تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[المرض والدعاء]

ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[06 - 08 - 07, 12:39 ص]ـ

قد تنزل بالإنسان مصائب ويبتلى بمحن ويتعرض لخطوب الحياة وبلائها وتضيق عليه الدنيا بما رحبت، حتى يصل إلى حال من شأنها أن تجعل الحزن والغم يأخذ بنفسه، كل ذلك امتحان من الله سبحانه وتعالى، فإذا صبر واحتسب الأجر والثواب، ولم يضجر ولم يتضمر وييأس، وعلم أن كل ذلك بقضاء الله وقدره، فيرضى به ويطمإن قلبه لذلك، تداركته رحمة الله تعالى، فكشفت ما به من غم، وأجْلَتْ من نفسه كل حزن وضيق.

قال تعالى: " فلاتك في ضيق مما يمكرون ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون“.

فضل الصبر على المصائب

قال الله تعالى: " ولنبلونَّكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون. أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون " البقرة (155 - 157).

قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:" عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن: إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له " رواه مسلم.

ومن ثمرات الصبر:

الرضا، والطمأنينة، والشعور بالسعادة وتحقيق العزة والكرامة والخير، وفوق هذا كله تلك الثمرة الأخروية، التي تتمثل بذلك النعيم المقيم، الذي يحوزه موفوراً بغير حساب: قال تعالى"إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب " الزمر: (10).

عن أنس رضي الله عنه قال: مر النبي (- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -) بامرأةٍ تبكي عند قبر فقال:

" اتقي الله واصبري " فقالت: إليك عني، فإنك لم تصب بمصيبتي، ولم تعرفه فقيل لها:

إنه النبي (- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -) فأتت بباب النبي (- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -) فلم تجد عنده بوابين، فقالت: لم أعرفك،

فقال: " إنما الصبر عند الصدمة الأولى ". متفق عليه.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله (- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -): " لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة "

رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: بادروا بالأعمال سبعاً:

هل تنتظرون إلا فقرا منسيا

أو غني مطغيا

أو مرضاً مفسدا

أو هرماً مفنداً

أو موتاً مجهزاً

أو الدجال فشرُّ غائب يُنتظر

أو الساعة، فالساعة أدهى وأمر ".

رواه الترمذي وقال: حديث حسن.

فعلى المؤمن أن يستفيد من المناسبات التي تتهيأ له فيها أفعال الخير، كالتاجر الذي يتحين المواسم للحصول على الربح الكبير، فينبغي عليه أن يستفيد من صحته وعافيته بالمزيد من الطاعات وأعمال البر.

ومن فضل الله تعالى على عباده ورحمته بهم أن جعل لهم مواسم خير للتزوِّد من الطاعات.

فحياة المسلم بما فيها من مسرة ومضرة كلها خيرٌ وأجرٌ له عند الله تعالى، وإنَّ احتساب المصيبة والصبر عليها علامة من علامات كمال الإيمان.

عن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: " ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه ". متفق عليه.

والوصب: المرض

والأمراض وغيرها من المؤذيات التي تصيب المؤمن ويصبر عليها سبب لتطهيره من الذنوب، نسأل المولى العلي القدير العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة.

فضل عيادة المريض

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: إن الله عز وجل يقول يوم القيامة: يا ابن آدم مرضت فلم تعدني قال: يارب كيف أعودك وأنت رب العالمين قال:

أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده

يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني قال: يارب وكيف أطعمك وأنت رب العالمين، قال:

أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي

يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني قال: يارب كيف أسقيك وأنت رب العالمين قال:

استسقاك عبدي فلان فلم تسقه أما علمت إنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير