تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كما بين الشيخ ... اعتذر على الاطالة يا اخوة وما زال الكثير يقال واترككم الآن مع التكملة بارك الله بكم .....

صفة دوران الأرض

كذلك بعض الناس يظن أن معنى القول بدورانها هو أنها تدور مثل الرحى ولذلك يستدلون على نفي دورانها بأدلة لا تصلح. حيث يقولون: لو كانت تدور لتغيرت الإتجاهات. وقد نشأ هذا الغلط لظنهم أن هذا هو المراد من القول بدورانها. وليس كذلك وإنما الذي يقرره أصحاب هذه النظرية أنها تدور من المغرب إلى المشرق وهذا لو قدر أنه حصل ما تغيرت معه الإتجاهات فلا يصلح هذا دليل لنفي دورانها.

الفضاء محدود

الفضاء محدود وله نهاية ومسافته وسعته مقدرة فقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فذكر أن بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة عام يعني سماء الدنيا الذي هو سقف الأرض وذلك بتقدير سير الإبل. وهذه المسافة تمكن معرفتها باصطلاح أهل الزمان حيث يقيسون المسافات بالكيلومتر إذا علم كم تسير الإبل باليوم من كيلومتر. وقد قدرت ذلك فوجدت مسافة ما بين السماء والأرض تقارب تسعة ملايين كيلومتر فقط وهو الفضاء كله من كل جانب من الأرض فهو كقطرة من بحر بالنسبة لفضائهم المزعوم الذي ليس له حد.

فأين هذا من خيال الملاحدة وفضائهم الذي لا نهاية له. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بينما نبي الله صلى الله عليه وسلم جالس وأصحابه إذ أتى عليهم سحاب فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((هل تدرون ما هذا؟)) قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ((هذا العنان هذه رواية الأرض يسوقه الله إلى قوم لا يشكرونه ولا يدعونه)) ثم قال: ((هل تدرون ما فوقكم؟)) قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ((فإنها الرقيع سقف محفوظ وموج مكفوف)) ثم قال: ((هل تدرون كم بينكم وبينها؟)) قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ((بينكم وبينها خمسمائة سنة)) الحديث. وقد رواه الإمام أحمد والترمذي وابن أبي حاتم والبزار وقال الترمذي: هذا حديث غريب.

وعن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال: كنت في البطحاء في عصابة فيهم رسول الله صلى الله عليهم وسلم فمرت بهم سحابة .. وفي الحديث ((هل تدرون ما بعد ما بين السماء والأرض؟)) قالوا: لا ندري، قال: ((إن بعد ما بينهما إما واحدة أو اثنتان أو ثلاث وسبعون سنة)) الحديث. وقد رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن خزيمة في كتاب التوحيد والحاكم في المستدرك. قال ابن القيم رحمه الله: وأما اختلاف مقدار المسافة في حديثي العباس وأبي هريرة رضي الله عنهما فهو مما يشهد بتصديق كل منها للآخر، فإن المسافة يختلف تقديرها بحسب إختلاف السير الواقع فيها. فسير البريد مثلا يقطع بقدر سير ركاب الإبل سبع مرات، وهذا معلوم بالواقع فما تسيره الإبل سيرا قاصدا في عشرين يوما، يقطعه البريد في ثلاثة. فحيث قدر النبي صلى الله عليه وسلم بالسبعين أراد به السير السريع سير البريد وحيث قدر بالخمسمائة أراد به السير الذي يعرفونه سير الإبل والركاب فكل منهما يصدق الآخر ويشهد بصحته ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا.

وقال الذهبي: لا منافاة بينهما لأن تقدير ذلك بخمسمائة عام هو على سير القافلة مثلا، ونيف وسبعون سنة على سير البريد لأنه يصح ان يقال بيننا أي بالشام وبين مصر عشرون يوما باعتبار سير العادة وثلاثة أيام باعتبار سير البريد. انتهى.

وقد ورد أحاديث غير هذين الحديثين فيها ذكر المسافة بين السماء والأرض وأنها خمسمائة عام.

وبعد ذلك نقول: إنه يستحيل دوران الأرض حول الشمس الدورة السنوية لأنها محجورة في جوف السماء الدنيا والمسافة بين الأرض والسماء قريبة جدا بالنسبة لفضائهم الخيالي، فإذا كانوا يقدرون ما بين الأرض والشمس بـ 150 كيلومتر فهذا وحده أبعد من المسافة بين السماء والأرض بمائة وإحدى وأربعين كيلومتر تقريبا، كيف بفضائهم الخيالي الذي لا ينتهي الذي يقيسونه بالسنين الضوئية؟!

المسافة بين سطح الأرض وسطح السماء السابعة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير