تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله -: بين: ابن سند .. و عدنان زهار]

ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[14 - 08 - 07, 06:04 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

من مهمات الباحث من باعثي كتب التراث أن يتقي الله في عمله في أمور كثيرة؛ من أهمها في نظري - بعد إخلاص النية – تنبيهه على المخالفات الشرعية التي قد توجد في تلك الكتب، سواء كانت علمية، أو وقوع في جور، أو غير ذلك. فبهذا يبرئ الباحث ذمته، وينجو من تحمل وزر السكوت أو تأييد المنكر.

وفي هذا الوقت الذي تقارب فيه الزمان والمكان، وتجلت فيه الحقائق، وانكشفت الأمور، لا عذر للباحث إذا غالط أو شوّه الحق، أو بهت الآخرين بما ليس فيهم، لأنه يأتي ذلك عن علم لا غبش فيه، بعد أن تيسرت وسائله – كما سبق -.

ودعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله – السلفية قد طالها منذ أن جهر بها ظلمٌ عظيم، تواطأ عليه الكفار وأهل البدع – للأسف -، مشوهين صورتها، (تجد نماذج من ذلك في كتاب دعاوى المناوئين للدكتور عبدالعزيز آل عبد اللطيف – حفظه الله -). يقول المحامي عباس العزاوي في كتابه " ذكرى أبي الثناء الألوسي " (ص 37) – متحدثًا عن الشيخ محمد -: " أما الدولة العثمانية فإنها حاذرت من تأثيره على بلاد العرب خارج نجد، فأغرت العلماء في الرد عليه، والطعن في أهله، فاختلقوا عليهم ما شاؤا، ونبزوا مذهبهم بما أرادوا، وهذا لم يمنع الكثير من العلماء أن يناصروه ويؤيدوه في الخفاء ".

والحق أن دعوته – رحمه الله - هي دعوة التوحيد التي تريد للمسلمين: العزة؛ بإخلاص العبادة لله وحده لا شريك له، وبتصفية مجتمعاتهم من المخالفات الشرعية.، وقد أراد الله – وله الحمد وحده – إظهارها ونصرها في هذا الزمان، وإماتة جهود أعدائها، وتيسير انتشارها بين المسلمين، ومعرفتهم لحقيقتها، من خلال تراثها وبلادها، وهذا مما يُفرح العقلاء منهم خاصة، ممن أدركوا أنها دعوة الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة؛ لأنهم يعلمون أنها وسيلتهم " دينيًا " إلى إعادة مجد الأمة، والخروج من نفق الاستضعاف والذل.

فلاعذر بعد اليوم – في ظل تيسر الحصول على المعلومات - أن يردد باحث ما قاله المناويؤن لها دون بينة، وإلا كان من الظالمين الباهتين، الذين قال الله فيهم: (وَاَلَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَات بِغَيْرِ مَا اِكْتَسَبُوا فَقَدْ اِحْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِين).

مادعاني لكتابة ما سبق: وقوفي على تعليقين للأستاذ عدنان زُهار – هداه الله -، أيد فيهما كلام أعدائها عنها، وذلك في تعليقاته على كتب أحمد الغماري، التي كان الدين والإنصاف يدعوانه إلى نشر ما فيها من فوائد، مع التعليق على مخالفاته – المتنوعة -، وعدم غش الأمة بالسكوت عنها، فضلا عن تأييدها.

1 - قال الغماري في كتابه " الأجوبة الصارفة " (ص 56) – متحدثًا عن عرب الجزيرة -: (وأيضًا فقد وجد فيهم مع هذا المبتدعة (يقصد القرامطة!) الذين خرجوا عن الحق وفارقوا الدين، وسرقوا منه بحكم النبي صلى الله عليه وسلم قتلاً ونهباً وظلماً، وامتدت أيديهم إلى حرم الله تعالى، حتى هتكوا حرمة الكعبة وأخذوا الحجر الأسود، إلى غير ذلك من التاريخ الأسود، الذي شوه وجه الإسلام، ولا يزال ذلك فيهم إلى يومنا، فقد ظهر في أواخر القرن الثاني عشر في جزيرة العرب قرن الشيطان النجدي، ونشر مذهبه الخارجي، وكفر المسلمين وعاث في الأرض فساداً ونهب وسفك الدم الحرام وهتك حرمات الحرمين الشريفين، إلى أن كان تطهيرها منه على يد العجم حكام مصر الأتراك، ثم أعادوا الكرة في هذه المائة وعاثوا فساداً وسفكوا الدماء وأهانوا الحرمين الشريفين، وملؤوها فسقاً وفجوراً كما هو معروف من سيرتهم، ولا يزالون بالحجاز - طهره الله منهم-)!!

فماذا قال الزهار عن هذا الكذب والبهتان؟ هل تُراه رجع إلى كتب الشيخ وتلاميذه، أو الكتب التي بينت تاريخ الدعوة، وحقيقتها – وهي في متناول يده إن أراد – ليتثبت؟

للأسف لم يفعل هذا .. إنما ذهب يؤيد أكاذيب الغماري بتعليق يقول فيه:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير