فيعلو على الأعلى بفضل مقيد
وما قد جرى بين الصحابة كله
يكون عن التأويل لا عن تعمد
قد اجتهدوا فيه فأجران للذي
أصاب ومن أخطا له الأجرَ أفرد
ولا تعنهم إلا بخير فإنهم
إليهم تناهى كل فضل وسؤدد
لقد رضي الرحمن عنهم وعنه قد
رضوا فالرضى عنهم على كل مقتد
ولله قوم صالحون تهذبوا
كراماتهم شاعت لدى كل مشهد
بنور التقى تقوى الفراسة منهمُ
فيغدو لهم بعض الخفي كأن قد
أتى في حديث في البخاري أنهم
إذا سألوا المولى حباهم بمقصد
لذلك يبغى صالح من دعائهم
وسائلهم عن أمر غيب هو الردي
كما جاء في ذاك الحديث وعيد من
يعادي وليا بالشريعة يقتدي
فَدِنْ بولاء للإله وحزبه
وَدِنْ ببراء من كفور حقلَّد
وليس ينافي للبراء من العدا
مجاملةٌ يدعو لها حالُ مُجْهَد
إذا ما تحفظنا، فهم ينفقون كي
يصدوا عن النهج القويم المحمدي
يريدون منا أن نداهن فاحذروا
ولا تخدعوا من برهم والتودد
الإيمان بالملائكة
ولله أملاك يطيعون أمره
تقاصر عنهم غيرهم في التعبُّد
بتدبيرهم للأمر كلّفهم فهم
جنود عظام فوق كل مجند
فمنهم ثلاثُ وكِّلوا بحياتنا
فجبريلهم بالوحي أحيى الحجا الصدي
وميكال أحيى الأرض بالقطر والذي
يسمى بإسرافيل بالنفخ يبتدي
فتحيى به الموتى وهم رؤساؤهم
فراجع نصوص الوحي في العد تزدد
الإيمان بالكتب
وقد أنزلت كُتْبٌ على الرسْل حجة
وكل رسول ذو كتاب مؤيِّد
ونعلم منها بالخصوص كتابَنا
زبورا وتوراة وإنجيلا أسرد
وصحْفا لإبراهيم غير كتابنا
تطرقه التحريف من أيِّ مفسد
الإيمان باليوم الآخر
وأثبِتْ سؤالَ المرْء من بعد موته
فينعَم أَو يشقى وللبعث أكِّد
وصَدِّق بأشراط القيامة كلها
ووقْتُ تجلِّيها لنا لم يحدد
ويوم يقوم الناس يعطون كتبَهم
فذو الأخذ باليمنى إلى جنة هُدِي
وذو الأخذ باليسرى- نعوذ بربنا-
يسربل من نار الجحيم ويرتدي
وتوزن أعمال العباد ففرقة
متى ثقل الميزان بالخير تسعد
وأما التي خفت موازينها غدا
فتعسا لها في النار تردى مع الردي
وأما التي ميزانها ثَمَّ مستو
فترجو على الأعراف رجْوَ موحد
ويشفع إذ ذاك النبيُّ شفاعة
يُخص بها عن كل أوْجَهَ منجد
ليقضي بين الخلق خالقهم وقد
أصيبوا بكرب في المواقف مُجْهد
ويشفع في أهل الجنان ليدخلوا
فبان له فضل على كل سيِّد
ويشفع معْه الغير في مسلمين قد
عصوا فاستحقوا ذوق نار الموحِّد
ومن دونها قد يخرج الله بعضهم
برحمته وفضله المتعوَّد
هنالك حوض عند أحمد ماؤُه
شديد بياض طعْمُه طعْمُ صرخد
يحلَّأ عنه المحْدِثون فويل من
يحلَّأ عن حوض النبي محمد
لكل نبي ثَمَّ حوض يخصه
ولكنَّ حوض المصطفى خير مورد
وثَمَّ صراط فوق متن جهنِّمٍ
مَمَرُّ الورى ما بين ناج ومبعد
وجنته للمتقين أعدها
أعد لظى للكافر المتمرد
وتَمْلأُ كل منهما ولقد رووا
مقالة نار وهي -قد ملئت- قد
وكلتاهما موجودة مالها فنا
وما شهد النص الصحيح به اشهد
الإيمان بالقدر
على قدَر تجري الأمورُ جميعها
إليه تعالى الخلق بالقدْر أسند
فمهما يكن شيء فذلك قد جرى
به قلمٌ في اللوح بادئ ذي بدي
أتاح اختيارا واقتدارا لخلقه
ولا شيء إلا بالمشيئة مقتد
ومن قال دل الذكر أن إلهنا
إرادته نوعان غيرُ مفنَّد
فإحداهما كونيِّة قدريِّةٌ
وليس يرى عما قضت أي عُندد
وليس بحتم أن يكون قضاءها
إلى الله محبوبا لدى كل مهتد
وأخراهما شرعية ليس لازما
وقوع اقتضاها بل بها تيك تقتدي
وليس بها ما لا يحب بواقع
له جلَّ سرٌّ من يسل عنه يعتدي
ونفس قضاء الله لا شرِّ فيه بل
إلى ما قضى تنميه دعوة أحمد
وذلك أن الخير بالمدِّ حاصل
وشرٌّ بعدْم المدّ يحصل فأجهد
ودع ما تعاصى فهمه وخذ الذي
فهمت ولا تسلك سبيل التمرد
وما رمته بالنظم تّمَّ لعلَّه
لقاصد إيمان وسيلة مقصد
صلاة وتسليم على خير مرسل
أجيء بها عند الختام وأبتدي
==============
الموضوع بتمامه .. منقول
ـ[أبو مصعب القصيمي]ــــــــ[31 - 08 - 07, 04:54 ص]ـ
جزاك الله خيرا ...
ـ[زايد بن عيدروس الخليفي]ــــــــ[31 - 08 - 07, 11:11 ص]ـ
جوزيت خيرا
هل من شرح عليها او تعليقات؟
ـ[ابن محمد علي]ــــــــ[31 - 08 - 07, 06:38 م]ـ
المنظومة "وسيلة الإيمان" للشيخ أحمد ولد المرابط -حفظه الله-، موجودة منسقة على موقع شذرات شنقيطية، وأعلم أن هناك شرح مسجل للشيخ نفسه عليها لكنه ليس عندي الآن، وكذلك هناك شرح لها لأحد طلبة الشيخ، لعله يرى النور ويطبع قريبا إن شاء الله.