إذاً فالخوارج ( http://www.alhawali.org/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000007) جعلوا مرتكب الكبيرة، كمن ترك شهادة أن لا إله إلا الله، كافراً خارجاً عن الملة في الدنيا، وفي الآخرة خالداً مخلداً في النَّار أيضاً، وَقَالُوا: الشَّفَاعَة لا تنفع الكافر الخارج عن الملة، واختلفوا في اسمه في الدنيا - فقط - ف ( http://www.alhawali.org/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000007) قالوا: كافر في الدنيا وفي الآخرة خالد مخلد في النار.
أدلة الخوارج في الحكم على مرتكب الكبيرة:
تلمّس الخوارج لما ذهبوا إليه من تكفيرأهل الذنوب بعض الآيات والأحاديث، وتكلّفوا في رد معانيها إلى ما زعموه من تأييدهالمذاهبهم. ونأخذ من تلك الأدلة قوله تعالى:
} وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ {[المائدة: 44]
فكل مرتكب للذنوب حكم لنفسه بغير ما أنزل الله فيكون كافراً.
وهذا الاستدلال مردود؛ لأن المراد بالآية من لم يحكم بشيء مما أنزل الله أصلاً، أو هو التوراة بقرينة ما قبله وهو (إنا أنزلنا التوراة) وأمتنا غير متعبدين بالحكم بها فيختص اليهود. (1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftn12)
} وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ {[آل عمران: 97] فجعلوا تارك الحج كافراً، وترك الحج ذنب، فكل مرتكب للذنب كافر.
وهذا الاستدلال مردود كذلك؛ لأن المراد بالكفر في هذه الآية لمن جحد وجوب الحج، لا لمن تركه. (2) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftn13)
} ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ {[سبأ: 17]
ووجه استدلالهم بالآية فهو: أن صاحب الكبيرة لا بد وأن يجازى –على مذهبهم- وقد أخبر الله في القرآنالكريم أنه لا يجازي إلا الكفور، والفاسق ثبت مجازاته عندهم فيكون كافراً.
قال الإيجي: «هو متروك الظاهر إذ يجازى غير الكفور وهو المثاب، ولقوله تعالى: (اليَوْم تُجْزَى كُلَ نَفْسٍ بِمًا كَسَبَت)» (3) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftn14)
} يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ {[آل عمران: 106]
قالوا: الفاسق لايجوز أن يكون ممن ابيضت وجوههم، فوجب أن يكون ممن اسودت وجوههم، ووجب أن يسمى كافراً.
ردّ عليها الإيجي فقال: «لا نسلّم أن كل فاسق كذلك، بل هي واردة في بعض الكفار. لقوله تعالى: (أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ)» (1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftn15)
} وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ، ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ، وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ، تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ، أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ {[عبس: 38 - 42]
قالوا: والفاسق على وجهه غبرة، فوجب أن يكون من الكفرة الفجرة.
} وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ {[الأنعام: 33]
وبهذا ثبت أن الظلم جحود وكفر، ولا شك أن مرتكب الذنب ظالم.
وأما ما استدلوا به من السنة على بدعتهم في تكفير العصاة منالمسلمين فقد أساؤوا فهم الأحاديث وحمّلوها المعاني التي يريدونها، ومن تلكالأحاديث ما جاء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، ولايسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبة يرفع الناس إليه فيها أبصارهم وهو مؤمن)) (2) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftn16)
وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنهقال: ((لايدخل الجنة من لايأمن جاره بوائقه)) (3) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftn17)
كما احتجوا بأحاديث كثيرة منها:
((سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر)) (4) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftn18)
(( ترك الصلاة شرك)) (5) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftn19)
¥