فمشكلتُك –ولعلها مشكلة غيرك معك- أن العالم إذا زلَّ في مسألة معينة أو مسائل، كُفِر بكل قوله وهُدم كل بنيانه، واستُبيح عرضه، ونُهش لحمه ... فإن كان هذا مذهبا لك فإني أعبد الله بخلافه ...
وقولي في الصحابة الكرام: أنهم خير الخلق بعد الأنبياء والمرسلين، وهم مراتب متفاوت ودرجات متعاقبة ... فرضي الله عنهم أجمعين ... وهذه شهادتي وإيماني، لا تزيينا للقول، ولا طمعا في رحمة مخلوق ولا كرم ضعيف مقهور، فحسبي القاهر من المقهورين، وحسبي الله ونعم الوكيل.
ثالثا: نعم هو القائل بوحدة الوجود الذي قال بها غيرُه وذهب إليها من قبله، من المحققين؛ ولا داعي للحديث في المسألة من حيث الإثبات أو النفي، فقد جفت فيها أقلام، وقتل فيها البحث والتصنيف، وانقسمت الأمة لأجلها أقساما، لكن العبد الفقير لا يكفر بها، لاحتمال التأويل بل تأويلات فيها، ولك أنت أن تحكم على صاحبها بما تشتهي، لكن لا تُلزِمْني بشجاعتك.
رابعا: تقول عني أنني قلت أن ابن تيمية وقع في الكفر؟ فإن حسيبك الله هو يتولى افتراءك ...
الذي جاء في كلامي الذي لم تفهمه لتهورك أن الواقع يلزم ابن تيمية وغيره ممن ذهبوا إلى بعض الآراء المخالفة لمذهب الجمهور بما ألزم به أحمد ابن الصديق وغيره، فهذا مقابلة الحجة بمثيلاتها والإلزام بمثله، مع فراغ القلب من التعرض لأحد من أهل العلم أو التنقيص منهم –والله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور-.
ودونك رأيي في ابن تيمية رحمه الله –لا أطمع بإبدائه لكرمك ولا كرم غيرك أو رحمتك وعطف غيرك-:
هو أحد أعمدة الإسلام الذي نفع الله بهم الأمة، وهو أحد مجددي الدين، وهو أحد أولياء الله الصادقين، وهو أحد الصالحين المصلحين، كتب الله عليه حظه من الخطأ والغلط في مباحث أصولية وفروعية ... فيشكر على خيره ويسامح على خطئه، وواجب المسلمين الترحم والترضي عنه ... ولا عبرة بالمتعصبة من الطرفين ولا كرامة.
خامسا: بلى، أنا من خاطب شيخك بوخبزة –وهو في مثل سن أبي أو جدي"!!! ب "بونبزة"، لأنني واللهِ تعلمت ذلك منه، واستفدت من أسلوبه، ولو جمعت أنت نفسك ما قاله بوخبزة وكيف نبز كبراء الأمة ممن خالفهم رأيُه لعجبت من ذلك. ثم إن بوخبزة قد اقتص لنفسه مني بما سوَّد به ما سماه "صحيفة سوابق"، فأرجوك أن تعيد قراءته وانظر بعين الإنصاف آفتريتُ عليه أم كذبت، والعبرة يا أبا هجير ليست بسن أبي وجدي؛ إن كنت تعقل وتفهم ... وقد جاء في الحديث الذي أخرجه ابن عدي عن عمر رضي الله عنه: "كما تدين تدان".
سادسا: أما نصيحتك أن أرجع إلى الحق فمقبولة منك، وحوله ندندن وعنه نبحث، ونسأل الله الرشد والهداية.
سابعا: حديثك عن عيب بعض المتسننة الذي يلين القول ... الخ لغوٌ من الكلام، وسفساف من القول، لا جواب عنه إلا الدعاء بالشفاء.
ثامنا: أبا هجير البيضاوي، دعك من هذا وأقبل على ما ينفعك في دينك، قتتبع العورات مضيعة للوقت ومفسدة للدين، وإن بدا لك ذلك دفاعا عن الحق وذبا عن السنة وإرغاما للمبتدعة ... وحقيقة كل منا يعرفها الله وصِدق كل منا في غيب الله ... أما التشهير ضد المخالف فيحسنه كلُّ حسود ... ثم أكرر لك مفتخرا معتزا أن الذي بينته عقيدتي وإيماني، لا أجامل فيه أحدا، ولا أرغب في لطف أحد وإحسانه ...
والحمد لله على توفيقه
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[30 - 08 - 07, 12:19 م]ـ
أخي عدنان:
لم أقرأ كتابكم المذكور.
ولكن أعجبني قولك: (وقولي في الصحابة الكرام: أنهم خير الخلق بعد الأنبياء والمرسلين، وهم مراتب متفاوت ودرجات متعاقبة ... فرضي الله عنهم أجمعين).
وهذا ما لايقول به الغماري. والظن بكم أن تردوا عليه انحرافه عن بعض الصحابة رضي الله عنهم.
==========
- قلتم عن ابن تيمية: (وهو أحد الصالحين المصلحين، كتب الله عليه حظه من الخطأ والغلط في مباحث أصولية).
ولم تبينوها.
ورأيي أن لا تتابعوا أعداء الشيخ - كالكوثري و - في بهتانهم له، وعدم فهمهم لأقواله. وفي الرابط السابق بيان واضح للمسائل التي رموه بها، وهي مجرد افتراءات. كالقول بقدم العالم! مع أنه يرد على الفلاسفة القائلين به! وكانحرافه عن علي رضي الله عنه! وغيرها من التهم.
والله يقول: ((والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناوإثما مبينا).
وفقكم الله لما يُحب ويرضى ..
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[31 - 08 - 07, 10:27 م]ـ
ذلك رأيك فاحمد الله عليه
أما أنا فأحمد الله على ما أرى حقا
ليس ديننا بالآراء ولكنه بالآثار
فهل كان الصحابة رضي الله عنهم على رأيك الذي تزعم انه حق؟
ـ[رياض السعيد]ــــــــ[01 - 09 - 07, 01:05 ص]ـ
رسالة عدنان زهار للمبتدع حسن المالكي تدل على بغضه لأئمة الدعوة النجدية وما يحملونه من التوحيد حيث قد فرح بنقد المالكي لكتبهم، وهولاء المبتدعة بعضهم يعرفون حقيقة التوحيد ولكن الهوى والتعصب والتقليد الأعمى لمشايخهم غلب عليهم فجعلوا أصول التوحيد ومسائله من القضايا الخلافيه، وإن كان الأرجح عندهم أن توحيدهم هو الحق وما توحيدهم إلا تعظيم القبور وطلب النفع ودفع الضر من أصحابها وغير ذلك من مسائلهم الشركية، وأوصي إخواني بقراءة كتب منجنيق أهل التوحيد في وقته وهو تلميذ أئمة الدعوة في منطقة نجد الشيخ المجاهد قاهر القبورية ودعاة الوثنية سليمان بن سحمان من خواص تلاميذ الشيخ عبدالله بن عبداللطيف ت 1339هـ ولا أقول هذا تعصباً لعلماء نجد ولكن كتبه تصلح لمبتدعة زماننا من أعداء التوحيد والسنة. رزقنا الله وإياكم تحقيق التوحيد.
¥