ب ـ قولك ان هذا الكتاب أي (اقسام اللذات) منحول على الرازي يحتاج الى دليل اذ ليس من السهولة اطلاقا هذا الحكم على هذا الكتاب هذا اذا كنت تجيد البحث العلمي اذ لا يسوغ ان تنفي كتاب منسوب الى شخص الا بدليل واضح.
وكون (بروكلمان) لم يذكره من ضمن كتب الرازي فغير بركلمان قد ذكره فعدم العلم بالشيء لا يعني عدمه.
وكون هذه الابيات لم تذكر الا بعد موته فهذا مما لا يقبل دليل على نفي نسبة هذه الابيات للرازي لان هذه الكتاب الف في اخر حياة الرازي
كما ان كثير من القصص والاثار تجمع عن العلماء والمشهورين بعد وفاتهم كما هو معروف حتى في الواقع المعاصر. مما يجعل انتشارها بعد موتهم اكثر من انتشارها اثناء حياتهم.
وايضا كون تلاميذه لم يذكروا هذه الابيات عن شيخهم ايضا لا يقبل دليل لانه لم يثبت عن احدهم ايضا انه انكر نسبة هذه الابيات عن شيخهم، وايضا يحتمل احتمال اخر ان هذا التراجع من شيخهم مما لا يسرهم نشره.
ج ـ لوحرصت على البحث العلمي الجاد لم تنقل ممن ثبت عليه التلبيس والتدليس في النقل (بغض النظر هل نقلك عنه ونقله هو أ صحيح أم غير صحيح): فحسن السقاف الذي نقلت عنه لو تابعت حلقات قناة المستقلة المعنونه بالحوار الصريح عن ابن تيمية وكان لديك علم لعرفت حقيقة ما قلته عنه ومن ذلك الاتي:
1 ـ قال ان ابن تيمية: (كافر ولا يستحق دخول الجنة)!!!
انظر الى التألي على الله وانظر كيف يدعي امتلاك الحقيقة التي تحاربها.
2 ـ نقل عن ابن تيمية أنه قال في الفتاوى: (انه من تلفظ بالنية عند الصلاة مبتدع فان تركها والا قتل)
وعند رجوعي لفتاوى ابن تيمية في المجلد والصفحة التي ذكرها وجدته قد حرًف النص اذ لا يوجد كلمة القتل اطلاقا.
فهل من يريد البحث العلمي ينقل عن من تكون هذه طريقته.
3 ـ قال: أن ابن تيمية يثبت أن لله جنبا لقوله تعالى: (ياحسرتى على ما فرطت في جنب الله).
وعندما طلب منه عدنان العرعور الدليل: قال حسن السقاف: الدليل ما ذكره الطلمنكي في كتابه كذا صفحة كذا.
فهو يدعي ان ابن تيمية يثبت ان لله جنبا ثم يستدل بكلام شخص غير ابن تيمية بحجة انه من اتباع ابن تيمية.
وهذا مما لا يقبله عاقل.
د ـ من حق أي أنسان أن يعتقد انه على الحق وغيره على الباطل لا كما تعتقد وأقوى دليل على ذلك تخطئتك لمن يثبت نسبة هذه الابيات للامام الرازي
فلولا أنك ترى انك على الحق لم تُخطي غيرك. وقس على ذلك المسائل الدينية والدنيوية.
فاعتقاد الانسان بأنه على الحق مما يساعد على الحوار، فالاولى ان ترفض من يرفض فكرة الحوار لا من يدعي أنه على الحق.
كما ان من يدعي أنه على الحق لا يقوده اعتقاده هذا الى ترك الحوار كما تتصور والكتب العقائدية والفقهية ادلة واضحة على ذلك.
ومن ناحية التعددية فهي انواع فاذا كانت التعددية مما يسوغ فيها التعدد فلايجوز تحييدها عن الواقع، كالمذاهب الفقية والاختلافات في الفروع العقدية واذا كانت مما لا يسوغ الخلاف فيها فيجب تحييدها لا هوى بل بالدليل الشرعي ولا يعني ذلك محوها من الوجود لان وجودها من السنن الكونية ولكن يجب أمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر.
ولا يعني ذلك ان المذهب الحق سيكون دائما هو الظاهر لان ذلك مما يخالف السنن الكونية بل إن الايام دول فمن سره انتشار معتقده في زمن فسيسيئه ضعف معتقده في زمن اخر (وتلك الايام نداولها بين الناس) وقال تعالى (ولو شاء الله لا نتصر منهم ولكن ليبلوا بعضكم ببعض)
ولو تبعناك فيما تطلبه من أن لا يعتقد الانسان أنه صاحب الحق وانه الفرقة الناجية وان غيره على الباطل: لما حصل الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا النصيحة التي تدعوا اليها الادلة الشرعية ولم يحصل تطبيق الشريعة كتنفيذ الحدود وذلك بحجة اننا لسنا متاكدين من اننا على الحق وغيرنا على الباطل.
هـ ـ الواجب ان تعرف لماذا ندعي اننا الفرقة الناجية وغيرنا ليس كذلك قبل ان ترفض هذا الدعاء:
فمثلا لا يوجد عندنا زيادة على اصول الايمان المعروفة بخلاف الشيعة الاثني عشرية فعندهم زيادة وهي وجوب الايمان بالنص على امامة اثني عشر اماما بعد الرسول ومن لم يؤمن بذلك فليس له في الاسلام نصيب.
كذلك عندنا صاحب الكبيرة اذا مات ولم يتب فهو الى الله ان شاء عذبه وان شاء غفر له واذا عذب لم يخلد في النار بخلاف الاباضية.
كذلك لا يوجد لدينا دروشة ولا خرافات فلا استغاثة بالاموات ولا ضرب بالدفوف في المساجد ولا هز للرؤؤس والاجساد ولا طاعة عمياء للمشايخ كما يحصل عند الصوفية ولا يوجد لدينا ضرب الرؤؤس بالسيوف وإسالة الدماء كما يحصل عند الاثني عشر.
كذلك لا يوجد لدينا ايمان في القلب فقط بدون اظهار ذلك على الجوارح كما يحصل عند المرجئة لان هذا يخالف جميع العقائد والاديان والعقول فضلا عن الاسلام اذ كيف يعتقد الانسان شيئا ولا يظهره.
كذلك لا يوجد لدينا تعقيدات ولا فلسفة بل الوضوح هو منهجنا بخلاف اصحاب علم الكلام الضار.
وغير ذلك كثير فالحمد لله ان هدانا للحق.
و ـ قولنا بأن غيرنا ليس الفرقة الناجية لا يدل على انهم من اهل النار يقينا: بل ربما يكونوا من أهل الجنة وذلك لان اغلب الفرق الاسلامية الاخرى تجهل المعتقد الصحيح ولا تحسن التمييز بين الحق والباطل فلعل الله أن يرحمهم ولا يعذبهم
ومنهم من يعرف الحق والباطل ولكن تعرض له شبهات تجعله يستمر في باطله ولا يعلم أنه على الباطل وهذا ايضا قد يرحمها الله.
وهذان الصنفان هم الغالبية الساحقة في الفرق الاسلامية.
ومنهم من يعرف الحق والباطل رأي العين ولكن لا يتحول الى الحق بسبب اتباع ما عليه الاباء والاجداد او خوف زوال المنصب او خشية الفضيحة فهذا اذا كانت بدعته مكفرة كالاستغاثة بالاموات فهو كافر واذا لم تكن بدعته مكفرة فهو الى الله أن شاء عذبه وأن شاء غفر له كالمعاصي الاخرى.
المصدر: http://www.alriyadh.com/2005/08/28/article90305.html
¥