[لذلك كان الشيخ ابن باز يحب قراءة كتب شيخ الاسلام]
ـ[الموسى]ــــــــ[25 - 08 - 07, 04:21 م]ـ
كنت قديما أتعجب من سماحة شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز _عليه سحائب المغفرة والرحمة من الله_ حينما كنا نقرا عليه فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية وكيف كان يتأثر من تلك النصوص المنهجية التي يعرضها شيخ الاسلام لم يكن الشيخ يتمالك نفسه حينما يقف أمامها لقد كانت تخنقه العبرة وبصدقه المعهود يقول " الله المستعان .. الله يرحمه لقد كان اماما مخلصا _ نحسبه والله حسيبه _ " ومن ثم تسبح عيناه في دموع الخشية لتتحدر منها قطرة فتضفي على المجلس مهابة .. فوق مهابته ..
يالله العجب كم كان يأسر سماحته ان يرى نفسه في موقف مظنة رياء وكم كان يؤنسه ان يكون في اسمال المخلصين وداخل عبائت المتواضعين وفي حدائق المسبحين .. على كل حال ... رحمة الله على الشيخين ..
ولنكمل ما بدأنا به فمن حق القارئ ان اكون معه حتى النهاية كما كان هو معي منذ البداية ..
شرقت وغربت وانا أفكر في محاولة الاجابة على التساؤل الذي طرحته وهو ما المميز في كتب شيخ الاسلام؟
ما الذي جعل شيخي يستمتع بسماع كتبه حتى تبيض عيناه؟ وكيف من الممكن ان نستفيد من موسوعة هذا الامام؟
فقررت ان اعيد قرأتي لتراث شيخ الاسلام واستعنت بالله واخذت اجرد في كتبه رحمه الله حتى اصبحت اقف على كثير من النصوص التي لا أظن بطالب علم "صيرفي" "صائد للفوائد" يمر عليها لا يقيمها او يقنصها بقلمه مقيدا لها في مذكرته .. وهئنذا ما زلت أغوص في محيط شيخ الاسلام الهادي كل هدفي ان اجمع منه انفس الجواهر وادون ما اوجهه من اغرب المواقف واطرف الساعات .. وكلما دخلت من جديد تجدني ابحث عن تساؤل اطرحه من ثم اوجه بوصلتي للبحث عن وجهته في تراث هذا الامام الفذ فأحيانا اطرح سؤال منهجيا اقول: هل كان لشيخ الاسلام منهجا لطالب العلم المبتدي في ما يحصل بين طلبة العلم من محاولة الحسم في المسائل الخلافية؟ فأجده يجيبني: ج / "ومن شعائرها مسألة البسملة فإن الناس اضطربوا فيها نفيا وإثباتا في كونها آية من القرآن وفي قراءتها وصنفت من الطرفين مصنفات يظهر في بعض كلامها نوع جهل وظلم مع أن الخطب فيها يسير. وأما التعصب لهذه المسائل ونحوها فمن شعائر الفرقة والاختلاف الذي نهينا عنها ; إذ الداعي لذلك هو ترجيح الشعائر المفترقة بين الأمة وإلا فهذه المسائل من أخف مسائل الخلاف جدا لولا ما يدعو إليه الشيطان من إظهار شعار الفرقة ".
وتارة سؤالا عصريا .. ما موقف شيخ الاسلام من التعايش؟
: «وإذا اجتمع في الرجل الواحد: خيرٌ وشرٌّ، وفجورٌ وطاعةٌ ومعصيةٌ، وسنةٌ وبدعةٌ = استحقَّ من الموالاة والثواب بقدر ما فيه من الخير، واستحقَّ من المعاداة والعقاب بحسب ما فيه من الشر. فيجتمع في الشخص الواحد موجباتُ الإكرام والإهانة، فيجتمع له من هذا وهذا. وهذا كاللصِّ الفقير: تُقطَعُ يدُهُ، ويُعطَى من بيت المال ما يكفيه. هذا هو الأصل الذي اتفق عليه أهلُ السنة والجماعة، وخالفهم الخوارجُ والمعتزلةُ ومن وافقهم، فلم يجعلوا الناسَ: إلا مستحقًّا للثواب فقط، وإلا مستحقًّا للعقاب فقط ... » مجموع الفتاوى (28/ 209).
وتارة حديثيا .. وتارة اصوليا.ز وهكذا
بإمكاني اقول الآن بدات اتحسس اللذة التي كان سماحته يتذوقها .. وهكذا يمكن لي ان استفيد من كتب هذا الحبر وهو ان استخلص كليات (القواعد) شيخ الاسلام، واعرف منهجيته في قرائة الاحداث، وفلسفة في الفتوى، وفقهه في مسائل الفتن ومنهجه في مواجهة المنحن ..
أخي القارئ الكريم: ان ما اودعه شيخ الاسلام في كتبه يحمل بداخله مشاريع علمية ..
فجرد ساعدك واعمل عقلك واستثمر في بنك شيخ الاسلام للتنمية العلمية .. فلله الحمد رب العالمين
ـ[الموسى]ــــــــ[25 - 08 - 07, 05:48 م]ـ
بانتظار قراءة تعليقاتكم ..
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[25 - 08 - 07, 10:40 م]ـ
بارك الله فيكم
كلام نفيس والحديث عن هذا الإمام العظيم لا ينتهي وذكر مزاياه تحيي القلوب فقد جمع الله له ما تفرق في غيره من العلوم والسلوك والعبادة والجهاد باللسان والقلم والبدن، وهو حقيقة مدرسة وحده في طلب العلم وتعليمه والدعوة إليه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والرد على المخالف في المسائل العلمية والعملية.
ولو أراد المرء الحديث عنه لن يقف عند حد ولذلك ألفت حوله مؤلفات ورسائل علمية ما جستير ودكتوراه في العقيدة وفي تعامله مع بعض الفرق كالأشاعرة والصوفية وغيرهم وفي الفقه وفي القواعد الفقهية وفي أصول الفقه مجموعا ومفرقاً وفي الحديث وفي التفسير وفي الدعوة والتربية وعلم النفس وعلم الاجتماع رسائل تعد بالعشرات، فكل ينهل من بحر علمه ولا ينضب فهو المفسر المدقق والمحدث الإمام والأصولي المتمكن والفقيه المجتهد جمع العلوم وأتقنها فمن يراه يتكلم في فن ظنه تخصصه ولا يحسن غيره فهو علم عمره وجميع وقته.
كيف لو تحدث المرء عن مؤلفاته التي يصعب جمعها في مختلف الفنون أو عن تلاميذه العظام كابن القيم وابن كثير وابن رجب والذهبي فكل واحد منهم أمة وحده وكلهم يغرف من علوم هذا الإمام.
حقيقة حُقَّ له أن يكون إماماً من أئمة أهل السنة ورمزاً من رموزها المقتدى بهم والمعتمد عليهم في تحرير أصول هذا المنهج، وحُقَّ لمن نهل من علمه أن يفتخر ويعتمد على أرض صلبة.
رحمه الله وجزاه عن هذه الأمة خير الجزاء ورضي عنه جزاء ما نصر السنة ودافع عنها وجزاء ما نفعنا الله بعلومه.
¥