تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[استشكال العلماء قول ابن شهاب الزهري:"الإسلام الكلمة والإيمان العمل"]

ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[08 - 08 - 07, 07:12 م]ـ

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم:

قال ابن حجر:قال الزهري فنرى أن الإسلام الكلمة والإيمان العمل وقد استشكل هذا بالنظر إلى حديث سؤال جبريل فإن ظاهره يخالفه ويمكن أن يكون مراد الزهري أن المرء يحكم بإسلامهويسمى مسلما إذا تلفظ بالكلمة أي كلمه الشهادة وأنه لا يسمى مؤمنا إلا بالعمل.

والعمل يشمل عمل القلب والجوارح , وعمل الجوارح يدل على صدقه.

وأما الإسلام المذكور في حديث جبريل فهو الشرعي الكامل المراد بقوله تعالى {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه}

فتح الباري (1

82)

قال الشيخ حافظ حكمي:ما رواه الخطابي عن الزهري أنه قال: الإسلام الكلمة والإيمان العمل هذا عندي فيه نظر.

فإنه غير قيم المبنى ولا واضح المعنى , والزهري إمام عظيم من كبار حملة الشريعة لا يجهل مثل هذا , وليس هذه العبارة محفوظة عنه من وجه يصح بهذه الحروف.

فإن صح النقل عنه ففي الكلام تصحيف وإسقاط لعل الصواب فيه هكذا الإسلام الكلمة والإيمان والعمل فسقطت الواو العاطفة للعمل على الإيمان , وهذا متعين لموافقته قول أهل السنة قاطبة أن الإيمان اعتقاد وقول وعمل.

والزهري من أكبر أئمتهم وقد تقدم قوله معهم فيما روى الشافعي عنهم رحمهم الله تعالى ويكون عنى بالإسلام الدين كله كما عنى غيره بالإيمان الدين كله.

ومما يدل على ذلك استدلاله بالآية المذكورة فإنه لا يستقيم إلا على هذا ولا يستقيم على معنى الأول لإهمال الاعتقاد فيه الموجود في قوله تعالى: {ولما يدخل الإيمان في قلوبكم} الحجرات 14 الآية.

معارج القبول (2

605)

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:وأما ما ذكره أحمد في الإسلام فاتبع فيه الزهري حيث قال فكانوا يرون الإسلام الكلمة والإيمان العمل في حديث سعد بن أبى وقاص وهذا على وجهين فإنه قد يراد به الكلمة بتوابعها من الأعمال الظاهرة وهذا هو الإسلام الذي بينه النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال الإسلام أن تشهد أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتى الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت.

وقد يراد به الكلمة فقط من غير فعل الواجبات الظاهرة وليس هذا هو الذي جعله النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام لكن قد يقال إسلام الأعراب كان من هذا فيقال الأعراب وغيرهم كانوا إذا أسلموا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ألزموا بالأعمال الظاهرة الصلاة والزكاة والصيام والحج ولم يكن أحد يترك بمجرد الكلمة بل كان من أظهر المعصية يعاقب عليها وأحمد إن كان أراد في هذه الرواية أن الإسلام هو الشهادتان فقط فكل من قالها فهو مسلم فهذه إحدى الروايات عنه والرواية الأخرى لا يكون مسلما حتى يأتي بها ويصلى فإذا لم يصل كان كافرا و الثالثة أنه كافر بترك الزكاة أيضا و الرابعة أنه يكفر بترك الزكاة إذا قاتل الإمام عليها دون ما إذا لم يقاتله وعنه أنه لو قال أنا أؤديها ولا أدفعها إلى الإمام لم يكن للإمام أن يقتله وكذلك عنه رواية أنه يكفر بترك الصيام والحج إذا عزم أنه لا يحج أبدا.

ومعلوم أنه على القول بكفر تارك المباني يمتنع أن يكون الإسلام مجرد الكلمة بل المراد أنه إذا أتى بالكلمة دخل في الإسلام وهذا صحيح فإنه يشهد له بالإسلام ولا يشهد له بالإيمان الذي في القلب ولا يستثنى في هذا الإسلام لأنه أمر مشهور لكن الإسلام الذي هو أداء الخمس كما أمر به يقبل الاستثناء فالإسلام الذي لا يستثنى فيه الشهادتان باللسان فقط فإنها لا تزيد ولا تنقص فلا استثناء فيها.

مجموع الفتاوى (7

258)

وقال أيضا:وتعليل أحمد وغيره من السلف ما ذكروه في اسم الإيمان يجيء في اسم الإسلام فإذا أريد بالإسلام الكلمة فلا استثناء فيه كما نص عليه أحمد وغيره وإذا أريد به من فعل الواجبات الظاهرة كلها فالاستثناء فيه كالاستثناء في الإيمان ولما كان كل من أتى بالشهادتين صار مسلما متميزا عن اليهود والنصارى تجري عليه أحكام الإسلام التي تجري على المسلمين كان هذا مما يجزم به بلا استثناء فيه.

فلهذا قال الزهري الإسلام الكلمة وعلى ذلك وافقه أحمد وغيره وحين وافقه لم يرد أن الإسلام الواجب هو الكلمة وحدها؛ فإن الزهري أجل من أن يخفى عليه ذلك ولهذا أحمد لم يجب بهذا في جوابه الثاني خوفا من أن يظن أن الإسلام ليس هو إلا الكلمة.

مجموع الفتاوى (7

415)

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير