تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

تشكيك في رجوع الرازي .... وردُُّ مسدد

ـ[السدوسي]ــــــــ[14 - 08 - 07, 04:05 م]ـ

هذا مقال كتبه يوسف أباالخيل يشكك فيه تراجع الرازي وندمه على خوضه في علم الكلام وإعراضه عن هدي الوحيين وقد أجاد الأخ الفاضل يوسف العبيد في الرد عليه وبيان خطئه .... فإلى المقال ومن ثم الرد.

ما قيل عن تراجع الرازي لا يثبت عند التحقيق

يوسف أبا الخيل

كنتُ قد كتبت مقالاً هنا عن ما قيل عن تراجعات بعضٍ من علماء الكلام الكبار، وكان من أبرزهم الإمام فخر الدين الرازي، أحد أبرز متكلمي المذهب الأشعري في عصره، ولما كنت قد خصصت الحلقة الأولى من ذلك المقال له - أعني الرازي - وختمتها بالأبيات التي يقال إن الرازي قال بها في آخر حياته والتي يقول في ختامها:

ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا ... سوى أن جمعنا فيه وقالوا

فإن بعضاً من الإخوة لاموني بقولهم إن ختمي تلك الحلقة بتلك الأبيات بدون نقد مصادرها يعني ضمناً أنني أؤيد ما قيل عن تراجع الرازي، ولكن الجزء الذي يخص نقد تلك القصيدة قد قررت أن يكون مقالاً مستقلاً اليوم أورده ليكون الأمر واضحاً بالنسبة لأولئك الإخوة وعموم القراء الكرام.

هذه القصيدة التي تُروى عن الرازي ذكرها الإمام ابن تيمية في كتابه (منهاج السنة، الجزء الثالث، ص69)، ولكن محققاً للكتاب المذكور وفقاً لما ذكره حسن السقاف في كتابه (صحيح شرح العقيدة الطحاوية) يشير إلى أنه لم يجد هذا الكلام فيما بين يديه من كتب الرازي، لا المطبوع منها ولا المخطوط، والذين أشاروا إلى تلك القصيدة كدليل عن تراجعه عن علم الكلام، ذكروا أنه كان يتمثل بأبياتها في كتابه (أقسام اللذات) وهذا الكتاب على ما يبدو منحول عليه، إذ أنه في الوقت الذي لا يزال فيه ذلك الكتاب مخطوطاً بالهند ولم يطبع بعد، فإن (بروكلمان) لم يذكره ضمن مؤلفات الرازي، وبالتالي فربما تكون هذه الأبيات مما هو منحول عليه أيضاً كدليل على إضاعته عمره فيما لا يفيد ولا ينفع، يضاف إلى ذلك أن مثل هذه الاعترافات التي قيل عنها الكثير لم تظهر ولم تُذكر إلا بعد موته!!! وطلابه من الكثرة والنبوغ والتفرق في البلاد لا يتصور اتفاقهم على حجب أمر كبير كهذا عن عَلَم كبير في علم الكلام وواحد من صُنَّاعه الكبار، والمشكلة التي تدعو إلى التأمل جلياً فيما يُذكر في أدبيات مثل تلك التراجعات، أنها تُورد ويتم الاحتفاء بها في كتب التراث لا من أجل إثبات سريان مفهوم الاختلاف الإيجابي في مكونات الثقافة العربية القائم على الاعتراف بالتعددية والحرية الفكرية، بل من أجل الإيحاء بتهافت المذاهب والفرق الأخرى سوى المذهب أو الفرقة السائدة لحظتها، من منطلق أن كبار مؤسسيها ومنظّريها لا يلبثون أن يتراجعوا عند الموت عما تلبست به أيديهم وأملته ألسنتهم واحتضنته مدوناتهم وكتبهم من تراث تلك المذاهب، مما يدعو ضمناً أو صراحة إلى الدعوة إلى الإبقاء على المذهب السائد وحيداً بصفته مذهب الحق الوحيد وما سواه فحائد عن حياض الحق، وهو ما يؤسس بالتالي للأحادية الفكرية ويحارب التعددية ويحصر الحق في فرقة واحدة ناجية منصورة لا تمت فيما تحتويه بين جنبيها من حق ويقين إلى الأقوال والطرق المخالفة بأي صلة كانت، وهذه الدعوى كما نعلم من واقع عصرنا أسست ولا زالت تكابد لإخراج ما سواها ولو باختلاف ظاهري بسيط عن ما تدعيه امتلاكاً حصرياً للحق وهو يؤسس بالتالي للضيق بالمخالف وأطره على إعتناق ما لايريد والوصول من ثم إلى العنف الناتج أساساً أو بدرجة كبيرة على الأقل من الاعتقاد بوحدانية الحق.

رد الأخ الفاضل: يوسف العبيد

أ ـ نعم هذه الابيات للامام الرزاي مأخوذة من كتابه المسمى بـ (اقسام اللذات) وقد ذكر ذلك الامام علي بن ابي العز شارح العقيدة الطحاوية 1/ 244

كما ذُكرت نسبة هذه الابيات للامام الرازي في كتاب (عيون الانباء) وكتاب (وفيات الاعيان) و كناب (طبقات الشافعية).

وليس الامر مقصور في النقل على الامام ابن تيمية فالامر قد استفاض عند العلماء والاستفاضة تكفي وحدها دليل على نسبة هذه الابيات للامام الرازي.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير