تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[متى يقال لفلان مميع؟]

ـ[ابو العابد]ــــــــ[30 - 07 - 07, 03:53 م]ـ

كثيرا ما أقرأ وأسمع هذه العبارة.

هل هذه العبارة لها مصطلح شرعي؟ أو كان السلف يتلفظون بها؟

إذا كان الجواب نعم

فمتى يقال لفلان مميع؟

ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[30 - 07 - 07, 04:16 م]ـ

جاء في كتاب العلامة عبدالمحسن العباد حفظه الله رفقا أهل السنة بأهل السنة:

((4 ـ لا يجوز أن يمتحن أي طالب علم غيره بأن يكون له موقف من فلان المردود عليه أو الراد، فإن وافق سلم، وإن لم يوافق بدع وهجر، وليس لأحد أن ينسب إلى أهل السنة مثل هذه الفوضى في التبديع والهجر، وليس لأحد أيضا أن يصف من

لا يسلك هذا المسلك الفوضوي بأنه مميع لمنهج السلف، والهجر المفيد بين أهل السنة ما كان نافعا للمهجور، كهجر الوالد ولده، والشيخ تلميذه، وكذا صدور الهجر ممن يكون له منزلة رفيعة ومكانة عالية، فإن هجر مثل هؤلاء يكون مفيدا للمهجور، وأما إذا صدر الهجر من بعض الطلبة لغيرهم، لا سيما إذا كان في أمور لا يسوغ الهجر بسببها، فذلك لا يفيد المهجور شيئا، بل يترتب عليه وجود الوحشة والتدابر والتقاطع، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (3/ 413 ـ 414) في كلام له عن يزيد بن معاوية: ((والصواب هو ما عليه الأئمة، من أنه لا يخص بمحبة ولا يلعن، ومع هذا فإن كان فاسقا أو ظالما فالله يغفر للفاسق والظالم، لا سيما إذا أتى بحسنات عظيمة، وقد روى البخاري في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن النبي * قال: (أول جيش يغزو القسطنطينية مغفور له)، وأول جيش غزاها كان أميرهم يزيد بن معاوية، وكان معه أبو أيوب الأنصاري ...

فالواجب الاقتصاد في ذلك، والإعراض عن ذكر يزيد بن معاوية وامتحان المسلمين به؛ فإن هذا من البدع المخالفة لأهل السنة والجماعة)).

وقال (3/ 415): ((وكذلك التفريق بين الأمة وامتحانها بما لم يأمر الله به ولا رسوله *)).

وقال (20/ 164): ((وليس لأحد أن ينصب للأمة شخصا يدعو إلى طريقته، ويوالي ويعادي عليها غير النبي *، ولا ينصب لهم كلاما يوالي عليه ويعادي غير كلام الله ورسوله وما اجتمعت عليه الأمة، بل هذا من فعل أهل البدع الذين ينصبون لهم شخصا أو كلاما يفرقون به بين الأمة، يوالون به على ذلك الكلام أو تلك النسبة ويعادون)).

وقال (28/ 15 ـ 16): ((فإذا كان المعلم أو الأستاذ قد أمر بهجر شخص أو بإهداره وإسقاطه وإبعاده ونحو ذلك نظر فيه: فإن كان قد فعل ذنبا شرعيا عوقب بقدر ذنبه بلا زيادة، وإن لم يكن أذنب ذنبا شرعيا لم يجز أن يعاقب بشيء لأجل غرض المعلم أو غيره.

وليس للمعلمين أن يحزبوا الناس ويفعلوا ما يلقي بينهم العداوة والبغضاء، بل يكونون مثل الإخوة المتعاونين على البر والتقوى، كما قال الله تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ... }))، قال الحافظ ابن رجب في شرح حديث: ((من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)) من كتابه جامع العلوم والحكم (1/ 288): ((وهذا الحديث أصل عظيم من أصول الأدب، وقد حكى الإمام أبو عمرو بن الصلاح عن أبي محمد بن أبي زيد ـ إمام المالكية في زمانه ـ أنه قال: جماع آداب الخير وأزمته تتفرع من أربعة أحاديث: قول النبي *: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت)، وقوله *: (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)، وقوله للذي اختصر له في الوصية: (لا تغضب)، وقوله *: (المؤمن يحب لأخيه ما يحب لنفسه))).

أقول: ما أحوج طلبة العلم إلى التأدب بهذه الآداب التي تعود عليهم وعلى غيرهم بالخير والفائدة، مع البعد عن الجفاء والفظاظة التي لا تثمر إلا الوحشة والفرقة وتنافر القلوب وتمزيق الشمل.))

ــــــــــــــــــــــــــ

وهذا الكتاب في المرفقات اقرأه فإنه نفيس

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير