[قدسية حق الله وحرية العقيدة]
ـ[السيد العربي]ــــــــ[28 - 08 - 07, 06:24 ص]ـ
أيها الأخوة الأحبة سلام الله عليكم ورحمته وبركاته فهذا مقال هام يرد على من يفتري على الاسلام بهتانا وزورا بالطعن فى حد الردة وبالتخليط بين حرية العقيدة وحق الله تعالى ... والمقال بعنوان
" قدسية حق الله وحرية العقيدة "
والله أسأل أن يجعل الله لى ولأخوانى ولجميع المسلمين نفعا فى ذالك فهو ولى ذلك والقادر عليه وحده
وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه أجمعين ...
وإليكم المقال والله المستعان وعليه التكلان
قدسية حق الله وحرية الاعتقاد:
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان الا على الظالمين والصلاة والسلام على خير البرية أجمعين محمد بن عبد الله الصادق الوعد الأمين، بلغ الرساله وأدى الأمانة، وأتم البلاغ وهدى البشرية جمعاء الى ما فيه صلاح الدنيا وسعادة الأخرة، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ومن اتبع ملته وسار على هديه الى يوم الدين ..... آمين.
أما بعد:
ما حق الله على الخلق؟؟
يقول تعالى ذكره وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ (59) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (60) ... الذاريات
فى هذه الايات يبين الله تعالى الغاية من خلق الخلق بنوعيه من الانس والجن، وهى "إلا ليعبدون" ومعنى العبادة في اللغة: التذلل والانقياد، فكل مخلوق من الجن والإنس خاضع لقضاء الله، متذلل لمشيئته لا يملك أحد لنفسه خروجًا عما خلق عليه ..... والظاهر أن المراد بها ما كانت بالاختيار دون التي بالتسخير الثابتة لجميع المخلوقات .... فتأمل، فالمراد بالعبادة التذلل والخضوع لا بالتسخير لأن الكل عابدون إياه تعالى بالتسخير لا فرق بين مؤمن، وكافر، وبر، وفاجر، وطير وحيوان وجمادات واحياء، كما في قوله تعالى: " والنجم والشجر يَسْجُدَانِ " [الرحمن: 6] ... فهذه عبادة بالتسخير .... وكما فى قوله تعالى: " ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) [فصلت/11]
ويؤيد ذلك ما قاله علي بن أبي طالب رضى الله عنه: "إلا ليعبدون" أي إلا لآمرهم أن يعبدوني وأدعوهم إلى عبادتي، ويؤيده قوله عز وجل: " وما أمروا إلا ليعبدوا إلهًا واحدًا ". (التوبة-31).
وقيل: "إلا ليعبدون" إلا ليوحدوني، فأما المؤمن فيوحده في الشدة والرخاء، وأما الكافر فيوحده في الشدة والبلاء دون النعمة والرخاء، بيانه قوله عز وجل: "فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين". (العنكبوت-65).
ومثل هذه الآيات يأتى لبيان صنيع المكذبين حيث تركوا عبادة الله تعالى وقد خلقوا لها!!!
فقوله: " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " خبر مستعمل في التعريض بالمشركين الذين انحرفوا عن الفطرة التي خُلقوا عليها فخالفوا سنتها اتباعاً لتضليل المضلين ....... واللام في " ليعبدون " لام العلة، أي ما خلقتهم لعلة إلا علة عبادتهم إياي ...... والتقدير: لإِرادتي أن يعبدون، ويدل على هذا التقدير قوله في جملة البيان: " ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون".
أي ما أرضَى لوجودهم إلا أن يعترفوا لي بالتفرد بالإِلهية ....... فمعنى الإِرادة هنا: الرضى والمحبة.
ونخلص مما تقدم بأن الله تبارك وتعالى خلق الخلق ليعبدوه وبالإلهية يفردوه، وهذا حقه على الخلق، فمنهم من حقق الغاية التى ما خلق الله الخلق الا لأجلها وقام بمقتضى حق ربه عليه، وهم المؤمنون، ومنهم من كفر وخالف وعارض قصد الله ومراده من خلق الخليقة وهم الكافرون ..... ومن هنا يتقرر أن عبادة الخلق لربهم وخالقهم – الله الحكيم العزيز – هى حقه الخالص الذى يلزم الخلق جميعا أداءه والقيام بموجباته وانه أمر لازم حتم لااختيار فيه، وانه قضية الوجود وأوجب الواجبات على كل إنسى وجنى شاء أم أبى، وأنه ليس تفضل من الخلق على خالقهم بحيث يظن من عبد الله انه أحسن الى الله –
¥