ فعليه أن يُقارِن بين كلام الإمام - رحمه الله - وبين كلام خصومه، فهذه كتبه ورسائله مطبوعة، فما كان فيها من حقٍّ قبلناه، وما كان فيها من خطأ، ومُخالفة للصواب رددناه، ولا نتعصَّب لأحدٍ، كائناً من كان؛ إلا الذي لا ينطق عن الهوى، الحبيب المصطفى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (3).

أمَّا أن نعتمد على كلام (كافر نصراني .. نكرة مجهول)؛ كان يشرب الكأس إلى الثُّمالة (4)، بل هو يذكر عن نفسه الكذب (5).

ومن جعل الغراب له دليلاً يَمُرُّ به على جِيَفِ الكلاب

كيف يكون هذا؟ والذي يتَّضح من رسائل وردود الإمام - رحمه الله - أنَّ فيها نفياً وتفنيداً لِمَا أُلصق بدعوته من تُهم وأكاذيب؛ لم يقلها؛ بل نفاها، وكرَّر مراراً القولَ: "هذا بهتان عظيم" (6).

ورحم الله الإمام الذهبي القائل: "ولم نر ذلك في كتبه" (7)؛ وذلك لما حكى أموراً نقلها بعضهم قد اتُهم بها الإمام ابن جرير الطبري –رحمه الله-.

وإنني أقول: إنَّ ما ورد في هذه (المذكرات) هو محضُ هُراءٍ، وكلامٌ عارٍ عن الدليل، لا ينطلي إلا على أحد رجلين: الأول: جاهل جهلاً مركباً، غبيٌّ لا يُفرِّق ما بين كوعه وكرسوعه.

والثاني: صاحب هوىً مبتدع، عدوُّ لدعوة التوحيد.

فاتقوا الله؛ فإن لحوم العلماء مسمومة، وسنَّة الله في منتقصيهم معلومة، ومن أطلق لسانه في العلماء بالثَّلب؛ ابتلاه الله قبل موته بموت القلب ... نسأل الله السَّلامة والعافية.

مذكرات (همفر) باطلة من أصلها و (همفر) شخصية وهميَّة:

وبعد دراستي لهذه (المذكرات) تبيَّن لي أنَّ هذه المذكرات من نسج خيال (فَرْد) أو (مجموعة)؛ المقصود منها تشويه دعوة (الإمام محمد بن عبد الوهاب) - رحمه الله - بالكذب والافتراء، والأدلة على ما أقول كثيرة؛ إليك بعضاً منها:

أولاً: بِتَتَبُّع التواريخ المذكورة في (المذكرات) يظهر لنا أنَّ (همفر!!) لَمَّا التقى بالشيخ - رحمه الله -؛ كان عمر الشيخ - الافتراضي - وقتئذ (عشر سنين!!)، وهذا أمر لا يتناسب - بل يتناقض - مع ما ذُكر في المذكرات (ص30) من أنَّ (همفر) تعرَّف: "على شاب كان يتردد على هذا الدكان، يعرف اللغات الثلاث؛ التركية والفارسية والعربية، كان في زي طلبة العلوم الدينية، وكان يسمى بـ- (محمد بن عبد الوهاب) وكان شاباً طموحاً للغاية" أهـ.

وإليك تفصيلَ ذلك بالدليل:

- ذكر أنَّ وزارة المستعمرات (البريطانية) أوفدته إلى الآستانة (مركز الخلافة الإسلامية) سنة (1710م -1122هـ).

- ذكر في (ص18) أنه مكث في الآستانة سنتين؛ ثم رجع إلى لندن حسب الأوامر؛ لتقديم تقرير مُفصل عن الأوضاع في عاصمة الخلافة.

- ذكر في (ص22) أنَّه مكث في لندن ستة أشهر.

- ذكر في (ص22) أنه توجه إلى البصرة، وأخذت منه الرحلة ستة أشهر.

- وفي أثناء وجوده في البصرة التقى بالشيخ - رحمه الله -.

- يكون مجموع التواريخ الماضية هو (1713) أي: سنة (1125 هـ) (8)، والشيخ - رحمه الله - ولد سنة (1703 م) (1115هـ)؛ فيكون عمر الشيخ (محمد بن عبد الوهاب) - رحمه الله - وقت لقاء (همفر) به؛ عشر سنين!! وهذا واضح جداً في بطلان هذه المذكرات جملةً وتفصيلاً.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير