[رجوع الإمام النووي إلى مذهب السلف]
ـ[محمد جميل حمامي]ــــــــ[27 - 08 - 07, 01:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هل رجع الإمام النووي إلى مذهب السلف في الأسماء و الصفات؟
قراءة في رسالته (جزء في الحروف و الأصوات)
محمد جميل حمامي
14/شعبان / 1428
إن الحمد لله نحمده ونستعينه و نستهديه و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات اعمالنا ...
و أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمداً عبده ورسوله ... أما بعد:
فإن أهل العلم مع قلتهم و ندرتهم غالباً، يجنح كل فريق من الناس إلى استمالتهم إليه! و الإستحواذ عليه! أو على الأقل استخراج منه كلمة تأيد أو تشجيع، لما يعرفوا من منزلة العلماء في الأرض .. ! فهم ملحها
وكذلك مما يجده العالم كذب الطوائف عليه! فيكذب عليه طائفتان من الناس، واحدة تقول عليه مالم يقله أصلاً! وأخرى تقول في كل مرة يزل فيها! ألم تسمعوا فلاناً كيف أنه قال كذا وكذا ... ! و يجلسوا للصيد فقط، مع أن بضاعتهم هم مزاجة أصلاً، وليسوا محل غنيمة صيد هم! – ثم يجلسوا يتصيدوا لغيرهم فاعجب من غيهم –
ومن ذلك ما رواه الإمام أبو داود في سننه [4622] و صححه الإمام الألباني في صحيح سنن أبي داود: عن أيوب أنه قال: (كذب على الحسن [البصري] ضربان من الناس قوم القدر رأيهم وهم يريدون أن ينفقوا بذلك رأيهم وقوم له في قلوبهم شنآن وبغض يقولون أليس من قوله كذا أليس من قوله كذا).
وهذا حالنا مع مفتي الأمة، شيخ الإسلام، الحافظ، الفقيه، الشافعي، الزاهد، أحد الأعلام، - كما وصفه الإمام الذهبي - أبو زكريا يحيى بن شرف الدين النووي رحمه الله
إذ قالت الأولى: أن هذا الإمام كان أشعرياً خالصاً! لا قال بقول السلف ولا أيد قولهم ... وفعلاً قد أتوا بكلام له وقد خرج منه صدقاً دونما تكذيب في هذه، ولكن صفة التكذيب تلحق بهم لما يعرفوا أن الإمام قد خرج من بدعتهم أولها وآخرها! ثم يصرون على أنه كان من مؤيديهم ولا يزال كذلك ... فإذا أثبتنا أن الإمام النووي كان سلفياً خالصاً أو أنه عاد إلى مذهب السلف أخيراً – وهذا محل البحث هذا -، فلا يسع أحد بعد ذلك أن يقول أنه كان مؤلاً أشعرياً ليس بسني!! لأنه ثبت غير ذلك وبثبوته ثبت كذبهم ... !
تماماً كحال الذين ينسبون المذهب الكلابي إلى إمام أهل السنة و الجماعة – كما وصفه ابن تيمية – أبو الحسن الأشعري! وقد خرج من هذا المذهب وأثبت عكسه وضده .. !
أما الثانية: فإنهم قوم سوء، أشقياء بلا علم، جهال بلا أدب، فعلى أكبر الأكابر يتطاولون ويظهرون رؤوسهم فارغة من العلم ما بها إلا السب و الشتم، فقالوا أن النووي هذا مبتدع ضال مضل! فلا تقرأوا له كتابا ولا تنشروا له كلاما وكذلك يفعلون ...
سبحان المولى وكأن هذه سنة باقية في الأجل إلى أجل ... فهذا المشهد نفسه، لا يزال يتكرر حيناً وحينا مع علماء كل زمن وكل محل .. فهاهم أئمة ذا الزمان وقعوا بين ذات الفكين مثلاً!!، مع أنه بينهم وبين الحسن زمناً! إلا أن الذي على منهج الحسن لا بُد وأن يلاقي مما لاقاه الحسن، لأن ذلك هو منهج الأنبياء – وأهل العلم يعرفون ذلك تماماً – فيختاروه عن علم وتمام معرفة وكامل صبر و احتساب للأجر عند المولى
لا أريد أن أطيل أكثر فقد آن أوان الشروع في المشروع ...
فقصتي أنه وقع بين يدي جزء لطيف الحجم كبير المعنى، صغير العبارة عظيم الإشارة، قليل الصفحات إلا أنه ضخم جداً وجداً لمن يفهم المغزى .. اسمه (جزء فيه ذكر اعتقاد السلف في الحروف و الأصوات) تأليف الإمام أبي زكريا يحيى بن شرف الدين النووي
وهو إختصار لمسألة الحروف و الأصوات، من كتاب (غاية المرام في مسألة الكلام) للشيخ فخر الدين أبي العباس أحمد بن الحسن بن عثمان الأرموري الشافعي، ثم ألحق في آخره جمعاً من كتابه (التبيان في آداب حملة القرآن)
قال الإمام النووي في مقدمته:
(فجاء هذا المختصر بحمد الله أنيساً للحاضر وجليساً للناظر، وقسمته بحمد الله فصولاً مشتملة على فنون من القواعد ونفائس من العقائد مما جمعته من كتب العلوم ومما أودعته من كتابنا المعروف بكتاب (التبيان في آداب حملة القرآن) وغير ذلك وعلى الله اعتمادي وإليه تفويضي واستنادي، اعتصمت بالله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
¥