تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

3 ـ كما تسللت كثير من العقائد اليهودية إلى المسيحية، و ذلك حينما انتشرت فكرة عبادة الشيطان في التراث اليهودي من خلال ثقافة "الكابالا"، و من ثَمَّ عبرت عن طريقها إلى المسيحية من خلال بعض الأفكار الغنوصية التي صاحبت انتشار المسيحية في اوربا، و التي ترى في العالم أنه في الحقيقة هو الجحيم المطلق, وأنه عالم الشر ولا يمكن أن يخلقه إله خير , وهم يعتبرون أن كل القصص التي تتحدث عن الخلق في الديانات السماوية مغلوطة، و لَمَّا كانت المسيحية نفسها لا تنفي غلبة الشيطان على العالم الأرضي، أدَّى ذلك إلى تكريس فكرة عبادة الشياطين اتقاءً لشرها المزعوم، و التي ترتكز على وجود عالمين، عالم الملكوت و يسيطر فيه أله الخير، و عالم الكهنوت و يسيطر فيه إله الشر و هو الشيطان

4ـ كما يجدر بالملاحظة أن المسيحية دخلت آسيا و أوربا الشرقية و عشائرها مؤمنة بالسحر والشياطين؛ فاختلطت المسيحية هنالك بكثير من عقائد تلك الشعوب من اثبات تغلب الشياطين و مشاركتهم في حكم العالم السفلي و مدافعتهم لإرادة الرب. "تعالى الله عما يقول الظالمون علوا عظيما ".

5ـ كما ظلت نحلة " البيوجوميل" (النحلة الشيطانية) غالبة على عشائر البلغار و البلقان لعدة قرون.

كما يرجع البعض أسباب شيوع هذه النحل الشيطانية في الفترة التي كانت المسيحية في توهجها الأول إلى موقف المسيحية نفسها من تعظيم قدرات الشيطان، بالإضافة لانتشار المظالم الاجتماعية؛ وتفسيرها بأنها من ثوابت القدر، مما دعى البعض إلي الكفر ـ عياذاً بالله ـ بالإله السماوي؛ والإقبال علي عبادة الشيطان المتمرد.

6ـ أمَّا في القرون الوسطى، فظهرت في أوروبا عدة جماعات تتخذ من الشيطان إلها ومعبوداً، منها جماعة "فرسان الهيكل" اليهودية، و التي ظهرت في فرنسا، وكان لها اجتماعات ليلية مغلقة تبتهل فيها للشيطان، وتزعم أنه يزورها بصورة امرأة، وتقوم هذه الجماعة بسب المسيح وأمه وحوارييه، وتدعو أتباعها إلى تدنيس كل ما هو مقدس، و تعتبر جماعة "فرسان الهيكل " طوراً من أطوار الماسونية العالمية.

وكان فرسان الهيكل يتميزون بلبس قميص أسود يسمونه "الكميسية". وقد انتشرت هذه الجماعة في فرنسا وإنجلترا والنمسا، ثم اكتشفتها الكنيسة، وقامت بحرق مجموعة من أتباعها، وقتلت زعيمها ما بين عامي 1310ـ 1335م، وقد قالت إحدى عضوات هذه المجموعة قبل حرقها: "إن الله ملك السماء، والشيطان ملك الأرض، وهما ندّان متساويان، ويتساجلان النصر والهزيمة، ويتفرد الشيطان بالنصر في العصر الحاضر".

7 ـ وفي القرن الرابع عشر أيضاً (و حين انتشر الطاعون في أوروبا وقتل ثلث سكانها) ارتد عدد كبير عن المسيحية وعبدوا الشيطان بدعوى أنه اغتصب مملكة السماء (سبحانه وتعالى عما يصفون) ..

8 ـ ثم ظهرت عدة جماعات مشابهة بعد ذلك، أخذ بعضها يمارس تعذيب الأطفال وقتلهم، وقد خطف لهذا الغرض مئات الأطفال بين عامي 1432ـ 1440م، والبعض الآخر أخذ يقوم بتسميم الآبار والينابيع مثل "جمعية الصليب الوردي".

9ـ وفي القرن السابع عشر ظهرت جمعية تسمى "ياكين" تمارس الطقوس نفسها، وقد أعدم منها فوق الثلاثين فرداً.

10ـ ثم ظهرت جمعيات أخرى مثل: الشعلة البافارية، و الشعلة الفرنسية، وأخوة آسيا.

11ـ وفي 1770، أسس الألماني المتصهيِن آدم وايزهاويت مذهباً مشابهاً باسم "النورانيين" أو "حملة النور الشيطاني"، وقد أغلقت حكومة بافاريا محافل هذا المذهب سنة 1785، وحظرت أي نشاط لها، ثم اختفت هذه الأفكار لتعاود الظهور في منتصف الأربعينات من القرن العشرين.

12ـ و ظلت طوائف الشيطان في دائرة الظل حتى تم الاعتراف بها - لأول مرة - بشكل رسمي وعلني في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1966، و ذلك حين تحولت أول كنيسة إلى عبادة الشيطان في سان فرانسيسكو تحت حماية قانون كاليفورنيا لحرية الأديان (الذي صدر في نفس العام). وقد أنشأها قس مرتد يدعى انطوان لافي ارتد عن النصرانية وادعى انه عقد اتفاقا مباشرا مع الشيطان لتبجيله وعبادته.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير