فضيلة الشيخ بالنسبة للعلماء الذين وقعوا في بعض الأخطاء في العقيدة؛ كالأسماء والصفات وغيرها، تمر علينا أسماؤهم في الجامعة حال الدراسة، فما حكم الترحُّم عليهم؟.
الشيخ: مثل مَن؟.
السائل: مثل: الزمخشري، و الزركشي، وغيرهما.
الشيخ: الزركشي في ماذا؟.
السائل: في باب الأسماء والصفات.
الجواب:
على كل حال هناك أناس ينتسبون لطائفة معينة، شعارها البدعة؛ كالمعتزلة مثلاً، ومنهم الزمخشري، فالزمخشري مُعتزلي، ويصف المثْبِتِين للصفات بأنهم: حَشَوِية، مُجَسِّمة، ويُضَلِّلهم فهو معتزلي، ولهذا يجب على مَن طالع كتابه "الكشاف في تفسير القرآن" أن يحترز من كلامه في باب الصفات، لكنه من حيث البلاغة والدلالات البلاغية واللغوية جيد، يُنْتَفع بكتابه كثيراً، إلا أنه خَطَرٌ على الإنسان الذي لا يعرف في باب الأسماء والصفات شيئاً يرد به بدعته واعتزالياته.
لكن هناك علماء مشهودٌ لهم بالخير، لا ينتسبون إلى طائفة معينة مِن أهل البدع؛ إلا أن في كلامهم شيئا من كلام أهل البدع؛ مثل ابن حجر العسقلاني والنووي رحمهما الله؛ فإن بعض السفهاء من الناس قد يقدحون فيهما قدحاً تاماً مطلقاً من كل وجه، حتى قيل لي: إن بعض الناس يقول: يجب أن يُحْرَقَ فتح الباري؛ لأن ابن حجر أشعري، وهذا غير صحيح. فهذان الرجلان بالذات ما أعلم اليوم أن أحداً بعدهما قدَّم للإسلام في باب أحاديث الرسول مثلما قدَّماه، ويدلك على ذلك أن أن الله سبحانه وتعالى بحوله وقوته - ولا أَتَأَلَّى على الله - قد قبلها، وذلك لما لمؤلفاتهما من القبول لدى الناس؛ لدى طلبة العلم، بل حتى عند العامة.
الآن كتاب "رياض الصالحين" يُقرأ في كل مجلس , ويقرأ في كل مسجد، وينتفع الناس به انتفاعاً عظيماً، وأتمنى أن يجعل الله لي كتاباً مثل هذا الكتاب، كلٌّ ينتفع به في بيته ومسجده.
فكيف يقال عن هذين: إنهما مبتدعه ضالون، لا يجوز الترحُّم عليهما، ولا يجوز القراءة في كتبهما، ويجب إحراق فتح الباري، و شرح صحيح مسلم؟! سبحان الله!.
فإني أقول لهؤلاء بلسان الحال وبلسان المقال:
أَقِلُّوا عليهمُ لا أبا لأبيكمُ مِن اللومِ أو سدوا المكان الذي سدوا
من كان يستطيع أن يقدم للإسلام والمسلمين مثل ما قدَّم هذان الرجلان، إلا أن يشاء الله. فأنا أقول: غفر الله للنووي، ولابن حجر العسقلاني، ولمن كان على شاكلتهما ممن نفع الله بهم الإسلام والمسلمين. وأمِّنوا على ذلك.
--
(*) لقاءات الباب المفتوح اللقاء الثالث والأربعون / ص 15
ـ[ناصر الدين الجزائري]ــــــــ[04 - 07 - 10, 12:54 ص]ـ
هناك رسالة علمية في منهج الحافظ إبن حجر في العقيدة من خلال كتابه فتح الباري أظنها لمحمد إسحاق كندو
تكلم فيها بكلام دقيق حول مسألة: هل ينسب الحاقظ لعقيدة الأشاعرة أو لا؟
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[04 - 07 - 10, 12:59 ص]ـ
ومن الذين ينسبون الإمام ابن حجر عليه رحمة الله والإمام النووي عليه رحمة من الله ورفع درجتهم إلى مذهب الأشاعرة الشيخ عبدالله الغنيمان غفر الله لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا وذكرنا وأنثانا
ـ[محمود أحمد السلفي]ــــــــ[04 - 07 - 10, 02:04 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[أروى آل سابق]ــــــــ[05 - 07 - 10, 08:09 ص]ـ
موقف علمائنا من الحافظين ابن حجر والنووي رحمهما الله
السؤال: قال واحد من العلماء المسلمين في المدينة التي أسكن بها: إن الإمام ابن حجر، والإمام النووي مبتدعان، وساق بعض الأدلة من "فتح الباري" لتبرير رأيه، وأعطى مثالاً على ذلك بشرح الإمام ابن حجر للمقصود بوجه الله أنه رحمته، ما رأيكم؟
الجواب:
الحمد لله
أهل السنَّة والجماعة منصفون في الحكم على الآخرين، لا يرفعون الناس فوق ما يستحقون، ولا ينقصون قدرهم، ومن الإنصاف بيان خطأ المخطئ من أهل العلم والفضل، والتأول له، والترحم عليه، كما أن من الإنصاف التحذير من خطئه؛ لئلا يغتر أحد بمكانته فيقلده فيما أخطأ فيه، وأهل السنَّة لا يتوانون عن الحكم على المخالف المتعمد للسنَّة بأنه مبتدع ضال.
وقد وُجد في زماننا هذا من نال من الإمامين ابن حجر والنووي، فحكم عليهما بأنهم مبتدعة ضالون!، وبلغت السفاهة ببعضهم أن قال بوجوب إحراق كتابيهما "فتح الباري" و "شرح مسلم "!.
¥