[تبدأ السورة كما قلنا بتأكيد نبوة محمد (ص) فتقرر أن ما يأتي به وحي من الله ينقله إليه ملك قوي شديد هو جبريل:"والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى , إن هو إلا وحي يوحى , علمه شديد القوى , ذو مرة"."ثم ترسم السورة مشهدا للقاء محمد مع جبريل أثناء نزول الوحي عليه:" ... ذو مرة فاستوى (جبريل) , وهو بالأفق الأعلى , ثم دنا فتدلى (جبريل) فكان قاب قوسين أو أدنى (لاتفصله عن محمد سوى مسافة قصيرة) , فأوحى (الله) إلى عبده (محمد بواسطة جبريل ما أوحى".لقد رأى محمد (ص) جبريل يملأ الأفق كله فملك عليه ذلك جماع نفسه ولم يعد هناك مجال لتطرق الشك إليه فيما رأى ,فكيف تجادلونه وتشككون في أن يكون جبريل يأتيه بالفعل:"فأوحى إلى عبده ما أوحى ,ما كذب الفؤاد ما رأى , أفتمارونه على ما يرى ",كيف؟ وقد رآه مرة أخرى وقت" الإسراء والمعراج"في أعلى عليين حيث الجنة والملائكة بأعداد كثيرة تسبح لله في "سدرة المنتهى"وكأنها طيور تتزاحم على شجرة. لقد رأى هناك من عجائب الملكوت ما رأى فما انحرف بصره وما زاغ]
صاغ اليهودي الهالك دريدا نحتا بالفرنسية differance حيث استبدل « a » ب « e » فاصبحت الكلمة الجديدة المبتكرة تعنى الاختلاف والارجاء معا. وما دمنا نخاطب الحداثيين فلنصنع مثل صنيع كبيرهم دريدا وها أنا أقترح مصطلح "قراءة" لكن مكتوبة بشكل حداثي بحيث تكتب "القاف" قريبة من حرف "الخاء" في الرسم الخطي وتؤذن في الناس أنهم أحرار في اختيار الحرف الذي يعشقون ....
ما صنع الجابري بالقرآن هنا يناسبه "الخائية " وليس "القافية".
وقبل تحليلنا الأسلوبي نشير أولا إلى مقصد الجابري:
تجاوز الجابري نهج" الطعن النظري" في القرآن الكريم (فهو لا يريد أن يلفت إليه أنظار الغاضبين تمسكا بخطة التقية) لكنه يحاول في المقابل "الطعن العملي" فيضع القاريء أمام سياقات محكمة بدهاء وخبث بخرج منها القاريء عمليا بنتيجة دبر لها بليل وهي أن القرآن كلام عادي جدا بل أقل من العادي ولسان حال الجابري الخبيث: القرآن ما تقرأ لا ما يقال عنه.
- (وحي من الله ينقله إليه ملك قوي شديد هو جبريل:"والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم ..... ")
فلو أزلت علامات التنصيص - التي لا علاقة لها بالقراءة – لوجدت أن الجابري قد مكر بك لقد أرغمك على قراءة جزء من كلامه وجزء من الآية على تنغيم ووتيرة واحدة .... فكأن الأمر يتعلق بفقرة واحدة منسجمة .... ولهذه الخطة تنويعات أخرى سنبينها فيما بعد والقصد واحد.
- علمه شديد القوى , ذو مرة"."ثم ترسم السورة مشهدا للقاء محمد مع جبريل أثناء نزول الوحي عليه:" ... ذو مرة فاستوى (جبريل).
لاحظوا التقطيع المونتاجي للآية والوقوف عند تعبير" ذو مرة" ثم يحشر كلامه كأنه يقاطع القاريء ويستأنف مع تكرار" ذو مرة" فيسقط النص القرآني في تكرار يشوه النسج ويصبح قريبا من الهذيان.
- فاستوى (جبريل).
لماذا أقحم الخبيث جبريل بين قوسين ..... مع أن الضمير لا إشكال في مرجعه .... الجواب: ليحرف القاريء القرآن رغم أنفه ......
مرة كتب الجابري رادا على من يأخذ عليه قلة الاستشهاد بكلام غيره ..... قالـ: لا أحب أن أزين كلامي بكلام غيري .... لكن لا بأس على الجابري من أن يزين كلام الله بكلامه!!!
-والآن اقرؤوا آيات سورة النجم بعد قراءة الجابري –بالخاء شرف الله قدركم-:
ذو مرة فاستوى (جبريل) , وهو بالأفق الأعلى , ثم دنا فتدلى (جبريل) فكان قاب قوسين أو أدنى (لاتفصله عن محمد سوى مسافة قصيرة) , فأوحى (الله) إلى عبده (محمد بواسطة جبريل ما أوحى".
مونتاج غريب من أي القرآن وإضافات قرائية-بالخاء دائما- من الجابري فتكون الحصيلة كلاما قريبا من العي ولسان حال الخبيث: أبهذا تحدى الله الانس والجن!
-"فأوحى إلى عبده ما أوحى ,ما كذب الفؤاد ما رأى , أفتمارونه على ما يرى ",كيف؟
لاحظوا كيف ذيل الخبيث الآية- وقد انتهت – باداة الاستفهام المقحمة"كيف" لتقرأها مع الآية على نغمة الاستفهام ..... ولسان حاله: أنك قد تزيد كلاما بشريا في ما تعتقده كلاما إلهيا فتكون الحصيلة كلاما واحدا ......
- وقد رآه مرة أخرى وقت" الإسراء والمعراج"في أعلى عليين حيث الجنة والملائكة بأعداد كثيرة تسبح لله في "سدرة المنتهى"وكأنها طيور تتزاحم على شجرة.
هل تحتاجون إلى تعليق على هذه السخرية بالملائكة؟
¥