تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تحقيق براءة ما نسب إلى المغيرة بن شعبة رضي الله عنه في حادثة شهادة أبي بكرة عليه بال]

ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[01 - 08 - 07, 06:18 م]ـ

تحقيق براءة ما نسب إلى المغيرة بن شعبة رضي الله عنه في حادثة شهادة أبي بكرة عليه بالزنا

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد:

إن من الكتب التي ينبغي أن تعرض مروياتها لقواعد الجرح والتعديل كتب التواريخ وخصوصا فيما يتعلق منها بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام ففي هذه الكتب الكثير من الروايات الساقطة التي تحتاج إلى تمحيص وغربلة , وقد استغلها بعض المغرضين والمتربصين والحاقدين لتحقيق مآربهم للطعن في هذا الدين وحملته ونقلته.

وأهل السنة والجماعة حين يقررون عدالة الصحابة , لا يعنون بذلك أنهم معصومون من الخطأ والزلل , فكما قال اللكنوي في الرفع والتكميل (1

378): فإن العصمة عن الخطأ مطلقا من خواص الأنبياء ولا توجد في الصحابة فضلا عن الأولياء.

وقال الصنعاني في توضيح الأفكار (2

93): والعدالة غير العصمة فلا ينافيها صدور شيء من المعاصي.

وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إن صدر منهم خطأ أو ذنب فهم أولى بالمغفرة والعفو ممن جاء بعدهم , لصحبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم ولما بذلوه في نصرة هذا الدين ونشره والذب عنه

ولا يجوز للباحث المنصف أن يتعلق برواية ساقطة للطعن في أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لها مخرج وتوجيه.

قال النووي: قال العلماء الأحاديث الواردة التي في ظاهرها دخل على صحابي يجب تأويلها قالوا ولا يقع في روايات الثقات إلا ما يمكن تأويله

ومن الروايات التي تحتاج إلى توثيق وتحقيق , تحقيق ما نسب إلى المغيرة بن شعبة رضي الله عنه في شهادة أبي بكرة عليه بالزنا , وغربلة وتمحيص ما دخل في أصل الرواية من زيادات مردودة وضعيفة.

وقد قمت بجمع الروايات وتحقيقها , وذكر بعض المسائل والفوائد المتعلقة بهذه الحادثة , والله سبحانه نسأله أن يهدينا للصراط المستقيم وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل

ملخص الحادثة

قال ابن كثير نقلا عن الطبري: وفي هذه السنة – أي سنة سبعة عشر - ولى عمر أبا موسى الأشعري البصرة وأمره أن يشخص إليه المغيرة بن شعبة في ربيع الأول فشهد عليه فيما حدثني معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب أبو بكرة وشبل بن معبد البجلي ونافع بن عبيد وزياد ثم ذكر الواقدي وسيف هذه القصة وملخصها: إن امرأة كان يقال لها أم جميل بنت الأفقم من نساء بني عامر بن صعصعة ويقال من نساء بني هلال , وكان زوجها من ثقيف قد توفي عنها وكانت تغشى نساء الأمراء والأشراف وكانت تدخل على بيت المغيرة بن شعبة وهو أمير البصرة ,وكانت دار المغيرة تجاه دار أبي بكرة وكان بينهما طريق , وفي دار أبي بكرة كوة تشرف على كوة في دار المغيرة , وكان لا يزال بين المغيرة وبين أبي بكرة شنآن فبينما أبو بكرة في داره وعنده جماعة يتحدثون في العلية إذ فتحت الريح باب الكوة فقام أبو بكرة ليغلقها؛ فإذا كوة المغيرة مفتوحة وإذا هو على صدر امرأة وبين رجليها وهو يجامعها.فقال أبو بكرة لأصحابه: تعالوا فانظروا إلى أميركم يزنى بأم جميل فقاموا فنظروا إليه وهو يجامع تلك المرأة فقالوا لأبي بكرة: ومن أين قلت أنها أم جميل وكان رأساهما من الجانب الآخر؟ فقال: انتظروا فلما فرغا قامت المرأة فقال أبو بكرة: هذه أم جميل فعرفوها فيما يظنون , فلما خرج المغيرة وقد اغتسل ليصلي بالناس منعه أبو بكرة أن يتقدم , وكتبوا إلى عمر في ذلك فولى أبا موسى الأشعري أميرا على البصرة وعزل المغيرة فسار إلى البصرة فنزل البرد فقال المغيرة: والله ما جاء أبو موسى تاجرا ولا زائرا ولا جاء إلا أميرا ثم قدم أبو موسى على الناس وناول المغيرة كتابا من عمر ... وارتحل المغيرة والذين شهدوا عليه وهم أبو بكرة ونافع بن كلدة وزياد بن أمية وشبل بن معبد البجلي؛ فلما قدموا على عمر جمع بينهم وبين المغيرة فقال المغيرة: سل هؤلاء الأعبد كيف رأوني مستقبلهم أو مستدبرهم وكيف رأوا المرأة وعرفوها؛ فإن كانوا مستقبلي فكيف لم يستتروا أو مستدبري فكيف استحلوا النظر في

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير