تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الرد البرهاني على التشبيه النصراني]

ـ[أبو حذيفه السلفي]ــــــــ[09 - 09 - 07, 01:10 م]ـ

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد النبي الأمي وعلى اله وصحبه والتابعين ومن استن بسنته وسار على نهجه الى يوم الدين

اما بعد:

فقد طال الجدال حول مسألة رضاع الكبير، التي اصبحت الحبل الوحيد الذي يستخدمه اعداء

الحنيفية السمحه، ليثيروا الغبار حول الباحثين المتقصين للحقائق، الناظرين في حقيقة المبطلين

فأذا اعترض الباحث على مسأله عقديه منحرفه عند القوم، قام قائمهم ليعمي على المعترض

قائلا: (كيف يجيز نبيكم لسهله ان ترضع سالم مولاها بأن تلقمه ثديها) دون ان يجيب الثائر عن الاعتراضات التي اوردها الباحث، وسبب ذلك لا بضاعه علميه لدى القوم ليجيبوا على الطوام العقديه المتناثره في كتبهم.

الله المستعان) المهم في بحثنا هذا ان نجيب على اشكالية رضاع الكبير التي فهم منها المشبهون انها تعني لقم الثدي

نقول وبالله التوفيق: ان حديث سهله الذي اخرجه الامام مسلم في صحيحه ثابت -عن النبي صلى الله عليه وسلم- ونصه أن سالما مولى أبي حذيفة كان مع أبي حذيفة وأهله في بيتهم فأتت تعني ابنة سهيل النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إن سالما قد بلغ ما يبلغ الرجال وعقل ما عقلوا وإنه يدخل علينا وإني أظن أن في نفس أبي حذيفة من ذلك شيئا فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم أرضعيه تحرمي عليه ويذهب الذي في نفس أبي حذيفة فرجعت فقالت إني قد أرضعته فذهب الذي في نفس أبي حذيفة -مسلم برقم2637

وفي روايه قالت وكيف ارضعه وهو رجل كبيرفتبسم رسول الله-صلى الله عليه وسلم-وقال قد علمت انه رجل كبير

هذا هو تمام ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه المسأله

قالوا: هذا الحديث من اكبر الادله على ان النبي -صلى الله عليه وسلم- اجاز لسهله ان تلقم ثديها لسالم

قلنا: ان الحديث ليس بصريح في ان سهله القمت ثديها لسالم

قالوا: ولكنه يؤخذ من قول النبي (ارضعيه) والرضاعه في المعجم تعني لقم الثدي

قلنا:الرضاعه تعريفها شرعي وماجئتمونا به لايتفق مع اصولنا وخصوصا ان التعريف اللغوي

قد يكون اضيق من التعريف الشرعي او قد يكون اوسع

ولذلك قال الفقهاء: اذا حكم الشارع في شي وحده -اي عرفه- وجب الرجوع به الى الشرع

واذا حكم الشارع بشئ ولم يحده وجب الرجوع به الى اللغه

واذا حكم الشارع بشئ ولم يحده ولم يضع اللغويون له حد وجب الرجوع به الى العرف

ولو جئنا الى لغوي وقلنا له مارئيك في من شرب خمس شربات حليب من امرأه هل يسمى

راضع على الاصول اللغويه؟ فان كان الجواب نعم يسمى راضع .. سقط قولكم ان الرضاع هي لقم الثدي فقط

وان كان الجواب لا يكون رضاعا

قلنا: هذا مخالف لاتفاق الفقهاء على انه يسمى راضع وهو محرم بلا شك

هذا على فرض تنازلنا ان الرضاعه هي لقم الثدي مطلقا والا فان بعض اللغويين قد قيده بما في الحولين

واليك التعريفات الشرعيه للرضاع من أئمة هذا الشأن لاكما يزعمه اهل الافك والعصبيه

عرفه الحنفيه بأنه: مص لبن آدميه في وقت مخصوص

وعرفه المالكيه بأنه: وصول لبن المرأه وأن كانت ميته أو صغيره لم تطق لجوف رضيع وان بسعوط او حقنه تغذي أو خلط بغيره الا ان يغلب عليه في الحولين او بزيادة شهرين الا ان يستغني ولو فيها

وعرفه الشافعيه بأنه: اسم لحصول لبن امرأه وحصل منه في معدة طفل او دماغه

وعرفه الحنابله بأنه: مص لبن من له دون الحولين لبنا او شربه كالسعوط ثاب من حمل من ثدي أمرأه

انظر: تبيين الحقائق 3/ 181، اللباب31، مغني المحتاج 3/ 314،الشرح الصغير 327/كشف القناع 5/ 442

بهذه التعريفات الواضحه التي نعتمدها من المصادر المعتبره في الفقه يتبين ان الرضاع الشرعي الذي يصح ان يكون رضاعا ليس فقط لقم ثدي وانما لقم وشرب الا الحنفيه فقد عرفوا الرضاع بانه مص لبن ... الخ وهذا مقيد بالطفل فقط وهذا معنى قولهم في وقت مخصوص

قالوا: لماذا لم يقل النبي -صلى الله عليه وسلم- لسهله اسقيه من حليبك

قلنا: ولماذا لايقل لها ارضعيه؟

ولفظ الرضاع هنا وصف نسبي بالنسبه لما يعرف عن الرضاع بأنه عادة لا يكون الا للصغير

ولنا ان نسأل سؤال اذا جائكم طفل قد شرب من سعوط او وجورمن حليب امرأه هل ستسموه مسقي ام راضع؟؟

اترك الاختيار لكم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير